كنا طلاب جامعة وكنا نخرج في مظاهرات وكلها كانت في حب مصر وخوفاً عليها.. وبغضا وكرها لأعدائها من الصهاينة ومن على شاكلتهم.. لم تحمل أيدينا يوما إلا أعلام مصر ولم تتفوه ألسنتنا إلا بهتافات من أجل مصر.. فماذا يحدث الآن من الطلاب.. والطلاب عندي تشمل البنين والبنات.. وقد كانت البنات في الزمن الماضي حرائر بحق، تربين على الحياء والاستحياء.. والحياء كما قال الرسول الكريم شعبة من شعب الإيمان.. وكانت البنات طالبات الجامعات بسمة وفرحة وزينة للجامعة.. فما بالنا اليوم نرى ما سموهن حرائر خليطا من البذاءة وقلة الأدب والبجاحة التي هي نقيض الحياء الجميل.. لقد وصل الأمر بحرائر هذا الزمان الرديء من الطالبات الجامعيات خاصة طالبات الأزهر الشريف المفترض فيهن أن يكن قدوة للأخلاق والقيم النبيلة بحكم دراستهن في أعرق جامعة إسلامية علمية عرفها العالم.. لكن للأسف يصدمنا ما نراه عبر الفضائيات من هوس لا يخلو من الهوى المدفوع الأجر لتلك الحرائر اللاتي يقتحمن أبواب الجامعة ويحطمن أحدها ويعتدين على أساتذتهن بل على إحدى عميدات الجامعة.. ما هذا التطاول الفج وما هذه الوقاحة المستهجنة التي زادت علي حدها. وإذا ما تم القبض على بعضهن من المثيرات للفوضى والشغب وحكم عليهن تتطاول الألسن هناك من الفئة الضالة الراعية لكل تلك الفوضى التي ليست بخلاقة أبداً في المجتمع التعليمي الجامعي وتنادي بهوس أيضاً.. كيف تدخل الحرائر السجون؟ إن مستقبل الحرائر في خطر!! ويتجاوب للأسف مع هذه النداءات البعض خوفاً على مستقبل الفوضويات من حرائر مصر.. وإذ بنا نشاهد حكم الاستئناف الذي خفف العقوبة من أحد عشر عاما وشهر إلى عام واحد مع عدم التنفيذ.. إحنا فين؟! وإحنا إيه بالضبط؟! وهل نحن في دولة قانون أم في دولة مصاطب؟! المسألة زادت علي حدها وتطاولت الحرائر المزعومات أكثر وأكثر بعد هذا الحكم الأخير الغريب واشتد عودهن وارتفعت حناجرهن ببذيء الألفاظ وحطمن بأيديهن التي كانت تعرف الفتاة منها لدى خطبتها في العصر الماضي غير البعيد بمدى حسن جسدها.. ونتذكر في هذا ماري منيب في أحد أفلامها الجميلة وهي تختبر خطيبة ابنها الفنانة لبنى عبدالعزيز.. حقا إنها شر المبكيات الآن في عصر الهوس الجنوني والهوى المدفوع الأجر، لقد انقلب القدر على فمه فضاع ما به.. وأعود إلى الطلبة الذكور وهو الجزء الأكبر من كلمة الطلاب الذي افتتحت بها المقال.. الأمر زاد علي الحد بما لا يتلاءم أبدا مع العملية التعليمية في الجامعات المصرية في القاهرة والأقاليم فما نشاهده في جامعة المنصورة أمر يدعو للأسى والإحباط.. ما هذا الجنون !! ما هذه الفوضى يا طلبة الجامعة ؟ وإلى متى هذا الهوس؟! أجئتم الجامعة لتتعلموا وتحصلوا على الشهادات العليا.. أم جئتم لتنفذوا خريطة الإخوان في الفوضى والاعتداءات ؟! وأنتم يا طلاب جامعة القاهرة العريقة.. ماذا تصنعون بالجامعة التي تخرَّج فيها أساتذة عظام مازالوا ينحنون إكباراً واجلالا لجامعتهم في كل المناسبات.. أأنتم من تخلفون الأساتذة العظام سواء من قضى منهم مثل الدكتور مشرّفة العملاق أو من هم على قيد الحياة... من أنتم حتى تشوهوا جامعة القاهرة وتكسروا وتخربوا مبانيها التاريخية العظيمة.. من أنتم حتى تعتدوا على الأساتذة بها؟ من أنتم يا طلاب كلية الهندسة حتى تحتلوها وتحولوها لساحة حرب؟ من دفعكم لترك مهمتكم التي التحقتم لها بالجامعة لتتحولوا إلى شياطين يعيثون في الجامعة فساداً؟! إنني آسي لكم ولأحوالكم وأعلم يقينا أنكم في النهاية خاسرون وأنكم الضالون والمضلَّلون.. وإن كل ما تصنعونه من فوضى لوقف العملية التعليمية وإظهار الدولة بمظهر الضعف لن يجدي سبيلا.. فالدولة ثابتة الأركان شئتم أم أبيتم وإنها لتمضي في طريق الخير بشعبها الواعي وجيشها عماد قوتها وعمود خيمتها.. وشرطتها الوطنية العملاقة.. تمضي قدما لتحقيق طموحات شعبها في الحرية والكرامة والعيش والعدالة الاجتماعية، أما أنتم فلسوف تتأكدون عندما تكتمل أركان خارطة الطريق أنكم شرذمة ضالة مضللة ساقها إلى الضياع والهوى البطَّال من لايهمه إلا نفسه ليس إلا.. ولا يهمه وطنا ولا أتباعاً مثلكم.. ساعتها.. وعندما تنكشف لكم الحقائق لن تلوموا إلا أنفسكم.. يوم لا ينفع الندم.. أدعوكم يا طلاب الجامعات المصرية بنينا وبنات أن تثوبوا إلى رشدكم وأن تحكِّموا عقولكم فيما يجري وفيما تُستغلون فيه وأن تعودوا طلاب علم ليس إلا.. فما جعلت الجامعات في شتى بقاع الأرض إلا لتحصيل العلم والارتقاء بالبشر.. وكفاكم هوساً وهزلاً وهوى..