الأمريكان خاضوا ويخوضون معارك كثيرة في شتي بقاع الأرض والسماء بحثاً عن مصالحهم وبناء مستقبلهم القريب والبعيد، ويدخلون في صراعات عديدة لا تنتهي، يعملون ليل نهار من خلال مؤسسات الدولة التي تسير الأمور في صالحها وصالح مواطنيها تحت أي ظروف وعند وصولهم لطريق مسدود أو شعورهم بعدم تحقيق الهدف لا يجدون حرجاً بالانسحاب أو التراجع لكنهم يبدأون فوراً في استخدام أسلوب أو سيناريو آخر، والسيناريوهات لديهم كثيرة ومتعددة الأشكال والألوان، وأمامنا تجارب كثيرة في فيتنام وكوريا وكوبا وإيران وليبيا وسوريا، فالأمريكان يتراجعون في هدوء وبتدريج ولا يكابرون حرجاً كما نقول نحن دائماً فالسياسة لا تقوم علي المشاعر والأحاسيس والحرج، بل تقوم علي المصالح وكيفية الوصول إليها بكل الطرق، لا يوجد تعصب لموقف أو تشنج، فالسيناريو الذي يوصل إلي الهدف الأصوب هم دائماً معه والعمل المؤسسي الذي تقوم عليه الدولة هو الأساس وليس الحاكم بأمره أو رئيس إحدي الجماعات المتشنجة، نحن دولة تضم مائة مليون مواطن مصري يعيشون علي أرض مصر الطيبة، والتي تبلغ مساحتها مليون كيلو متر مربع تقريباً في ظل توافق كبير بين الشرطة والجيش لأول مرة في تاريخها بعد فترات تنافس وخلاف شديد بينهما لزمن طويل، وبعد قيام الشرطة بكتابة التقارير لنظام مبارك والدفاع عنه ومساندة جمال مبارك ليصل إلي الحكم وبعدها جاءت الجماعة لتقضي علي الشرطة تماماً وعندما حاولت أن تفعل ذلك مع الجيش تصدت لها القوات المسلحة مساندة لثورة الشعب المصري وعضضت موقف الشرطة فأعادتها إلي الحياة لممارسة مهامها الوطنية والشرطية وانهارت الجماعة خلال سنتين، فقضت علي ثمانين عاماً من عمرها. إن منطق الجماعة هو منطق النازيين في ألمانيا فهم ينادون بعودة مرسي وعودتهم للحكم، والنازيون مازالوا يقولون حتي الآن: «هاي هتلر»، ظناً منهم أنهم سيعودون إلي الحكم.. منطق غريب وأمر مستحيل وسبب ذلك هو غياب الخبرة في حكم البلاد، وأن أي دولة مؤسسية صعب هدمها والخبرة تقول إذا كانت الهزيمة 5/صفر، فلا تجعلها تصل إلي 8/صفر، وحاول أن تستعيد توازنك ولا تقلب الأمور رأساً علي عقب فتكون الكارثة، عليك أن تتوقف عند الهزيمة وألا تجعلها تكبر، كفي ما حدث ولا تستمر في المقاومة فتحول الانتكاسة إلي هزيمة كبري، ويجب أن يعلم الجميع أن بلداً بحجم مصر لا يستهان به، فهو بلد كبير له شأن عظيم وشعب يملك جُنداً هم خير أجناد الأرض، لذلك نجحوا في حماية تراب الوطن وحماية شعب مصر وتراث المحروسة.