في الوقت الذي أعلن فيه المسرح فتح أبوابه لكل المصريين وبدأت الحركة المسرحية تنشط بوجود عدد من الفنانين ، أعلن فريق عمل مسرحية «ميراث الريح» اعتصامهم بمسرح ميامي احتجاجا علي قرار رئيس البيت الفني بعرض مسرحية الفنان محمد رمضان «رئيس جمهورية نفسه» علي مسرح ميامي وقاموا بعقد مؤتمر صحفي معلنين فيه ذلك. مما اضطر الفنان فتوح أحمد وخالد الذهبي مدير فرقة القومي، وأعضاء العرض المسرحي «ميراث الريح» للاجتماع ومناقشة آخر التطورات حول موقف العرض، ونتج عن ذلك عرض مسرحية «رئيس جمهورية نفسه» علي مسرح الجمهورية، وعرض مسرحية «ميراث الريح» علي مسرح ميامي. وعند سؤالنا للفنان فتوح أحمد حول الأزمة قال: تم التوصل لحل يرضي جميع الأطراف بحيث يعرض محمد رمضان علي مسرح الجمهورية وهذا يعتبر أفضل له حيث عدد الكراسي أكثر والإمكانيات أحدث والسيولة المرورية متوفرة مما يخدم العرض وضيوفه، وهذا الوقت ليس من مصلحة الوطن افتعال أزمات واعتصامات بل يجب أن نعمل من أجل البلد. وأضاف: الأزمة من البداية مفتعلة فعرض «ميراث الريح» أمامه ما يقرب من شهر حتي يتم افتتاحه في الوقت الذي يوجد لدي عرض جاهز سوف ينير المسرح طوال تلك المدة، بجانب أن عرض مسرحية «ميراث الريح» يتناول فكرة مدرس يتناول نظريات «داروين» ويشرحها لمجتمع شديد التدين، وهذه الفكرة لا يمكن مناقشتها في ظل تلك الاضطرابات وتجار الدين الموجودين في الشارع المصري تلك الفترة. ونفي «فتوح» ما تردد حول مساومته للفنان خالد الذهبي مدير الفرقة عن اشتراط موافقته علي ميزانية العرض الجديد للفرقة مقابل عرض مسرحية «علي فين رايحين» علي خشبته وقال: «هذا كلام غير معقول فلا يوجد لي مصلحة من عرض تلك المسرحية فلن أتقاضي أجرا مقابل ذلك. وأضاف: يوجد فوضي حدثت بالمسرح وسوف أتبع الأساليب القانونية لحل تلك الفوضي فمن حقي أن أقرر ما العروض التي تعرض علي مسارح البيت الفني وتوقيت عروضها. يشار الي أنه تم عقد مؤتمر صحفي يوم الاثنين الماضي للكشف عن تفاصيل اعتصام فريق عمل مسرحية «ميراث الريح»، وذلك احتجاجا علي قرار رئيس البيت الفني للمسرح فتوح أحمد الذي قام بتأجيل ميعاد العرض ليحل مكانه عرض الفنان محمد رمضان. وحضر المؤتمر الفنان أحمد فؤاد سليم والناقدة نهاد صليحة والفنان خالد الذهبي ومدير المسرح القومي والناقدة مايسة زكي والناقد عادل حسان والمخرج طارق الدويري. وأعلن الفنان خالد الذهبي عن تضامنه التام مع الاعتصام داخل المسرح بالتزامن مع استمرار البروفات والتحضيرات وذلك لافتتاح العرض في الأسبوع الأول من يناير المقبل، كما كان محددا له من قبل ضمن خطة المسرح القومي، وخطة البيت الفني للمسرح. وأكدت الناقدة نهاد صليحة أنه لابد من القيام بعملية إعادة النظر في هيكلة وسياسة مؤسسات الدولة الفنية، خاصة في ظل وجود مخطط رجعي يهدف لهدم هوية الفن المصري، من خلال محاولة إفساد الذوق العام عن طريق تقديم فنون مترهلة لا ترتقي بمستوي عقل الجمهور المصري. كما دعت «صليحة» لضرورة تصعيد الأمر لوزير الثقافة حتي ينتبه للقرارات التي تتخذ تجاه المسارح المصرية، حتي يتمكن المبدعون من الخروج من تلك الدوائر العبثية التي يعانون منها. ومن جانبها أكدت الناقدة مايسة زكي أن جموع المبدعين لن ترضخ أمام فكرة التجريف وسياسة الفكر الاستهلاكي وأن الحق في الثقافة يكمن في استطاعة المخرجين والمبدعين من تنفيذ مشاريعهم الفنية بسهولة، خاصة أن المخرج طارق الدويري يسعي من خلال «ميراث الريح» الي محاربة الفكر الظلامي، ونشر مبدأ حرية الفكر، والمضي قدما نحو مشروع التنوير الثقافي، وعودة عقل المشاهد المصري أن يعمل بكامل كفاءته. «ميراث الريح» بطولة أحمد فؤاد سليم وسامي عبدالحليم وإخراج طارق الدويري.