بورسعيد زهرة المدن التي كانت، كنا زمان، زمان، أيام مصر الخوالي قبل 1952 وانقلاب الضباط إياه الذي كانت سلبياته أكثر من إيجابياته بكثير جداً. كانت مصر وبورسعيد خاصة يسكنها بشر من كل دول الدنيا بعاداتهم وتقاليدهم المصرية وكانت مصر بعراقتها وتاريخها الطويل والمستوي الراقي للتعليم والثقافة والرياضة، والسلوكيات المحترمة المتدينة الوسطية المحبة للآخر كل هذا التنوع اختلط وأفرز مدينة جميلة نظيفة أطلق عليها نيس مصر «نيس بلد فرنسي يقع علي البحر المتوسط». وتبدلت الأيام ومرت السنون وخربت مصر بعد ستين عاماً من الحكم الديكتاتوري والديمقراطي الزائف حتي تمت المؤامرة وسيطر الإخوان المجرمون علي مصر بعد أن سرقوا ثورة 25 يناير. تنبه الشعب العظيم وقامت ثورة 30 يونية ودعم الجيش الشعب وعزلوا مرسي وضربت جماعة الإخوان المجرمين في مقتل وبدأت خارطة الطريق لتطهر مصر من فلول مبارك والخلايا النائمة من الإخوان وتم التحفظ علي قياداتهم رهن المحاكمات.. مر أكثر من ثلاث سنوات والمحاكم شغالة الله ينور والحمد لله قضاؤنا الشامخ عمال يفنن ويؤجل لحد ما طلع كل أعوان مبارك براءات وقاعدين مرتاحين وفلوسهم تم تأمينها في الخارج، وكله ماشي والشعب الغلبان تائه بين الأغاني الوطنية والوعود. بورسعيد تحولت إلي مدينة مظلمة، الشوارع مكتظة بالزبالة والانفلات المروري في كل الشوارع، لا يوجد التزام بأي شيء، المجرمين والحرامية في كل مكان، الشارع البورسعيدي أصبح معارض صغيرة لبيع المخدرات، المقاهي والكافيتريات ممتلئة بالعاطلين، انفلات في الأسعار وتفاوت كبير في أسعار السلع من مكان لمكان، والتموين نايم في العسل. بورسعيد أيام الرواج والمنطقة الحرة كانت المدينة الوحيدة التي تنعدم فيها الجريمة، الكل بيعمل ويكسب، الجمارك في بورسعيد مشكلة لابد من حل لها. منذ الانفلات الأمني في 25 يناير 2011 ومازالت حدود المدينة مفتوحة علي البحري والتهريب يتم لكل السلع المستوردة لتباع في القنطرة ومحافظات مصر سلع منطقة حرة معفاة من الجمارك وتخسر الدولة آلاف الجنيهات ولا يجد التجار ما يبيعونه في محلاتهم. زوار المدينة اختفوا، البطالة في كل مكان، ارتفعت الجريمة ودفعني إلي كتابة هذا المقال جريمة اقشعرت لها الأبدان طفلة عمرها 5 سنوات تلقي من الدور 11 في منور برج بعد محاولة اغتصابها من طفلين عمرهما 15 عاماً، مصيبة. أطفال لا تربية ولا تعليم، انفلات أخلاقي من الأب والأم انتقل إلي الأبناء، مجتمع يتدمر والمختفي كان أعظم، الجريمة في كل مكان والبلطجة سيطرت علي سلوك البشر. أين محافظ المدينة؟.. أين مدير أمن المدينة؟.. أين الأجهزة التنفيذية؟.. أين تنمية المدينة ومحاولة رفع مستوي المعيشة؟.. أين المشروعات الجديدة التي تستوعب العاطلين؟.. أين الحزم وتنفيذ القانون؟ مافيا الجمارك ومافيا المنافذ ومافيا المدقات التي تهرب التريلات بالبضائع خارج بورسعيد، هل صعب علي الشرطة والجيش أن يتحكما فيهم ويمنعا جريمة التهريب؟.. صعب وإلا هناك يد سوداء وراء هذا الانفلات؟ نداء إلي الفريق السيسي، شعب بورسعيد له طبيعة خاصة، شعب بورسعيد عاني الأمرين من الحروب في 1956 ضحي بأولاده من أجل مصر كلها، وفي 1967 أيضاً وعلي التهجير فقد كانت سنوات بؤس وتشرد في محافظات مصر وكافأة السادات بالمنطقة الحرة حتي يرد له الجميل ومازال شعب بورسعيد يقدم كل نفيس من أجل مصر. من فضلك فعّل الأمن في المدينة وحافظ علي ما تبقي وأنقذ الشباب من الانفلات الأخلاقي والإجرام، إن دموعنا لا تجف علي الطفلة الجميلة التي اغتالتها يد الإجرام وسبب ذعراً لأهالي بورسعيد وفتيات ونساء بورسعيد، لابد أن تتدخل يا سيسي، أنا لا أطلب التدخل من الحكومة النايمة، حكومة اليد المرتعشة، حكومة عواجيز الفرح، حكومة الطابور الخامس. من فضلك يا سيسي غير المحافظ هو مؤدب وطيب وبورسعيد تحتاج إلي محافظ قوي وعادل، غير مدير الأمن، غير رؤساء الأحياء، غير قيادات الشرطة. المرحلة القادمة تحتاج إلي من يعمل من قلبه ولا تحتاج إلي بنطلونات متحركة لا تحلل الآلاف التي تتقاضاها شهرياً بلا عمل وتغض الطرف عن المخالفات والسلبيات، بورسعيد تحتاج قبضة من حديد. غير قيادات التعليم والصحة، لابد أن يكون الاختيار بكشف هيئة وكشف شخصي لاختيار قائد قادر علي الإدارة مع الحزم، غير قيادات التموين وكل المصالح، لقد فاض الكيل بالشرفاء وغابت البسمة عن الوجوه. الناس زهقت.. هل بورسعيد تعاقب علي جريمة لم ترتكبها، قرارات أضرت بشعب بورسعيد وحجمت المنطقة الحرة وطوال هذه السنين لم يتم عمل بدائل ليعمل بها الشباب حتي شركات البترول يتم التعيين فيها من خارج بورسعيد لا توجد مشاريع ولا مصانع ليعمل بها الشباب ولكن يوجد عقاب وهو محاصرة المدينة وخنق شعبها. نداء إلي الأحزاب والقوي السياسية في بورسعيد: لابد أن تتحدوا وتتركوا الغرف المغلقة وتنزلوا إلي الشارع وتتعاملوا مع المواطنين.. إن الشعب البورسعيدي لا يذكر الأحزاب بالخير مطلقاً والإخوان المجرمون مازالوا يعبثون مع البسطاء. الأحزاب تحتفل داخل مقراتها وبين رجالها بالمناسبات المختلفة، كل هذا لا يدعم الحزب ولكن يدعم الأفراد في الحزب فقط، للمنافسة علي المناصب، لابد من الخروج والتواجد في المقاهي والشوارع حتي يقتنع المواطن بكم وبأحزابكم. إن الجرائم التي تحدث كل دقيقة في بورسعيد ناتجة عن العقاب الممارس علي بورسعيد وشعبها ولا ينتهي.. إن شعب بورسعيد يحتاج الرعاية الفائقة لأن مقومات الحياة الراقية متوفرة ولكن إدارة الأزمات سيئة والإدارة التنفيذية أسوأ مما يتطلب تدخلاً فورياً من السيسي، فبورسعيد بوابة مصر علي مدخل قناة السويس وازدهارها ازدهار للاقتصاد والسياحة ولتكن بورسعيد أول مدينة نحاول فيها الخروج من التخلف والعشوائية فتكون البداية التي تعمم علي باقي محافظات مصر. المنسق العام لحزب الوفد