تعظيم سلام، لكل مصري شريف، كل مصري يعشق وطنه، كل مصري يؤمن بأن هذا الوطن يتسع للجميع، بلا تفرقة، وأن العدل يسري أيضاً علي الجميع، كل مصري مسامح متصالح يحب الآخر، ولا يسخر منه، ولا يحتقره، ولا يغتابه، يجمع ولا يفرق، يحترم ولا يحتقر، يتجاوز عن الصغائر، يكره الظلم ومن يقومون به، يرفض أن ينضم إلي أسراب المنافقين، يخاف الله، ويعلم أن الله رقيب عليه، ولا يبيع ضميره، لمصلحة خاصة ولا يكتم شهادة حق. تعظيم سلام، لكل حر في هذا البلد، له رأي ورؤية، له شخصية منفردة، لا ينقاد كالقطيع دون اقتناع، وراء جهات أو آراء، يدافع عن رأيه، يتباهي به، ويعلنه علي الملأ، دون خوف، أو ارتعاش، لقد سئمنا من كثرة من ينقادون دون رؤية، ودون تفكير مع غيرهم، لمجرد الحصول علي منفعة، والعجز عن تحديد رؤية، من يظنون أنهم علي صواب، وغيرهم علي خطأ، وسئمنا ممن يتعاملون مع من يخالفهم في الرأي علي أنهم أعداء، ومن يرفض رؤيتهم، يعد كافراً بهم، إذا لم نتقبل بعض، ونسمع إلي بعض، ونعترف بأخطائنا، فليس لنا مكان بين الأمم. أتعجب من أناس لا يرون أنفسهم جيداً، في حين يزعمون أنهم يرون الآخرين جيداً، لا ينظرون إلي عيوبهم، بل لا يعترفون بها، في حين يتخصصون في متابعة ما يظنون أنها عيوب غيرهم، ولا يسكتون عليها، بل يسعون لفضح غيرهم، دون أي وازع من دين أو ضمير. تعظيم سلام، لكل مصري تربي علي القيم والعمل والأخلاق، ولا يعرف الطريق المعوج ، يسعي قدر استطاعته لأن يكون إنسانا مثالياً وقدوة للآخرين، في كل شيء، وليس في الوقيعة وبث روح الكراهية، هذا هو المصري الحق، المصري الذي ثار واعترض، من أجل حرية بناتنا القاصرات القابعات في السجون، ربما يكون قد غرر بهم، ولم يبلغوا من أمرهم رشداً، ولكن نحن الكبار، يجب أن نكون علي قدر من التعقل والرشد، والتصرف مع أهلهم، وأولياء أمورهم، وليس بحبسهم 11 عاماً، نحن لا نعلق علي أحكام القضاء، ونحترم مؤسسة القضاء، ولكن في النهاية حكم القاضي هو حكم بشري، وإلا لما كان هناك استئناف ومعارضة ونقض وما غير ذلك، قد يخطيء ويصيب، وأعتقد أن مثل هذه القوانين إذا كنا نتحدث عن النخوة والشهامة، فلا يجب أن نترك الفرصة لآخرين من داخل وخارج الوطن، ربما ليس عندهم النخوة الموجودة لدي المصريين، ونترك لهم المجال أن يذكرونا بالشهامة والنخوة. تعظيم سلام لكل أم شهيد صبرت علي الفراق، ورضيت بقضاء الله وكل أب مكلوم علي ولده الذي وهب نفسه لتربيته علي القيم والمبادئ والأخلاق وحب مصر، لكل شاب لم يجد فرصة عمل محترمة، ولكنه وجد عوامل الانحراف تحيطه من كل مكان، فأبي ورفض وابتعد وفضل أن يحيا حراً علي أن يأكل ويشرب حراماً، وأكيد لن يضيع صبره وسوف يجد العمل الشريف المناسب. تعظيم سلام للشعب المصري الصامد، الصابر، المحتسب، تحمل ويتحمل ما لا يتحمله شعب آخر، لم يطمع أو يطمح سوي في الستر ولقمة عيش شريفة، هذا الشعب العظيم، نفخر جميعاً أننا ننتمي إليه. تعظيم سلام، لكل فلاح يعاني ويتوجع من أعباء الحياة، مثله مثل كل عامل، وكل موظف، أقول للجميع ولنفسي: إن فرج الله قريب.