كتبت السبت الماضى مقالا تحت عنوان الشقق كتيير.. وتناولت فيه التصريحات الكثيرة والمتوالية للمهندس إبراهيم محلب وزير الإسكان عن شقق الحكومة.. ومشروعات الإسكان.. ولم تكد الجريدة تصدر حتى تلقيت اتصالا هاتفيًا من الوزير يشرح فيه خططه الإسكانية، قال إن جميع الشقق التى تحدث عنها موجودة.. إما تم بناؤها وتنتظر المرافق.. أو فى مشروعات عطلتها آلة الروتين.. وقال الوزير إنه يفضل ويسعى لدعم الإسكان التعاونى لأنه من وجهة نظره - الحل الأمثل والأكثر نفعًا لمشكلة الإسكان.. وقال إن معظم دول العالم التى كانت تعانى أزمات اسكان.. لجأت إلى التعاونيات.. وقال إن خططه لحل أزمة الإسكان لا تتوقف عند مجرد بناء شقة وتسليمها.. لكنها تعتمد أيضًا على وجود أسلوب أمثل للصيانة العقارية. هذا ملخص لما قاله وزير الإسكان فى مكالمته.. وأولاً أشكر الوزير على الاهتمام والرد.. والحقيقة أننى لم أفاجأ بمكالمة الوزير.. وعدم المفاجأة ليس لأن الوزير يملك جهازا إعلاميًا ينصحه دائمًا بالرد شخصيًا.. لكن لأنه الوزير هنا هو إبراهيم محلب.. وكما قلت فى مقال السبت الماضى.. كنت أعرفه منذ كان رئيسا ل«المقاولون العرب». ورد الوزير ربما يكون مقنعًا للبعض.. ومرضيًا لآخرين.. لكن ما قاله المهندس محلب يحتاج إلى جرأة قد يمتلكها هو شخصيًا.. لكن ما يفعله الوزير قد يهدمه موظف صغير يرى فى القواعد والروتين ما هو أقوى.. وأى قرار وزارى.. أو خطط للوزراء.. قد تتحطم على صخور تشريعات وضعها مجموعة من المعقدين.. وينفذها بعض الفسدة.. وهواة التعقيد.. وما لم ينتصر الوزير لخططه وقراراته بجرأته.. وبث الثقة فى الجهاز المعاون.. ونزع هواة الروتين.. والتعقيدات.. والإجراءات المطولة... والمعقدة.. والمستحيلة أحيانًا.. ما لم يفعل الوزير - أى وزير - فى هذه الحالة هذا, فأفضل له ألا يحلم.. وألا يخطط.. وألا يجهد نفسه.. وعلى الوزير - أى وزير - أن يستمتع بكشك الحراسة.. والمرسيدس والشيروكى.. والموتوسيكل الذى يفتح الطريق، إذا لم يكن من هواة تحطيم آلهة الروتين.. والسعى لتعديل التشريعات التى تصطدم معها خططه.. والمهم أن تكون الخطط والأحلام لصالح مصر.. ويستفيد منها المصريون جميعًا... وأحسب أن المهندس إبراهيم محلب الذى أعرفه يملك من الجرأة ما يكسر عباقرة الروتين وعبدة الإجراءات المعقدة.. وأحسبه أيضاً بعيدًا عمن تبهرهم مرسيدس الحكومة.. وأبهة المنصب.. هذا ما أعرفه.. ولا أظن المنصب يغيره.. وسنرى فى الأيام والشهور المقبلة أيهم ينتصر.. خطط الوزير.. وشققه.. أم عبدة الروتين وهواة الإجراءات والتعقيد.