هآرتس: إيران في حاجة ماسة لإبرام اتفاق مع الغرب

رأت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن الحكومة الإيرانية في حاجة ماسة لإبرام اتفاق بغية تخفيف العقوبات المفروضة عليها، والبدء أيضا في تخفيف الضغط الشعبي عليها.
ولفتت الصحيفة - في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء - إلى أن مسئولين من الجيش الإيراني من بينهم وزير الدفاع الإيراني الذي عينه روحاني- يعتقدون بأن الولايات المتحدة الأمريكية لا يمكنها استخدام الخيار العسكري ضدها، مشيرة إلى أن طهران تتطلع إلى أكثر من ذلك كما أن إيران في الماضي طالبت بضمانات أمريكية صريحة ضد شن أي هجوم ضدها كشرط للاستعداد لتقييد تخصيب اليورانيوم، إلا أن الطلب قوبل بالرفض من قبل الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش.
وقالت الصحيفة إنه لا يزال من غير الواضح ما تعتزم إيران اقتراحه خلال جلسة المفاوضات المزمع اجراؤها في وقت لاحق اليوم الأربعاء، حتى بعد أسبوع من تبادل الآراء مع القوى الغربية..لافتة إلى أنها قد تلتزم بوقف جميع أنشطة منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، أو وقف بناء مفاعل "آراك" الذي يعمل بالماء الثقيل، أو موافقتها على إطار تفتيش محتمل للمنشآت النووية.
وفقا للتصريحات المتفائلة التي أدلى بها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، فيمكن التوصل إلى اتفاق في غضون اليومين المقبلين..إلا أن ظريف لفت أيضا إلى أن جميع الاحتمالات واردة، بمعنى أن المحادثات قد تبوء بالفشل.
وأكدت الصحيفة أن إيران في حاجة ماسة لإبرام اتفاق، ليس فقط من أجل تخفيف العقوبات ولكن أيضا لأن هذا الاتفاق سيمنحها شهادة تميزها بأنها دولة جادة وملتزمة يمكن الوثوق بها للدخول في اتفاقيات مستقبلية كذلك، وفي هذه الحالة تكون إيران لديها القدرة على الانطلاق نحو موجة من الاستثمارات، مع المستثمرين الذين يتنافسون ليكونوا في طليعة الموقعين على اتفاقيات مستقبلية لبناء البنية التحتية الصناعية، ومصافي النفط، أو مجرد شراء النفط.
وأضافت الصحيفة أن إبرام اتفاق مع إيران، يمكن أن يوفر مناخا جديدا هناك حيث قد يساعد على الحد من المعارضة التي تواجهها الحكومة الإيرانية من كل من الليبراليين والمحافظين، كما سيعزز موقف كل من الرئيس الإيراني روحاني والمرشد الأعلى علي خامنئي، وسيوحى للجمهور الإيراني بأن الحياة سوف تتحسن في المستقبل المنظور.
وأشارت الصحيفة إلى أن القوى الغربية تتقاسم أيضا تلك الافتراضات، حيث تطالب تلك القوى بضمانات إيرانية من أن إبرام الاتفاق ليس ببساطة مجرد كسب للوقت لمواصلة تخصيب اليورانيوم.
وأوضحت الصحيفة أن إيران وجميع الدول الغربية، فضلا عن إسرائيل، أبدوا انزعاجهم من الغموض الذي يخيم على الوضع.. لافتة إلى أن نتائج مثل هذا الاتفاق يمكن أن تكون سلبية، حيث يشعر الغرب بالخوف من اجتياز نقطة اللاعودة، والتي يمكن بعدها لجدار العقوبات أن يتصدع، أو ينهار كليا ، .مؤكدة أن كلا الطرفين لديه نفس المخاوف.. فإسرائيل والغرب ينتظران بفارغ الصبر، ليس فقط، كيف ستفي إيران من جانبها بصفقة تتعلق ببرنامجها النووي، ولكن أيضا كيف تستفيد طهران من تخفيف العقوبات وكيفية تقديمها للشعب الإيراني، فضلا عن رد فعل هذا الشعب.