الله.. الله على عظمة هذه الأمة التي خرجت في شتى البلاد، وشتى القرى والمدن، الريف والحضر، أهل الصعيد العظام وأهل الشمال الكرام ليدلوا بدلوهم في بناء صرح أمة جديدة كانت في شوق إلى فجر جديد وصبح وليد وحياة تليق بكبرياء وعظمة هذه الأمة، فكانت الطوابير الواقفة منذ صباح 14 يناير، 15 يناير في مواكب «مشتاقة تسعى الى مشتاق». أمة تناجي من وراء أسوار الزمن الحرية التي غابت عنها سنين عدداً، والديمقراطية التي كانت عصية فسارت الأمور في ظلام ليل قد طال. واليوم ونحن نرى الشعب المصري يسترد قوته الروحية في سبيل تغيير الصورة القديمة الأسيفة التي عاشها تلك السنوات مسلوب الارادة وقد استيقظ العملاق وحطم أسوار الأسى، وأعلن في ثورته الثائرة عصراً جديداً، وكانت البداية وضع دستور قوي حتى أعاد له كرامته وأخذ به الى «موكب السعادة المنتظرة» في ظل «خريطة الطريق السديد»... وبهذه الصورة ونحن نرى الشعب مواكباً مواكباً ينشد نشيد الحرية متمتعاً بقدر عال من حسن الاختيار غير مسبوق، ومن هنا كان لابد له من جزاء ترتله الأجيال جيلاً بعد جيل، بفضل ما جاء منصوصاً لصالحه عبر مواد الدستور الوليد الجديد فقد وجدت الطبقات الاجتماعية كافة، العامل والفلاح والمرأة والمسلم والمسيحي وكل من يدب فوق أرض مصر يمشي مختالاً وهو يتطلع في انبهار الى بناء ذلك الصرح الحضاري المجيد ممثلاً في مواد الدستور واحكامه ومبادئه نبراس نور لحياة تشريعية ورئاسية واقتصادية واجتماعية بالخير لا ريب في ذلك. هذا الدستور هو عنوان «دولة حديثة» سوف تؤتي أكلها بالخير مع تطبيقات مواده في الواقع العملي، انتخاب رئيس يحميه الدستور ومن نبعه يكون مصباح النور نحو خلق «مناخ جديد» يليق بعظمة «مصر الجديدة» في ثوبها الحضاري القشيب. ومن ناحية أخرى، وبجانب هذا الازدهار المتمثل في مواد الدستور وأحكامه ومبادئه سوف يعلن من خلال التطبيق «الشرعية الدستورية الصادقة» والتي أتت مصدقة على أن الدستور المصري صنعته ارادة الأمة والتي هى مصدر السلطات حقا وصدقاً وتطبيقاً وسوف يكون بداية لمولد حياة تنعم فيها البلاد في ظل ما كانت ترنو اليه في مساواة اجتماعية ورفاهية اقتصادية استقرار في أمن المجتمع وأمانه، والذي قدمت الأمة لنجاحه دماء شهدائها الابرار، ومن هنا فلابد أن نقدم بالعمل والجهد والايمان أن نعض على هذه القيم بالنواجز حتى.. نصير بالعمل الجاد جمالا لامتنا وهى جمال لنا مقيم». ودائما وأبداً الى: لقاء تحت ظل عدالة قدسية الأحكام والميزان.