أجزم بلا أدني شك أن هناك اختراقاً داخل أجهزة الشرطة في حادث انفجار مديرية أمن الدقهلية وعندما أقول إن هناك اختراقاً لا يعني أبداً أن الداخلية خائنة أو عميلة للإخوان، لكن أن تتكرر عملية انفجار وإرهاب بهذا الشكل، فهذا يحتاج إلي وقفة مهمة باتت ضرورية خلال هذه المرحلة.. كلنا يعلم أن الأجهزة الأمنية تقوم بدور فاعل وجبار في مقاومة الإرهاب وتعقب أصحابه وتوفير الأمن والاستقرار ولا أحد ينكر ذلك أبداً، لكن رغم ذلك كله توجد عملية اختراق داخل الأجهزة الأمنية.. وهذه هي الكارثة فعملية اغتيال المقدم محمد مبروك المسئول عن ملف الإخوان، كشفت تورط زملاء له في الشرطة وراء رصد تحركاته ونقلها إلي الجماعة الإرهابية حتي تمكنت من اغتياله.. ويومها قلنا إن الرجل الذي ضاع دمه هدراً كان وراء اغتياله مشاركة من العاملين في الشرطة.. ولم نسمع أو نقرأ أن خرجت علينا وزارة الداخلية بكلمة تبل الريق وأنه تم التحقيق في هذه الواقعة. ولا يكفي طبعاً إحالة المتورطين من الشرطة إلي التقاعد دون تقديم الخائن إلي المحاكمة والقصاص منه مرتين الأولي أنه يخون الجهاز الذي يعمل به والثانية لاشتراكه في جريمة إرهابية.. والمجهود الشاق والجبار الذي تقوم به الداخلية يضيع هدراً بسبب هذه التصرفات الحمقاء غير الأخلاقية.. الموقف تكرر قبل ذلك مع الضابط محمد أبو شقرة في سيناء الذي اغتالته يد الإرهاب بسبب تسريب معلومات عن تحركاته ودوره ولم نسمع أن قامت الداخلية بإجراء تحقيق في هذا الشأن. وجاء حادث انفجار مديرية أمن الدقهلية ليكشف بما لا يدع أدني مجال للشك أن هناك اختراقاً داخل جهاز الشرطة، والسؤال الذي لا أجد له إجابة كيف تكون مديرية أمن بدون كاميرات وقد صرح أحد الجنود المصابين في الحادث المروع بأن يوم الانفجار، شهد تخفيفاً أمنياً حول المديرية، رغم أن كل الأيام كانت هناك حراسة مشددة فلماذا في هذا اليوم بالذات كما أن مدير الأمن المصاب شفاه الله وعفاه كان يعقد اجتماعاً موسعاً مع قيادات الأمن بالمحافظة وقت حدوث الانفجار. أقول للمرة الألف إن الداخلية تضيّع جهودها المضنية والشاقة في الحرب علي الإرهاب بوجود هذا الاختراق، وكيف يتم اختراق داخل الأجهزة الأمنية؟ ما يحدث هو خيانة عظمي بكل المقاييس، ولا يجب أبداً علي السيد اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، أن يسكت علي جريمة الخيانة أو الاختراق داخل وزارته.. الذين يقومون بهذه الخيانة يجب أن يكونوا عبرة وأن يتم تقديمهم إلي المحاكمة في أسرع وقت حتي يظهر هذا المجهود الكبير الذي تقوم به الأجهزة الأمنية في الحرب علي الإرهاب. إنني أتحدث بقلب مفتوح إلي وزارة الداخلية ولا أقلل أبداً من الدور الذي تقوم به الأجهزة الأمنية، لكن يحزنني كل الحزن أن يكون من بين هؤلاء «خونة».. ولذلك أطالب الوزير بضرورة عدم السكوت علي هذا الأمر الخطير الذي بات واضحاً ومكشوفاً.. فلا يجوز بأي حال من الأحوال أن تكون هناك خطة أمنية في الحرب علي الإرهاب وتنتقل بحذافيرها إلي الإرهابيين وقد حدث ذلك أيضاً في فض اعتصامي رابعة والنهضة.. الخونة لا مكان لهم الآن بيننا ولا يشفع لهم أي أحد.