حث الرئيس الأمريكى الأسبق "جيمى كارتر" جميع الأطراف الضالعة فى الحرب السورية بأن الحرب الدائرة هناك لا يمكن الفوز بها وبالتالى فإنه يجب تقديم العديد من التنازلات الصعبة من أجل إنقاذ سوريا. وقال "جيمى كارتر" و"روبرت باستور"، فى سياق مقالهما فى صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إنه قد حان الوقت للتحلى بالشجاعة وإقامة السلام فى سوريا، والطريقة الوحيدة لفك هذا المأزق هى أن تقوم الأممالمتحدة والقوى العظمى بوضع شروط واضحة للمشاركة فى مؤتمر "جنيف 2" للسلام فى سوريا والسعى لإنفاذ هذه الشروط. وأردف الكاتبان: "لقد أصبحت الحرب بين الجماعات الطائفية الكثيرة فى سوريا أكثر وحشية، وانخرط فيها بعض دول الجوار فى محاولة لمساعدة أحد الجانبان المتناحران للفوز على الأخر، وبالتالى فقد حان الوقت لنسأل: لماذا كانت جميع الدعوات لإحلال السلام غير المثمرة". وأضاف الكاتبان: "إن مبعوثى الأممالمتحدةلسوريا لم يُسمح لهما باستخدام مهارتهما فى التفاوض لأن اللاعبين الرئيسيين أصروا على شروط مُسبقة للنصر بدلاً من البحث آليات مشتركة لإنهاء هذه الحرب". وتابع قائلان: "إذا أخذنا فى الاعتبار مجموعة أخرى من الشروط المُسبقة يمكن أن تذهب بنا نحو الديمقراطية والتسامح وهذا يتطلب من جميع اللاعبين العالميين والإقليميين بأخذ زمام المبادرة وتشجيع حلفاء سوريا بأخذ الخطوات التالية؛ وسيكون مطلوب من جميع اللاعبين تقديم تنازلات صعبة لو أرادوا إنهاء هذه الحرب، وإذا فشلوا فى تنفيذ ذلك فإنه من غير المُستبعد أن تستمر الحرب السورية لعقد أخر وأن تؤدى لإتساع دائرة الموت والتدمير". وعرض الكاتبان ثلاثة مبادىء رئيسية من الضرورى أن تقوم عليها مباحثات "جنيف": أولاً، حق تقرير المصير للشعب السورى لتحديد حكومته المستقبلية فى عملية انتخابية حرة. والمبدأ الثانى – وفقاً للكاتبان – هو الاحترام، يجب على الفائزين أن يحرصوا على توفير الاحترام لجميع الأقليات والمجموعات الطائفية، أما المبدأ الثالث، فهو توفير قوات لحفظ السلام لضمان تحقيق المبدأن السابق ذكرهما. وختاماً، قال "جيمى كارتر" و"روبرت باستور" إن هذه الشروط المُسبقة لا يجب أن تكون محلاً للجدل، بل تعنى أن جميع الفصائل السورية يجب أن تتراجع عن مطالبها غير العقلانية.