أترضاها لأمك؟.. أترضاها لأختك؟!

"الأمن.. الإيمان.. المسؤولية.. النخوة.. الجدعنة.. الشهامة".. مجرد حروف متراصة ومتجاورة تشكل أسماءً أوشكت معانيها السامية والنبيلة أن تنقرض وتختفي تمامًا من الشارع المصري الذي صار وللأسف الشديد في زماننا هذا لقيطًا لا ضابط ولا حامي له!.. الأمر الذي أدى إلى تفشي واستفحال ظواهر كثيرة وخطيرة كانت من قبل من النوادر القليلة التي يسهل السيطرة عليها والتصدي لها بحزم وقوة!..
ومن بين هذه الظواهر التي أصبحت سمة لصيقة وطبيعية في طرق وشوارع مصر، ظاهرة معاكسة الرجال بمختلف أعمارهم للفتيات والنساء، والتحرش بهن لفظًا وفعلًا، سواء بهدف المغازلة أو بغرض الإهانة!..
تلك المعاكسات التي لم تعد تفرق البتة بين المتبرجات والمحتشمات أو بين الصغيرات والكبيرات، فالكل عند ذئاب السكك والطرقات سواء!!..
كان لغياب الأمن وعدم تطبيق القانون وسوء التربية وتدهور مستوى التعليم وتفشي البطالة والعنوسة، وانتشار الإباحية والخلاعة في وسائل الإعلام والشبكة العنكبوتية عظيم الأثر في خراب الأخلاق والذمم وموت الضمائر والمشاعر الإنسانية وانتكاس الفطرة وارتكاب ما حرم الله دون خوف من عقابه في الدنيا والآخرة!!..
ولذلك أرى أن أولي الأمر السابقين والحاليين يتحملون أمام الله وأمام رعاياهم مسؤولية ما آلت إليه الأحوال في مصر من انحطاط وخراب وخزي على كافة الأصعدة، خاصة الصعيد القيمي والأخلاقي الذي يستلزم سنوات وسنوات وجهود مضنية لإصلاحه، كما يستوجب من الجميع وخاصة المسؤولين العمل بدأب وإصرار على تقوية الوازع الديني والقضاء على بؤر الفساد الأخلاقي أينما كانت، فالله محاسبهم ومعاقبهم - لو استمرت الأوضاع المتدهورة على ما هي عليه..
وحتى تتقي كل فتاة شر هذه المعاكسات المؤذية أُوصي باتباع التالي:
أولًا: يجب أن تعلمي أن المظهر مرآة الشخصية، ولذلك ينبغي أن تحرصي وقبل أي شيء على سلامة مظهرك قبل الخروج من المنزل، وذلك بالبعد عن التعطر والتزين السافر وارتداء ملابس كاشفة للعورات ذات ألوان صاخبة، ضيقة ومجسمة تصف وتشف وتثير الفتن وتحرك الغرائز والشهوات، عليكِ بلبس الملابس الشرعية التي تتفق وما جاء بالقرآن والسنة لتنأى بنفسك عن أمور عواقبها وخيمة يصعب عليكِ تحمل نتائجها وأوزارها.
ثانيًا: أحرى بكِ - لاسيما في ظل الظروف المضطربة وغياب الأمن في كثير من الأماكن في مصر - ألا تسيري بمفردك في شوارع جانبية هادئة حتى لا يسهل على الذئاب البشرية اصطيادك.
ثالثًا: إياكِ والتمادي بالحديث مع الباعة في الأسواق أو الضحك بصوت عالٍ والمشي متبخترة كي لا تجعلي أصحاب النفوس والإيمان الضعيف – وهم كُثُر - يستغلون الفرصة ويتمكنون منكِ بسهولة.
رابعًا: حاولي أن تتجاهلي الشخص الذي يضايقك وارفضي ما يطلبه منك وابتعدي عنه، وبقدر المستطاع حاولي أن تكظمي غيظك، فلا تظهري غضبك وانفعالك سريعًا لأنه ينتظر رد فعلك ليرد هو الآخر بطريقة تصب في مصلحته الدنيئة.. وإذا شعرت بخطر سيلحق بك فيمكنك الاستغاثة والاستعانة بأحد المارة لعل أحدًا من بقايا الرجال والشرفاء ينقذك.
خامسًا: لا تبادليه العنف ولا تلجأي لسبه، لأنه الأقوى من الناحية الجسدية، الشجار والتشابك ليس حلًا بل على العكس يزيد الأمر تعقيدًا، وربما يدفعه لتتبعك ومراقبتك للانتقام منك بأي وسيلة.
سادسًا: احذري الابتسامة العفوية التي تصدر عنك ردًا على تعليق أو كلمة ساخرة من أحد الشباب
لأنها تعتبر في رأيهم بمثابة ضوء أخضر للاستمرار في المعاكسة وإعلان رغبتك في تطور الأمر.
سابعًا: إياكِ والتقاط قصاصات الورق التي يلقيها الشباب بجوارك أثناء سيرك، والتي تحتوي على أرقام هواتفهم، لأنها شباك صيد ومحاولة رخيصة لتوريطك في علاقات آثمة لا يعلم آخرها سوى الله.
وأخيرًا اعلمي أختي أن المحافظة على الصلوات وقراءة القرآن الكريم وتدبر معانيه، إلى جانب الاستماع إلى الخطب والمحاضرات الدينية والتسلح بالدعاء والبعد عن أماكن الفتن هي خير السبل وأفضلها للتخلص من شر طريق المعاكسات ومزالقه المهلكة.. ألا هل بلغت.. اللهم فاشهد.
Hanaa.almadah@gmail.com