مطلوبون للعدالة أصبحوا نجوم فضائيات، ومؤخراً أصبح هناك مقدمون برامج هاربين من قرارات ضبط وإحضار.. هذا هو آخر ما وصلنا إليه في عالمنا العربي، ففي الوقت الذي يشعر فيه ملايين المصريين بحالة من القرف والاكتئاب بسبب ما حدث من قتل لجنودنا داخل وخارج سيناء من قبل بعض الإرهابيين المتربصين بأمن مصر والذين يريدون إحداث نوع من الفوضي في الشارع، نجد قناة الجزيرة علي موعد شبه يومي لتقديم إما مطلوبين للعدالة أمثال عاصم عبدالماجد أو حاقدين علي مصر ممن يحملون جنسيتها، ويتصورون أنهم بهذه الأمور الصبيانية سوف يسقطون البلد. والغريب أن هذه القناة التي تدعم الإرهاب وتدعم نشر الفوضي في العالم العربي ليس هدفها تشويه مصر فقط بل وصل الأمر بها لتشويه الإسلام أيضاً وهي تدري أن ما يحدث تشويه للدين الحنيف وآخر ما حدث عندما استضافوا أحد الهاربين من مصر وهو عاصم عبدالماجد الذي شبه خروجه من مصر بهجرة الرسول من مكة.. هل يتخيل أحد هذه الجملة؟.. فالرسول الكريم الذي هاجر من مكة إلي المدينة لكي يواصل نشر الدين الإسلامي وحتي يبتعد عن أذي الكفار يشبهه عبدالماجد بهروبه لقطر وسط ظلام الليل. الرسول الكريم يا أخ «عبدالماجد» لم يهرب من قضايا تحريض علي القتل أو نشر العنف، ما قاله «ماجد» عبر فضائية الجزيرة ليس بغريب علي هذه القناة التي كانت من الأفضل لها ألا تواصل عرض هذه الحلقة، فهي نفس القناة التي ظهر من خلالها مرشد الجماعة وقال عن مهدي عاكف ومرسي وآخرين رضي الله عنهم، وهي نفس القناة التي عرضت مشاهد لأحد المشايخ وهو يقول إنه شاهد في منامه الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم يقدم محمد مرسي لكي يؤمه بالصلاة. الجزيرة مازالت الحكومة المصرية حتي بعد طردها من مصر تتعامل معها بنعومة شديدة، لأن هذه القناة يجب أن تطارد في كل الأقمار الصناعية التي تبث من خلالها مثلما فعلت فرنسا بلد الحريات بقناة «المنار» عام 2003 عندما منعت عرضها علي الأقمار الصناعية التي تدخل أوروبا لأنها تدعم الإرهاب - علي حد قول فرنسا - وبالمناسبة كان القرار لأسباب متعلقة بعرض مسلسل «الشتات» الذي تناول نشأة دولة إسرائيل، ولم تعد «المنار» للبث في دول الاتحاد الأوروبي، إلا بعد اتفاق وقعته «المنار» مع المجلس الأعلي للمرئي والمسموع الفرنسي تعهدت فيه القناة علي وجه الخصوص بعدم التحريض علي الحقد والعنف أو التفرقة علي أساس الجنس أو الدين أو الجنسية، وهذا النوع من الاتفاقات وقع بموجب ميثاق تتعهد فيه قناة «المنار» باحترام بعض القواعد المحددة وخصوصاً في مجال أخلاقيات المهنة والبرامج، وهذا يعني أننا لابد أن نحارب هذه القناة في كل مكان، لأنها لا تريد بالوطن خيراً، فالأمر ليس الرئيس عدلي منصور أو الفريق السيسي أو الجيش أو الشرطة المصرية لكنها حرب ضد مصر واضحة وضوح الشمس. يبقي السؤال المطروح: لماذا تفعل الجزيرة هذا الأمر؟.. هناك احتمالان، الأول هو أن يكون مالك القناة من الإخوان المسلمين «الخلايا النائمة»، والاحتمال الثاني أن يكون هناك رأسمال إخواني يدخل في تمويلها، وبالتأكيد هذا كله بمباركة من دولة قطر. أما القناة الأخري التي بدأت الجمعة تبث إرسالها من تركيا علي القمر الفرنسي وهي قناة «رابعة» ويظهر فيها عبدالماجد كمقدم برنامج بعنوان «مصر إسلامية» إلي جانب مجموعة أخري من الهاربين فهي بالتأكيد قد تكون البديل للجزيرة خلال الفترة القادمة، بعد أن لاحظ الجميع أن القناة القطرية باتت محروقة للناس، وبالتالي يريدون صنع بديل لها قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة، وبعد حالة الرفض العام من قبل الشعب العربي كله، ويتردد أن هناك طاقماً من الجزيرة يقوم بتدريب مجموعة العاملين بالقناة الجديدة وربما نجد من يديرونها فريقاً من فرق الجزيرة المنتشرين في كل الدنيا، والسرعة في ظهورها يؤكد أن رابعة وإدارتها لن يستطيعوا تكوين فريق بهذه السرعة. ويراهن التنظيم الدولي للإخوان أن تجد رابعة صدي لدي عموم الناس، ليس في مصر فقط بل في العالم كله لملء فراغ الجزيرة، وهناك عدد من القضايا سوف تتبناها القناة أبرزها الإيحاء بأنهم يتعرضون لعمليات اضطهاد جماعي، مع محاولة استقطاب عطف الناس عالمياً والضغط لتوقيع عقوبات علي مصر من خلال بث بعض المشاهد المفبركة التي توحي للعالم بأنهم يتعرضون لمجازر، وهناك مهام أخري للقناة وهي إدارة التظاهرات في الشارع المصري، لكن الغريب أن القائمين علي هذه القناة الجديدة لم يضعوا في الاعتبار أو تناسوا أن غضبة المصريين تلاحقهم في كل مكان سواء علي رابعة أو الجزيرة أو القدس أو أي قناة أخري، والواضح من موقع القناة علي اليوتيوب أنهم أعدوا عدداً من الأحداث المفبركة، إلي جانب لقاءات مع المنتمين للتنظيم في مصر يهاجمون القيادات المصرية إلي جانب ما يرددونه حول تسريبات للفريق السيسي إلي جانب لقاءات قديمة مع فوق منصة رابعة خلال الاعتصام إياه. بعض الإعلاميين أكدوا ضرورة أن تقوم الحكومة المصرية بشن حرب قانونية ضد هذه القناة أيضاً كما فعلت فرنسا مع قناة «المنار» بعد أن قامت الجالية اليهودية هناك بتحريك الحكومة الفرنسية مع القناة التي تتبع حزب الله، وأشاروا إلي أن مصر لديها خبراء إعلام كبار يمكن تشكيل لجنة فيما بينهم للبحث عن حقوقنا المهدرة من جراء هذه الهجمات الإعلامية التي تتولاها الجزيرة والقناة التابعة لها الجديدة «رابعة» التي يمكن أن تطلق عليها «الجزيرة عنف 2».