الحادث الإرهابي الذي تعرضت له مديرية أمن الدقهلية فجر اليوم أيقظ النار التي كانت مشتعلة تحت رماد الأحداث السياسية الجارية وانشغال الشارع المصري في الاستعداد للاستفتاء على الدستور الجديد الذي يحمل معه أحلام الاستقرار والسلم الاجتماعي الذي يحلم به المصريون. الحادث دفع الشعب المصري للتعبير عن غضبه تجاه جماعة الإخوان المحظورة بعد أن أسفر عن مقتل 15 وإصابة أكثر 130 شخصًا آخرين حسب تقديرات وزارة الصحة وتسبب في انهيار جزء من مبنى مديرية أمن الدقهلية وبعض المباني المجاورة له. لم ينتظر أهالي الشهداء والمصابين إنتهاء تحقيقات النيابة ليتعرفوا على مرتكبي الحادث، وخرجوا إلى الشوارع، وتطورات الأحداث وتحول تشيع جثامين شهداء الوطن إلى حرب ضد منازل ومحلات أعضاء الإخوان وقياداتهم في المحافظات التي سقط منها شهداء في الحادث. وعمت الفوضى شوارع مدينة المنصورة وتوعد الأهالى، أنصار الإخوان حيثوا أعلنوا عقب الانتهاء من جنازة شهداء الشرطة، أن أمام كل أعضاء جماعة الإخوان بالمسلمين فرصة حتى الساعة 10 من مساء اليوم ، ليغادروا محافظة الدقهلية، وإلا سيكون القتل والحرق مصيرهم. البداية كانت بإضرام الأهالى النيران فى سيارة تابعة لشركة "إسلامكو" المصرفية التابعة ل"عبد الرحمن البر" أحد قيادات الإخوان المسلمين، عقب تلويح أحد العاملين بالشركة بإشارة رابعة العدوية عقب الإنتهاء من تشييع جثامين الشهداء. وقام الأهالى بحرق سيارة تابعة للقيادى بجماعة الإخوان "ياسر شاهين"، بشارع البحر بالمنصورة، تعبيرا عن غضبهم من الجماعة. كما تم اقتحام سلسلة محلات أولاد رجب بعد انتشار شائعة بأنها تابعة للإخوان وأنصارهم . اقتحام منزل "مفتى الإخوان" واقتحمت مجموعة من الغاضبين، إحدى العمارات السكنية التي يمتلكها الدكتورعبدالرحمن البر، عميد كلية أصول الدين- فرع جامعة الأزهر بالمنصورة، والمعروف إعلاميًا ب "مفتي جماعة الإخوان" ، عضو مكتب الإرشاد، وألقوا محتويات العقار من أثاث ومطبوعات بنهر الشارع. حرق محلات ومنازل الإخوان ب"أجا" وفي مدينة أجا بمحافظة الدقهلية انطلق الآلاف من أهالى المدينة فى مسيرة حاشدة مرددين هتافات "الشعب يريد إعدام الإخوان " وقاموا بإضرام النار فى 20 محلا ومنزلا تابعين للإخوان. وفور وصولهم إلى منزل القيادي الإخواني الهارب "إبراهيم رسلان" قاموا بإحراقه بالكامل، دون وجود خسائر بشرية لأن المنزل خال من السكان، كما استكملت المسيرة طريقها، محطمة المحلات المعروفة بأنها تابعة للمحظورة بمدينة، ومركز أجا ، ومنها مركز "عرب سكان" للأشعة وهو أكبر مركز للأشعة بمركز أجا وأغلق الأهالى، مداخل ومخارج المدينة ليمنعوا رجال الإطفاء من إنقاذ المحلات، والسيارات، والمنازل. انتقال الحرب لدمياط والمحلة وعقب صلاء العشاء شيع الآلاف من أبناء دمياط، جثمان الشهيد محمد صابر أحمد مطاوع، أحد ضحايا الحادث، بمسقط رأسه بقرية عزب النهضة، مركز دمياط ، وقام بعض الأهالى بحرق محل بقالة بمسقط رأس الشهيد بمنطقة السيالة، ومحل كاوتشوك وجمعية للتنمية البشرية بميدان سرور، بمدينة دمياط، يمتلكها الإخوان . الأمر ذاته تكرر فى مدينة المحلة، حيث قام المئات من الأهالى مساء اليوم، بمهاجمة شقق ومحلات تجارية يمتلكها قيادات الإخوان بالمدينة ورشقوها بالحجارة وكسروا 3 محلات تجارية، وذلك عقب تشيعهم جنازة" 5" من شهداء المحلة الذين لقوا حتفهم فى الحادث. ولم تكتف الأهالى بذلك بل حاصروا برجا سكنيا يمتلكه أحد قيادات الإخوان بمنطقة دوران محب، وكسروا واجهة 3 محلات وهتفوا بسقوط الإخوان واعتدوا بالضرب على 2 من أعضاء حركة 6 أبريل واتهموهم بالخيانة، والانتماء إلى تنظيم الإخوان. في خضم هذه الأحداث تعالت أصوات قيادات قوى سياسية ومحللون وخبراء يطالبون باستقالة أو إقالة حكومة الببلاوي ويحملونها المسؤولية عن الحادث بسبب سياسة الأيادي المرتعشة التي تنتهجها مع الارهابيين وتقاعسها عن إدراج تنظيم الإخوان ضمن المنظمات الإرهابية في الوقت الذي اجتمع فيه الرئيس المؤقت عدلي منصور بالفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والدكتور حازم الببلاوي رئيس الوزراء وطالبهما باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمواجهة الإرهاب واستعادة الأمن. أما الإخوان فقد تنصلوا من الحادث الإرهابي وأدانوه وأعلنوا تمسكهم بما وصفوه بالشرعية وعدم خضوعهم للسلطات التي وصفوها بأنها سلطات انقلاب وعزمهم مواصلة المظاهرات والاحتجاجات في جميع المحافظات. دول الخليج ممثلة في مجلس التعاون الخليجي أدانت الحادث الإرهابي بالتزامن مع بيانات متعددة أصدرتها دول ومنظمات وهيئات عالمية تدين فيه الحادث الإرهابي وتعتبره نقلة نوعية في الصراع الدائر في مصر وبعضها حذر من أن الحادث يتشابه في تنفيذه مع العمليات الإرهابية لتنظيم القاعدة في العراق. أحداث اليوم بكل ما تحمله من مرارة وألم أهالي الشهداء وحسرتهم .. وآهات المصابين وذويهم .. تبحث عن عقلاء القوم وتناشدهم التدخل لوقف المزيد من إراقة الدماء ومواجهة الإرهاب الأسود. شاهد الفيديو :