لم تعد تملك جماعة الإخوان سوى نشر العنف وإسالة دماء الأبرياء فى الشوارع، فبعدما شعرت الجماعة بفتور قوتها وضعف قدرتها على الحشد فى المظاهرات لجأت الى الإرهاب الأسود واستعانت بخلاياها النائمة التى زرعتها طيلة عام كامل من حكم الرئيس المعزول محمد مرسى لضرب الاستقرار وتأكيد قوتها فى الشارع عن طريق التفجيرات وقتل الأبرياء فقدت جماعة الإخوان عقلها بعدما فشلت فى حشد القوى الثورية والسياسية خلف المظاهرات التى دعت لها فى الذكرى الثانية لأحداث محمد محمود وبدت تظاهراتها منزوعة القوى مبطولة المفعول ولا تتعدى المئات فى معظم المحافظات ولم تفلح محاولاتها للوقيعة بين الشرطة والشعب والجيش ومر يوم 19 نوفمبر كابوساً مزعجاً للإخوان تمنت أن تتخلص منه سريعا لتتفرغ لعملياتها الإرهابية التى تحاول ان تثبت من خلالها أنها قوية ومازالت متواجدة. ففور أن انتهت مظاهرات الإخوان بالفشل كان ردها عنيفاً وبعدها بساعات تم تفجير الكمين الموجود بجوار موقف عبود، ولم تكتف الجماعة بذلك بل قامت إحدى الجماعات الإرهابية التابعة لها بتفجير سيارة تقل جنوداً أثناء عودتهم إلى منازلهم، وهو ما أدى الى استشهاد 10 جنود. «الجماعة» لم تتعلم الدرس، وتصر على أن تصدر العنف وتتخذ من الإرهاب منهجاً لمواجهة الدولة، رغم أنها كررت نفس السيناريو فى الماضى ولكنها لم تربح بل خسرت كل شئ وعادت لتبنى نفسها من جديد لتكرر نفس أفعالها وتخسر كل ما سعت الى بنائه مرة أخرى، وهى أشبه بمريض يعانى مرضاً خطيراً لا يقوى على مواجهته، وبدلاً من أن يعالج نفسه قرر الانتحار ليتخلص من أوجاعه وهو نفس ما تفعله الجماعة فبدلا من أن تبحث عن طريقة تعيد بها شحن علاقتها بالشارع وتجمل من صورتها الباهتة سكبت مزيداً من البنزين على النيران المشتعلة لتزيد من جرائمها فى الشارع وتخسر كل علاقتها بالشارع. الجماعة لم تجد من يناصرها بعد أن تخلى عنها الجميع، فقررت الانتقام بطريقتها من الشعب الذى ثار عليها ولم تجد سوى العنف طريقة فاستعانت بالعناصر المتطرفة التى زرعتها أيام الرئيس المخلوع فى العديد من المحافظات والتى دخلت الى البلاد بأوامر من خيرت الشاطر نائب المرشد الذى قام برعاية تلك العناصر لتعين الجماعة فى مخططات هدم الدولة. اللواء نبيل فؤاد، مساعد وزير الدفاع السابق قال: إن ما يجرى فى سيناء أشبه بحرب العصابات، وإذا أردت أن ترهق أى جيش نظامى فعليك أن تدخله فى حرب العصابات، فالجيش لو كان يواجه عدواً واضحاً سيعرف حجم تسليحة وإمكانياته والفكر الذى يواجهه لكانت مهمته أسهل ولكنه يواجه حرب عصابات مجهولة لا يعرف حجمها ولا قدرتها التسليحية وكانه يحارب المجهول وهذا يحتاج جزءاً من الوقت، فأمريكا تخلصت من حرب العصابات فى فيتنام بعد 10 سنوات ولا نقول إننا سنأخذ كل هذا الوقت لمواجهة الارهاب، ولكننا سنأخذ بعض الوقت. وأضاف أن المطلوب الآن أن نقوم بتصعيد العمل الأمنى المخابراتى على العمل العسكرى وهذا يحتاج مزيداً من الجهد، خاصة أن العمل المخابراتى يحدد حجم تسليح الجماعات الارهابية وأماكن تواجدها وقدرتها وهذا ما يسهل العمل العسكرى ويجعل مهمته يسيرة. وقال: علينا ألا نتعجل الأمور وسنأخذ بعض الوقت، ولكن النتائج مؤكدة ولكن لابد من أن يكون خسائر، فأى حرب تحقق نسبة خسائر حتى للمنتصر. وأشار الى أن تغيير الاستراتيجية الخاصة بالعمليات الإرهابية يعود الى قدرتها على جلب أسلحة جديدة، كما أنها طورت من أفكارها السابقة ففشلها فى ضرب الكمائن الأمنية على مدى الأيام السابقة منحها فرصة لتطور من أفكارها ومواجهتها للقوات الامنية. وأكد اللواء حسام سويلم، الخبير الاستراتيجى، أن ما يحدث الآن بين الأجهزة الامنية سواء الجيش أو الشرطة والإرهاب هى حرب متكاملة ولابد أن يكون فيها خسائر قليله فالحرب ضد