قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن الأزمة التركية انفجرت بقوة في وجه رئيس الوزراء "رجب طيب أردوغان" ليرى المؤسسات التركية تشهد انقسامات حادة وانفصالا في أركان الدولة، في تحد هو الأصعب على الإطلاق لحزب العدالة والتنمية الحاكم منذ صعوده إلى السلطة. وأشارت الصحيفة إلى أن الأزمة تفاقمت مع استبعاد المدعي العام التركي "معمر عكاس" المشرف على قضية الكسب غير المشروع المتورط فيها رجال من الدائرة الداخلية لأردوغان، في علامة على مدى الصراع المحتدم بين السلطتين القضائية والتنفيذية. وأضافت الصحيفة أن هذا التحرك أثار غضب الشعب الذي خرج اليوم الجمعة في تظاهرات بالعاصمة اسطنبول مطالبة باستقالة حكومة "أردوغان" التي باتت محل شكوك وجدل واسع في ظل قضايا الفساد المتورط فيها عدد من الوزراء وذويهم. وأوضحت الصحيفة أن التعديل الوزاري الذي أجراه "أردوغان" أمس الخميس أتى ضمن خطواته لتهدئة الاوضاع في البلاد، ولكن على ما يبدو أن التعديل لم يهدئ وتيرة الغضب الثائرة في شوارع تركيا. ومن جانبه، قال "كمال كيليجدار أوغلو" زعيم المعارضة التركية "إن أردوغان وحزبه يشكلون دولة عميقة في البلاد، ويحاولون إظهار مناخ هلامي من الديمقراطية المزيفة." ولفتت الصحيفة إلى أن الأزمة السياسية ألقت بظلالها على الاقتصاد وأثارت هزة قوية للليرة التركية التي انخفضت إلى مستويات قياسية مقابل الدولار الأمريكي لتتراكم المشاكل داخل حكومة أنقرة.