قال وزير الخارجية المصري "نبيل فهمي" إن مصر سوف تنظر إلى أبعد من الولاياتالمتحدة لتلبية احتياجاتها الأمنية، محذرا واشنطن أنه لم يعد من الممكن تجاهل المطالب الشعبية في ظل التغيرات الحادثة في العالم العربي. وأضاف "فهمي" في حوار أمس السبت مع وكالة "رويترز" الإخبارية قبل يوم من زيارة وزير الخارجية الامريكي "جون كيري" اليوم الأحد- "يجب على أمريكا أن تتعامل مع الشعوب العربية وليس فقط الحكومات، وستعمل مصر على تطوير خيارات متعددة ووجهات مختلفة لرسم خارطة الطريق المصرية بما في ذلك العلاقات العسكرية." وبعث "فهمي" برسالة إلى واشنطن مفادها "إذا كانت أمريكا تريد أن تؤمن مصالحها في الشرق الأوسط، يجب أن تسعى إلى علاقات جيدة مع المحور الأساسي في المنطقة، مصر." وعن حواره مع "كيري"، قال "فهمي" إنه سيكون حوارا صريحا وصادقا بين الأصدقاء وبالتأكيد سنعمل على تطوير العلاقات وتلبية احتياجاتنا الأمنية. وأشارت الوكالة إلى أن الرسالة التي تريد القاهرة أن تنقلها إلى واشنطن هي أن العلاقات بين الولاياتالمتحدة ومصر مهمة للغاية ولكنها اعمق بكثير من أي مساعدات ولابد النظر إلي تلك العلاقات على انها استراتيجية وليس مجرد علاقات تكتيكية. وأكد "فهمي" أنه ليس هناك تأكيد على عودة محورية لموسكو، الحليف السوفيتي السابق للقاهرة، قائلا: "هذه عقلية الحرب الباردة، لا نسعي لجلب روسيا في مواجهة أمريكا، بل نريد ان يكون هناك 10 أو 20 أو 30 حليفا للقاهرة، نريد تنويع العلاقات." وأوضح "فهمي" ان مصر انزعجت كثيرا من قرار إدارة "باراك اوباما" بقطع المساعدات العسكرية، وهذا أيضا ما أغضب الحلفاء العرب وقرروا الوقوف بجانب المصريين. ولفتت "فهمي" إلى أن مصر تمر بمرحلة انتقالية صعبة وان الديمقراطية هي السبيل الوحيد للمضي قدما، مشيرا إلى أن مصر تحتاج إلى 5 سنوات لترسيخ ديمقراطية ناضجة، وحتى حدوث ذلك، ستعمل مصر على استعادة الامن والازدهار.