اعتبر المدون أندرو سوليفان على مدونته الشهيرة أن عناد بنيامين نيتانياهو وإصراره على التمسك بالأراضي العربية المحتلة يمثل مكيدة موجهة للولايات المتحدة ولمصالحها في الداخل والخارج ولأمن مواطنيها، وأن رفضه الاعتراف بالدولة الفلسطينية بالأممالمتحدة في الخريف المقبل سيدفع واشنطن إلى الاختيار بين مصالحها وبين إسرائيل. وأوضح سوليفان، على المدونة الشهيرة المسماة باسمه، أنه ليست هناك أدنى احتمالية أن الولاياتالمتحدة ستختار البديل المنطقي وتصوت لصالح الدولة الفلسطينية بالأممالمتحدة في الخريف المقبل. فسوف تظل واشنطن على موقفها الذي يرى أن السلام في الشرق الأوسط لن يأتي إلا من خلال جلوس الطرفين فقط على مائدة المفاوضات، برعاية الولاياتالمتحدة أو الرباعية الدولية. لكن، حتى لو تم التسليم بذلك، ألم يتم استنفاذ هذا البديل بالكامل حتى الآن؟ فعندما تمارس الولاياتالمتحدة ولو قدر يسير من العدالة، كما جاء في حديث أوباما الأخير، فإن المتعصبين الموالين لإسرائيل يصرخون. وهم يفعلون ذلك في كل مرة ينحرف فيها أوباما عن الخط الإسرائيلي المتشدد. فبعد سنتين ونصف، من الواضح أن هذا الأمر يجري في كل مكان، باستثناء تعزيز قبضة الإسرائيلية على الضفة الغربية، والإهانة المستمرة للرئيس الأمريكي، وحتى الشفافية الكبيرة في القوة العالمية الأمريكية المتداعية. وأضاف سوليفان، في المقال الذي جاء بعنوان: "المصيدة التي نصبها نيتانياهو لأمريكا"، أن الخطوة المنطقية التالية هي بالتأكيد إخراج الولاياتالمتحدة من المعادلة. "فنحن صرنا دعامة للعناد الإسرائيلي، وقد أثبتت السنتان الأخيرتان أن يدي أوباما مغلولتان، وأن إسرائيل والكونجرس يديران هذه العلاقة، كما تباهى نيتانياهو بصورة لا تنسى في الماضي. والوعد الذي جاء بالقاهرة قد قام بتخريبه كل من: حكومة نيتانياهو، والمقربون للوبي الصهيوني (إيباك) من الديمقراطيين، والمقربون لإيباك من الجمهوريين، والقاعدة المسيحية". واستطرد أن أكثر من ذلك، إن الأيام التي كانت الولاياتالمتحدة تستطيع فيها أن تدعم إسرائيل في كل شيء وتبقي الحكام المستبدين العرب تقارب على النهاية. فالربيع العربي ليس فقط تصفية حساب مع إسرائيل، إنه تصفية حساب مع العلاقات الأمريكية الإسرائيلية. فإذا أصرت الحكومة المصرية التي ستأتي بصورة ديمقراطية على حل الدولتين، فإنه على الولاياتالمتحدة في هذه الحالة الاختيار ما بين مصر وإسرائيل. "وبصورة فجة سيتعين علينا أن نختار بين إسرائيل وبين العراق، وبين إسرائيل وبين الأردن. وما يدعو للسخرية أننا حذرنا من أننا قد نضطر للاختيار أيضاً بين إسرائيل وبين السعودية". وتابع سوليفان، بأنه إذا استمرت إسرائيل في احتلال الضفة الغربية واستمرت الولاياتالمتحدة في رفض اتخاذ أي موقف واضح لمنعها، أو بدت أنها لا تملك القوة على إيقافها، فإن الولاياتالمتحدة ستبدو بالضرورة أكثر ضعفاً على الساحة الدولية، وستنفر حلفاءها الأوربيين، وتفقد فرصة مهمة لإعادة التعاطي مع العالم الإسلامي والعربي، وستضر بسمعتها مع الديمقراطيات العربية البازغة. "فإذا صدر قرار الأممالمتحدة، ووقفت الولاياتالمتحدة مع قليل جداً من الدول مع الاحتلال الإسرائيلي، فإن هجوم الجهاديين علينا سيكون سريعاً ومدمراً. إنه وقت مناسب لنا لكي ندرك الحقيقة الواضحة التالية: إن العناد الإسرائيلي الحالي يمثل تهديداً خطيراً لمصالح الولاياتالمتحدة ولأمن مواطنيها". وعند نقطة ما، إذا واصلت إسرائيل رفض التقسيم القائم على حدود 1967، فإن على الولاياتالمتحدة –من وجهة نظري- أن تنهي هذه العلاقة المنهارة، إلى أن تتم إعادة إنشائها مرة أخرى على قواعد أكثر عقلانية. وبصورة مثالية، على الولاياتالمتحدة أن تمتنع عن التصويت في سبتمبر، ما لم يتم تجميد المستوطنات والبدء في المفاوضات. فللولايات المتحدة سياسة خارجية تجاه العالم بأسره، وليس مع بلد صغير فحسب. ويحتاج نيتانياهو لأن يقدم تنازلات بشأن المستوطنات وإلا سيخاطر بأن تكون الولاياتالمتحدة مجبرة على الاختيار بين الاثنين.