يحزننى أشد الحزن أن الرأى العام الغربى لا يعرف صورة مصر إلا من خلال قناة الجزيرة القطرية العميلة التى تروج فقط لصالح الصهيونية العالمية، ووسائل الإعلام المصرية لا تصل إلى أوروبا، ولو وصلت تكون محدودة للغاية ولا تحدث أى تأثير يذكر.. و«الجزيرة» تتبنى أفكار ومعتقدات «الجماعة الإرهابية» على اعتبار أن وسيلة الإعلام هذه شريك أساسى فى المؤامرة ضد مصر والمنطقة العربية بأسرها، والهجوم العنيف على الثورة المصرية والإرادة الوطنية والتطاول على مؤسسات الدولة وعلى رأسها الجيش، تعد هدفاً استراتيجياً لقناة الجزيرة، ولا شىء تفعله أبداً سوى تشويه ثورة 30 يونية، وتدفع فى ذلك الملايين بل المليارات من أجل تحقيق هذا الهدف الخسيس. ويتلقى الرأى العام الغربى جرعات يومية مسمومة عن الثورة المصرية والشعب المصرى العظيم الذى قام بالثورة ولا أحد على الاطلاق ينكر الدور الرائد الذى يقوم به الإعلام المصرى سواء كان المرئى أو المسموع أو المقروء، لكن حدوده لا تتعدى المنطقة العربية، ويظل هناك انفصام بين وسائل الإعلام المصرية والشارع الأوروبى أو الغربى. وقد سعدت بالمقالات التى تم نشرها للكتاب فاروق جويدة ومحمد سلماوى وناصر حمزة رئيس هيئة التنشيط التى تسعى لمحاولة تصحيح صورة مصر فى الغرب، عندما تبنت جريدة التايمز البريطانية نشر هذه المقالات نظير مقابل مادى على شكل إعلانات مدفوعة الأجر. وقد قرأت مؤخراً إعلاناً بعنوان: «السفارة المصرية بلندن تشكر أبوهشيمة» رسمياً لتمويله حملة الدفاع عن 30 يونية فى الإعلام الغربى.. وتناول الإعلان أن رجل الأعمال أحمد أبوهشيمة قام بشراء صفحتين كاملتين بجريدة التايمز البريطانية لنشر مقالات لكبار الكتاب والمفكرين دفاعاً عن المواقف الوطنية وتوضيح صورة مصر الحقيقية أمام الرأى العام الغربى، ومواجهة حملات التضليل التي تتم ضد مصر وثورتها العظيمة. بصراحة ما فعله «أبوهشيمة» عمل وطنى يحسب له فى تاريخه، فقد أدرك الرجل بحسه الوطنى أن حملات التضليل وتشويه صورة مصر زادت على الحد، وأصبح الرأىالعام الغربى متأثراً فقط بهذه الحملات المضللة، فى حين أن الإعلام المصرى يبذل جهوداً يومية مكثفة لتصحيح كل الأوضاع المقلوبة ولكن مع عظيم الأسف لا يصل هذا الى الشارع الغربى، الذى يتلقى فقط كل معلوماته عن قناة الجزيرة التى تتبنى فقط فكر الإخوان وتذيعه على العالم، ليس اقتناعاً من «الجزيرة» بهذا الفكر المضلل، وإنما لأن «الجزيرة» شريك فاعل وأساسى فى المؤامرة الصهيونية فهى تؤدى دوراً كما يؤدى الإخوان دوراً فى المؤامرة الكبرى ضد مصر والدول العربية. تصرف «أبوهشيمة» الوطنى، أدرك أن وسائل الإعلام المصرية جميعها لا تصل إلى أوروبا بالشكل المطلوب مما حدا به أن يقوم بهذا الموقف الرائع.. وصحيح أن الإرادة المصرية لا يعنيها من قريب أو بعيد رأى الشارع الغربى فى الثورة المصرية، إلا أنه يكون بالضرورة أهمية تصحيح هذه المفاهيم الغربية المغلوطة، وبدلاً من احتكار وسائل الإعلام الصهيونية والإخوان للتأثير فى الشارع الغربى لابد من استغلال الطاقات المصرية المبدعة لتصحيح المفاهيم الخاطئة التى تشبع بها الأوروبيون. وأعتقد أن غيرة «أبوهشيمة» على الثورة مثل باقى كل الوطنيين فى مصر هو ما دفعه لأن ينفق من أمواله على حملة الدفاع عن «30 يونية» فى الإعلام الغربى والتى تمت من خلال التايمز البريطانية على اعتبار أنها من أشهر وأقدم الصحف العالمية، وهذا يدفعنى الى تساؤل مهم: أين هيئة الاستعلامات فى الخارج من كل هذه المواقف، فهى المنوط بها بالدرجة الأولى الرد على كل المفاهيم الخاطئة وتصحيح صورة مصر التى شوهها الإخوان!!