مرة أخرى، وبعد كل عملية إرهابية، نؤكد أن مصر لم تشهد دمارا أو عنفا أو تخريبا على مدى تاريخها المعاصر، سوى من عدوين هما الاستعمار، وجماعات الإسلام السياسى وفى مقدمتها الإخوان المسلمون!!.. وان هذه الجماعات هي الوحيدة من بين كل القوى السياسية التي ترتكب جرائم القتل والتفجير والتدمير عندما تختلف مع الآخرين أو عندما يرفضها الاخرون، فلم يحدث ذلك لا من الوفديين ولا من الشيوعيين ولا من اليساريين أو أي قوى سياسية وطنية معارضة سواء كانت في الحكم أو خارجه . كما ان هذه الجماعات الارهابية هي الوحيدة التي على استعداد للتعاون مع أي دولة، من أجل تحقيق اطماعها في الاستيلاء على سلطة الحكم حتى ولو كان الثمن تدمير الوطن نفسه أو تسليمه على المفتاح للقوى المعادية الاستعمارية!! هذه حقائق تاريخية مؤكدة بالوقائع والاحداث ..ومن يرى غير ذلك فهو إما إرهاب أو عميلا ولا ثالث لهما.. فقد كانت القوى السياسية قبل ثورة يوليو تتداول سلطة الحكم من خلال تشكيل الحكومة، وكان من الامور السياسية العادية أو الاعتيادية ان يشكل الحكومة الحزب الذى يفوز بالأغلبية في الانتخابية البرلمانية، وبعدها بشهور، ان لم يكن اقل، يتم إقالته لسبب أو لآخر ويصير في مقاعد المعارضة .. ولم يحدث من أي حزب أنه ارتكب جريمة ارهابية ردا على استبعاده من رئاسة الحكومة أو قام باغتيال رجال من الشرطة والجيش أو قام بإحراق الأقسام أو تفجير مديريات الأمن بسبب عزله من السلطة وبدعوى أنه حزب شرعي ومنتخب من الشعب!! ومنذ تشكيل اول وزارة في 28 أغسطس عام 1878. وهى نظارة نوبار باشا اثناء حكم الخديوي إسماعيل، وحتى آخر وزارة شكلها أحمد نجيب الهلالي باشا عند قيام ثورة 1952، لم تتورط هذه الاحزاب في تلطيخ أياديها بدماء مصرية حتى ولو تم إبعادها عن الحكم والحكومة، وان شوارع مصر لم تعرف الاغتيالات السياسية وجرائم التفجير والارهاب الا مع نشأة جماعة الإخوان المسلمين، وذلك لأنها ليست جماعة سياسية ولكنها جماعة إرهابية تم تأسيسها بغرض هدم الوطن وليس المشاركة في بنائه مثل بقية الأحزاب، مثلها في ذلك مثل كل الجماعات «الإسلامجية» الإرهابية الاخرى التي ظهرت بعد ذلك بمسميات مختلفة ولكن هدفها واحد وهو تدمير هذا الوطن من الداخل باسم الدين لصالح اعداء من الخارج!! ومنذ المواجهة الأولى مع إسرائيل في حرب عام 48 واستمرارها كعدو رئيسى، حتى الآن، ومع انضمام أعداء آخرين، فإن شوارعنا لم تتوقف فيها العمليات الإرهابية.. حيث ان إسرائيل قررت وقتها نقل معاركها من داخل أراضيها، إلى حدود أراضي أعدائها أو في عمقها.. ومن الغريب انه طالما هناك حرب مباشرة مع إسرائيل على الحدود فان العمليات الإرهابية تتوقف في الداخل ثم تعود وتنشط في فترات اللاسلم واللاحرب!! ان عملية المنصورة الإرهابية لم تكن الاولى ولن تكون الاخيرة، سواء داخلها أو داخل محافظات اخرى طالما هناك عدو في الخارج وعميل في الداخل، وهناك تمويل من الخارج وخونة في الداخل.. وانه لابديل عن شن حرب احترافية كاملة على هذه الجماعات، حتى ولو كان الثمن كبيرا وعظيما من الارواح ومن الممتلكات، وان مصر لم ُتوقف إسرائيل عند حدها إلا بدفع ثمن غال من ثلة من أطهر واجمل ابنائها في حروب 67 و73 بل ان الشعب المصري كله دفع ثمن الهزيمة والنصر من قوت يومه واحتياجات ابنائه ومن مستقبل بلاده، حفاظا على كيان هذه الدولة ولذلك لا يجب ان نتردد في مواجهة حاسمة ضد من يحاربوا داخل أراضيها بالوكالة عن اسرائيل، وغيرها من أعداء، حتى ولو كانوا من ابنائها.. وما أكثر الأمراض التي يضطر الفرد فيها الى خسارة عضو من اعضائه وبتره تماما حفاظا على حياته !!