الإرهاب ممتدة خاصة أن العدو قوى ويتلقى دعماً خارجياً وهناك اجتماعات تحدث فى لاهور وتركيا وقطر لدعم العمليات الارهابية فى مصر وخصصت مخابرات قطر وتركيا مليارات الجنيهات ووضعتها فى خدمة التنظيم الدولى لنشر الارهاب من رفح الى السلوم. وقال: إن مايحدث من عمليات إرهابية وراءها تنظيم الإخوان ومخابرات دول بعينها وتنظيم القاعدة وحركة حماس وبعض الحركات الجهادية المدعومة من الجماعة سواء كانت أنصار بيت المقدس أو غيرها من الجماعات المتطرفة المدعومة من حماس وإخوان ليبيا والسودان وتركيا وقطر وكل هؤلاء يدعمون الفوضى ونشر الإرهاب فى البلاد. وأكد أن جماعة الإخوان بدأت تغير من استراتيجيتها وتحولت الى سياسة الاغتيالات المباشرة التى كانت قد بدأتها فى الماضى سواء عندما اغتالت القاضى الخازندار باشا أو عندما اغتالت رئيس الوزراء النقراشى باشا عقب إصداره قراراً بحل الجماعة. وأشار الى أن تطور العمليات الإرهابية من الجماعة فى هذا الوقت وعقب فشلها فى الحشد الجماهيرى هدفه الضغط على الحكومة الحالية لقبول فكرة المصالحة السياسية وإدماجها فى الحياة وعودتها الى ممارسة أنشطتها بكل حرية وتسعى أيضا الى إقامة إمارة إسلامية فى سيناء تعوض بها فشلها فى الحكم وقال حسن أبو طالب، رئيس تحرير التقرير الاستراتيجى بمركز الاهرام للدراسات السياسية وأستاذ العلوم السياسية إنه لا يمكن ان تحدث عمليات تأمين كاملة للشوارع والميادين والحوادث الارهابية التى تحدث ناتجة عن خلايا نائمة تم زرعها فى عهد الرئيس المخلوع محمد مرسى وفى عدد كبير من المحافظات ومن السهل اصطياد مجموعة من العساكر أثناء عودته أو استهداف كمين معين. وقال: إن هناك جهداً مبذولاً من الجيش والشرطة لا يمكن اهماله وهناك عمليات تأمين تحدث لولاها لتحولت البلاد الى مجازر وازداد انتشار الجماعات الارهابية التى لا تملك لا الفكر الإيمانى ولا الشعور ولا حتى العقيدة وكل ما يؤمنون به هو فريضة القتل والدماء والعنف التى تريد أن تعممها على جميع أنحاء المحافظة. واشار الى أن اى مواجهة مهما كانت دقة التأمين فيها لابد أن تحدث خسائر ولايمكن اعتبار ان ما تقوم الجماعة قوة بل يجب النظر اليه على أنه قمة الضعف وإفلاس فكرى حقيقى، فالتنظيمات الارهابية ليس لديها أى فكر سياسى ولجوؤها الى العنف افلاس سياسى، خاصة انهم يريدون ان يوجهوا ضربات متعددة من أجل الانتقام، وبالتالى لا يجب النظر الى تلك التصرفات على أنها قوة بل هى قمة الضعف السياسى. وقال اللواء محمد رشاد، وكيل جهاز المخابرات السابق، إن مواجهة الارهاب فى سيناء تتطلب اتخاذ خطوات مهمة لا يجب التباطؤ فيها وهى أن يتم إخلاء الشريط الحدودى وتحويل المنطقة الى منطقة عسكرية وبدون ذلك لن يكون هناك أى تأمين ولا سيطرة على المنطقة، وهذه الخطوة يجب أن تتم بسرعة فائقة حتى لا يحدث استنزاف للقوات المسلحة الموجودة هناك. وأشار الى انه لابد أن يكون هناك ترتيبات مع شيوخ القبائل على تأمين الطرق وأن يواجهوا الأزمات وان يمنحوا جميع الصلاحيات اللازمة لذلك، وأن يوكل اليهم مهام حفظ الأمن بمساعدة الأمن، خاصة أنهم الأقدر على فهم طبيعة المنطقة وأحوالها. وأشار الى أن الجماعات الإرهابية مدعومة من التنظيم الدولى الذى يحرك الأحداث، والتنظيم لديه الاموال الكافية لذلك ومؤسسات تنفق عليهم والسفارات العربية تقوم بعمل تحويلات للتنظيم فى الداخل وهو ما يسهل من مهمة العمليات الارهابية. وقال ان العائدين من أفغانستان هم نواة العمليات الإرهاببة التى تحدث فى مصر الان فخيرت الشاطر استعان بهم بعد تولى مرسى الحكم لتدريب عدد كبير من العناصر الجهادية والإرهابية لتساعد الجماعة على تنظيم المخططات الإجرامية، ويمكن لأجهزة الأمن التحرك من هذا الاتجاه ورصد كل العائدين من أفغانستان.