حذرت صحيفة "لوس انجلوس تايمز" الأمريكية من الخيار العسكري لحل الأزمة السورية لما سيكون له من نتائج عكسية، ويأتي تحذيرها بعد أن جدد تصريح مسئول بالأمم المتحدة الجدل حول دور أمريكا في الأزمة السورية, حيث أرجع المسئول الحرب الأهلية إلى الرئيس السوري "بشار الأسد" وحكومته. وأوضحت الآراء المختلفة إزاء الدور الأمريكي في الأزمة, واختلافها مابين زيادة المساعدات للمقاومة السورية وحظر الطيران فوقها على غرار الحظر الليبي للتخلص من الرئيس الليبي "معمر القذافي". وبغض النظر عن الوسيلة, اتفق الجميع على خطأ الرئيس الأمريكي "باراك اوباما" لإعطاءه الشرعية للنظام السوري من خلال التفاوض معه. إلا أن الصحيفة رأت أن التدخل العسكري في سوريا لن يفيد سوى في امتداد الحرب وزيادة معاناة الشعب السوري وصعوبة التوصل لحل سياسي, خاصة بعد تحول الصراع السياسي إلى صراع طائفي بإنضمام الشيعة والمسيحيين والعلويين إلى جانب الحكومة ضد المعارضة السنية, بجانب تقوية المتتطرفين الإسلاميين, وهو الخطر الأكبر. كما أشارت إلى أن الأحداث العنيفة التي وقعت ليست جميعها مسئولية "الأسد", بل تسببت المقاومة المسلحة في العديد من الخسائر المدنية من أجل تحقيق غايتها. كما أوضحت صعوبة إجماع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن اللازم من أجل التدخل العسكري, حيث اعتراض روسيا والصين المستمر تجاه معاقبة "الأسد" ومن المرجح أن تعترضا أيضاً على تدخل مماثل لما كان في ليبيا. هذا بجانب تحضير روسيا لمؤتمر "جنيف 2" ودعوة ممثلي النظام السوري بجانب ممثلي المعارضة للحضور. وأكدت الصحيفة أن الخيار الوحيد أمام "اوباما" هو السعي لاستراتيجية لتقريب الحكومة والمعارضة من أجل تفادي النتائج الكارثية التي ستنتج من التدخل العسكري.