"مزق دفاترك القديمة كلها"..بهذه الكلمات الحماسية ألهب الشاعر هشام الجخ مشاعر جموع المصريين في ميدان التحرير خلال مشاركته في مسابقة "امير الشعراء" يناير الماضي، ليطلق عليه كثيرون لقب "شاعر الثورة". ورغم خسارته المركز الاول بالمسابقة ، إلا انه تمكن من رفع علم بلاده في سماء أبو ظبي بعدما حصل علي المركز الثاني..ليعود وسط جدل وشبهات واتهامات بسرقة أشعار عبدالستار سليم وصلت إلي القضاء الذي لم يقل كلمته بعد..في هذا الحوار يبوح "الجخ" بكثير من التفاصيل حول ماجري له وللثورة معا. كيف تري أوضاع مصر الآن..وإلي أين تتجه؟ بعد الثورة كنت أرفض الظهور في الإعلام حتي لا أسأل هذا السؤال ، فما نحن فيه ليس ماكنا نريده ، إلا انه لن يكون تحت اي ظرف أسوأ مما كنا فيه ، لكن المشهد لايزال باهتا ولا نستطيع ان نحدد ان كنا قد حققنا ما نريده ام لا، ونحتاج للسير الي الامام قليلا قبل الالتفات للوراء لتقييم ما حدث، وشخصيا أري انه لا يمكن تكوين رأي بناء علي المشهد الحالي. هل تري ان هناك الكثير من الاهداف لم تحقق بعد؟ نعم لم نحقق ما قامت الثورة من أجله..إسقاط رأس الهرم وإلغاء شكل السلطة الهرمية، وهذا ما يزال موجودا ، فالمجلس العسكري يحكم حتي الآن ، ونحن لا نريد هذا الوضع ، كما اننا نهدف لجعل سلطة القضاء بمفردها ، وسلطة الاعلام بمفردها وهكذا، وبالطبع سيظل رئيس الدولة علي رأس الشرطة والجيش لان هناك مناصب قيادية "مافيهاش هزار" ،لكن ارفض ان يعين رئيس الجمهورية رئيس الجامعة والمحافظين واعضاء المجالس المحلية ، وعندما يمشي المجلس العسكري "مشكورا" وينتخب رئيس الجمهورية نكون حققنا ما نريد. ماذا تكتب في ظل هذه الأوضاع ؟ بعد الثورة لم اكتب اي قصيدة ،لأن الموضوع لا يحتاج للشعر ، وانما اعمل واشتغل..وانا لا املك درجا جاهزا لأستخرج منه قصيدة، ومشروعي زيادة شعبية الشعر في مصر ، وياريت الكل يفرق بين زيادة شعبية الشعر ، وزيادة شعبية هشام، فمنذ 30 عاما لم نر شاعرا يحظي بالنجومية، فجيل عبدالرحمن الابنودي وأحمد فؤاد نجم وفاروق جويدة وفاروق شوشة في الفصحي كان الاخير .. وما اهدف إليه الآن واقوم به جعل الناس تستمع للشعر من جديد، من خلال تقديم برنامج "شاعر النيل" وهي مسابقة علي غرار مسابقة "امير الشعراء"، ولكن سيكون في الشعر العامي ، كما ان هناك تعاقدا مع ساقية الصاوي لايزال تحت الدراسة،لإقامة حفل شهري بعنوان " اصدقاء الهويس" لن ألقي فيها شعرا وسيقتصر دوري علي تقديم الحفل فقط ، بينما يقوم الشباب من عمر 18عاما بإلقاء الشعر، ولن يقتصر علي شباب محافظة القاهرة بل سأبحث في المحافظات خاصة وانها "ملقف" شعر ..فأنا أحلم بزيادة شعبية الشعر ، ليتم تشغيله في الميكروباص وليس ان يكون هشام "ستار" بل ان يعود الناس لسماع الشعر من تاني ، ويغور هشام. هل تركز كتابتك علي زاوية معينة في الحياة ؟ اكتب ما أحسه واشعر به ،فلا أنوي ان اكتب شعرا عن موضوع معين مسبقا ، ففي مسابقة امير الشعراء كنت اعلم انه محظور ان اكتب في السياسة، لكن ما شعرت به قلته ، والشعر ليس له علاقة بالتحضير المسبق للفكرة فلا املك "اسكربت" جاهز أولا اعرف الوصفة الجاهزة "هتكتب اية النهاردة". اتهمت من قبل أشخاص بأنك لم تشارك بالثورة ولم تنزل ميدان التحرير وأن معلوماتك مستقاة من الاعلام..ما تعليقك؟ هشام واصحابه الخمسة هم من قادوا مظاهرة مدينة نصر من مسجد الانصاري الي ميدان التحرير مشيا علي الاقدام يوم جمعة الغضب ، والناس رأت هذا وتعرف اني "اخذت وش القفص" .. وهشام من قال "جحا" و "3خرفان" قبل الثورة ايام ما كان الناس تخاف تلمح ناحية السياسة.. كما اني لغيت سفري في مسابقة "امير الشعراء" من اجل الثورة. كيف لم تلهمك الثورة بكلمات قصيدة جديدة بينما ألهمت الكثيرين ؟ لا أري المشهد واضحا ، فهو اكبر من عينبي ولا استطيع ان أراه ، لكن بعد فترة ممكن ان انظر للوراء فأري فأكتب، ومحاولاتي الحالية لكتابة شعر لم ترضني "حاسس انه اتقال قبل كدا". أطلق عليك الكثير من الالقاب فما هو اللقب الاقرب الي قلبك؟ بالتأكيد هاويس الشعر العربي..ولست شاعر الثورة فلم أنزل ميدان التحرير الا يوم الجمعة .. والاولي بهذا اللقب عبدالرحمن يوسف بلا منازع ،لانه تواجد بالميدان من اول يوم ، كما ان هناك 3 ملايين شاعر كانوا بالميدان ، فقبل الخميس رفضت نزول المظاهرات بعد اتصال اصدقائي بي وقلت لهم :" انا مابنزلش مظاهرات كفاية البهدلة اللي اتبهدلتها قبل كده فجسمي اتعلم عليه من امن الدولة ، والمظاهرات مابتعملش حاجة " لكن يوم الخميس 27 يناير تبينت انها مش مظاهرة ،فمن اتصل بي لانزل المظاهرات في الاصل شخصيات لا تشارك بأي مظاهرات معظمهم مخرجون وصحفيون واطباء ، فتأكدت ان ما يحدث ثورة شارك بها الكل دون ترتيب ، الناس كانت طالعة من بيوتها بتقول "اااه" ، وقال لي احد اصدقائي "لو ماشركناش في المظاهرات مش هنلاقي وش نقابل بيه اولادنا". ما أكثر المواقف التي علقت بذاكرتك اثناء الثورة ؟ من المشاهد التي لا أنساها وترد علي الاتهامات الموجهة للشعب بكونه حرامي وفهلوي ومنفلت ،مشهد لولد يدعي "صالح" كان ماسك تليفون محمول لا يقل ثمنه عن 3 آلاف جنيه ، ويجوب به الميدان قائلا " يا جماعة تليفون مين ده "، ولم يجبه احد ، شفتي الاحترام وصل لحد فين..الشعب مش حرامي بس رأس الهرم هما اللي حرامية وعلموا الناس السرقة. هل شاركت بمظاهرات التحرير الجمعة الماضية ؟ لم أشارك ولكن انا مع النزول دون اعتصام او تعطيل للعمل ولازم نشتغل ، مع كل حبي للجيش أرفض أن يعاملنا علي أننا اولاده وأنا اعامله علي انه أبويا، مش عايز اقول الكلمة دي تاني، ولابد ان نقول اننا مش مخربين ولكن نحن موجودين فقد قمنا بالثورة حتي نغير "السيستم". بماذا استفدت من تجربة مسابقة "امير الشعراء"؟ اولا احتككت بأقوي شعراء جيلي في العالم العربي ، وثانيا : البرنامج كانت نسبة مشاهدته جيدة فعرف الناس هشام في دول الخليج ودول اخري لم يكونوا يعرفوه هناك ، ولكن ما اساء لي في هذا البرنامج أنّ النقاد كانوا يتحدثون عني بعد قصيدة " التأشيرة" بلغة متغيرة "اني وحش " ، يعني كنا 7 الاف شاعر ، وحدثت تصفيات حتي اصبحنا 40 شاعرا فقط، كان هشام "فلة"، واملك تسجيلات بهذا، ولكن بعد قصيدة " التأشيرة" انقلب الوضع . ولماذا برأيك ؟ لم تعجبهم..فبعدها اصبح الكلام عن وجود اخطاء لغة ونحو بقصائدي، والمشكلة أن البعض ممن يحب هشام لايفهم في الشعر فصدق هذا الكلام وهذا ما احزنني .. ولكن للأسف كنت قد مضيت علي ورقة بعدم الرد علي لجنة التحكيم وأنا علي المسرح فلا اناقش النتيجة ولا التعليقات، ويكفيني تصريح الدكتور صلاح فضل عضو لجنة التحكيم بعد المسابقة " لقد فقدنا مصداقيتنا امام الجمهور ". ما مشروعك لزيادة شعبية الشعر؟ كل ما اقوم به من افعال تصب في مشروعي، فمن السهل ان اكتب ديوان واحصل علي 5 ملايين جنيه "كاش" ، لكني سأركز علي تقديم الشعر في سي دي وكليبات، وتحميله في شكل رنات وكول تون بالمحمول. ما آخر مستجدات قضية اتهامك بسرقة اشعار عبدالستار سليم؟ القضية منظورة امام المحكمة ، والموضوع واضح جدا فمربعات الشعر هو يقول انها ملكه ولكني احفظها من زمان واعرف انها من التراث ، وفي حالة ثبوت انها ليست اشعاره سأرفع قضية تشهير لانه اساء لسمعتي ، لأني بادرت بالاعتذار وذهبت الي قنا ووافقت علي حضور جلسة صلح تجمعنا، وبعد ذلك تبينت انه يريد الشهرة والظهور في وسائل الاعلام فقط، فلم يكن أحد يسمع عنه وفجأة اصبح سوبر ستار. ما مثلك الاعلي في الشعر؟ لا يوجد ، بالفعل تأثرت بالجميع ، واذا اصبح لدي مثل اعلي فسأبدأ في تقليده ..وهذا ما حدث مع الشباب الصغير الذي يستمع لاشعاري ويكتب دون ان يستمع لغيري. لمن تدين بالفضل في مشوارك؟ لكثيرين..والدتي وزوجتي ومحمد الصاوي ومدير رعاية الشباب بجامعة عين شمس ،ونائب رئيس الجامعة وغيرهم كثير. وما أقرب قصائدك لقلبك؟ لا يوجد.
