ترجمة - دينا قدري ذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن وزير الخارجية المصري نبيل فهمي أكد أمس السبت أنه لم يعد يتعين على مصر أن تعتمد فقط على الولاياتالمتحدةالأمريكية في تلبية احتياجاتها الأمنية، عشية زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للقاهرة.
واعتبر الوزير نبيل فهمي أنه يجب أن تنظر واشنطن في علاقاتها مع مصر على المدى الطويل وأن تفهم أن الربيع العربي قام بتغيير المعطيات، قائلًا: "يتعين الآن التعامل مع الشعوب العربية وليس مع الحكومات العربية".
وشددت الصحيفة الفرنسية على أن العلاقات بين الولاياتالمتحدةالأمريكية ومصر تشهد اضطربات منذ عزل الرئيس الإسلامي المنتخب ديمقراطياً محمد مرسي على يد الجيش في الثالث من يوليو.
وردًا على عزل الرئيس مرسي، قررت واشنطن خفض مساعداتها العسكرية التي تصل إلى 1,3 مليار دولار سنوياً والتي تقدمها في هيئة أسلحة وأموال منذ التوقيع على معاهدة السلام مع اسرائيل في عام 1979.
وأشارت صحيفة "لوموند" الفرنسية إلى أن السلطات المصرية الجديدة تعتزم تطوير "اختيارات وخيارات متعددة" في المستقبل، بما في ذلك في شراكاتها العسكرية، حيث أنها ليست راضية عما اعتبرته عقوبة من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية.
ومن الواضح أن مصر ترغب في تقليل اعتمادها على الولاياتالمتحدةالأمريكية في هذا المجال الاستراتيجي أو على الأقل إجبار السلطات الأمريكية على أن تأخذ في الاعتبار أهمية مصر في المنطقة.
وقال نبيل فهمي: "إذا كنتم تريديون أن تكون لديكم مصالح في الشرق الأوسط، فإنه يتعين عليكم الحفاظ على علاقات جيدة مع الدولة التي تعد مركز الشرق الأوسط، أو علاقات تتم إدارتها جيدًا على الأقل".
وفيما يتعلق بلقائه بوزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أوضح نبيل العربي: "سيكون حوارًا صريحًا وصادقًا بين أصدقاء. وسوف نعمل على العمل بطريقة بناءة من أجل تطوير العلاقات، ولكن ليس لدينا أدنى شك في أننا سنلبي احتياجات أمننا القومي من خلال اللجوء إلى المصدر الضروري".
وعلى الرغم من اعتبارها أحد حلفاء الولاياتالمتحدةالأمريكية داخل الحكومة المصرية الجديدة، لم يتردد الوزير نبيل فهمي في التوجه غلى روسيا في سبتمبر الماضي. والرسالة التي تعتزم القاهرة إيصالها إلى جون كيري هي أن العلاقات الأمريكية – المصرية "مهمة للغاية ولكنها لا تتدعى مجرد تقديم مساعدة أو عدم تقديمها ويجب أن يتم اعتبارها علاقات استراتيجية وليست تكتيكية".