أحدثت أفلام موسم عيد الاضحي المبارك جدلاً واسعاً، ورفض معظم الجمهور، وخاصة جيل الشباب الذين قاموا بتدشين حملات مقاطعة للافلام لانها تحرض علي البلطجة وتفسد الذوق العام للمشاهد، مما أحدث ربكة وتخوف شركات الإنتاج التي خشيت علي أموالها الموضوعة في تلك الأفلام. وكانت المفاجأة حصد هذه الأفلام إيرادات فاقت موسم عيد الفطر الماضي الذي لم تختلف أفلامه عن نظيرها هذا الموسم، فنجد فيلم «عش البلبل» بطولة كريم محمود عبدالعزيز ومي سليم 7369880 جنيهاً، وفيلم «القشاش» 3714774 جنيهاً بطولة محمد فراج وحورية فرغلي، وفيلم «هاتولي راجل» 3661489 جنيه بطولة أحمد الفيشاوي وشريف رمزي، وفيلم «8%» للثلاثي اوكا وأورتيجا وشحتة كاريكا 2293343 جنيه . أما فيلم «قلب الأسد» الذي ينافس من الموسم الماضي 16860431 بعد حصده في موسم عيد الفطر الماضي علي 12266793 جنيه خلال أسبوع العيد أمام كل من سامح حسين ب فيلم «كلبى دليلى» والذى كان مؤجلاً من موسم الصيف الماضى وحصد 2.001464 جنيهاً وحسن الرداد وحورية فرغلى بفيلم «نظرية عمتى» 1.195885 جنيهاً فى أولى تجاربهم الكوميدية، وهانى رمزى بفيلم «توم وجيمى» 891777 جنيهاً، وفيلم «البرنسيسة» لعلا غانم الذى حصد 620890 جنيهاً. وبالرغم من تلك الإيرادات فإن الافلام التى عرضت كانت ذات مستوى فنى ضعيف، وتعرضت لهجوم شديد على شبكات التواصل الاجتماعى بين كثير من الشباب، لذلك بحثنا مع النقاد عن أسباب نجاح تلك النوعية من الأفلام وانتشارها فى الفترة الماضية بالسينما المصرية . الناقد طارق الشناوى قال: من الخطأ القول بأنه يوجد كثير من الايرادات لأن فيلماً واحداً فقط هو من استحوذ على الإيرادات، ونجاح محمد رمضان به هزيمة رقمية لهانى رمزى وحسن الرداد وعلا غانم وسامح حسين بفرق كبير جداً. فإيرادات هذا الموسم ذهبت ل«قلب الأسد» ليس لقوته ولكن لضعف الأفلام الأخرى، ففيلم «توم وجيمى» بالرغم من ان بطلة اسم كبير فى عالم الكوميديا إلا ان الفيلم متواضع على مستوى الإخراج والكتابة ولا يوجد به جديد، حيث استخدموا كلمات من شخصية الرئيس المعزول «مرسى» مثل «القرد والقرداتى» و«الأهل والعشيرة» وغيرها من الخطابات التى خرج بها على الشعب خلال فترة حكمه. مما جعل الجمهور يمل من تلك الأشياء التى تناولها هانى خلال برنامجه، أما «نظرية عمتى» فأبطاله لا يصلحون لتقديم الكوميديا بجانب ان المخرج لم يملك أدواته، والأبطال الرئيسية لم يعرفوا معنى الكوميديا وذلك لا يقلل من موهبتهم ولكن نجاحهم فى نوع من انواع الدراما لا يعنى النجاح فى كل الأنواع. وفيلم «قلب الأسد» فهو توليفة سبكية تجارية فيها البطل المشاغب الخارج عن القانون مما يحقق عند المتفرج لا شعورياً إحساس اختراق القانون وهذه تعد أحد ماكينزمات السينما التى تحقق الشعبية عند الجمهور. بجانب نجاحه فى تقديم شخصية «الألمانى» و«عبده موتة» من قبل ونجاحهما فى الشارع بشكل كبير، وأيضا ظهوره بشبل معظم المشاهد أدخل الجمهور فى التعامل المباشر مع الحيوانات المفترسة وزاد من جاذبية الشخصية التى تقوم بمعظم مشاهد الحركة والخطيرة بنفسها. ففى النهاية كل تلك الأسباب بجانب موهبة محمد رمضان التى لا يمكن إنكارها والتى نجحت فى أدوار ثانوية من قبل كانوا سبباً فى نجاح خلطة السبكى السينمائية. أما الناقد رءوف توفيق فقال: ما حدث فى ذلك الموسم هو ما يحدث فى كل عيد ظاهرة تقفز بالأفلام التجارية الى الصفوف الأولى وتتراجع بالأفلام ذات القيم للخلف، وأكبر دليل على ذلك هو نجاح فيلم «قلب الأسد» وحصده لما يقرب ال 12 مليون جنيه خلال موسم عيد الفطر. ونجاح مثل ذلك الفيلم يعود إلى فضول الجمهور الذى عمل بنجاح أفلامه السابقة، فوثق به وشاهد فيلم «قلب الأسد» وطبيعة المتفرج بوجه عام سواء كان مصرىاً أو أجنبياً تفضيل الافلام التى بها مشاهد مطاردات وحركة وهذا ما توافر فى فيلم محمد رمضان عن غيره من الأفلام. وأضاف: فى النهاية هذه ظاهرة لن تعيش أو تستمر ولن يذكرها تاريخ السينما فى شىء. بينما قال الناقد نادر عدلى : فى البداية أنا اشك فى حجم الإيرادات التى حصدها هذا الموسم فيلم «قلب الأسد» تحديداً وأعتقد ان غرفة صناعة السينما والسبكى متواطئان على هذا كنوع من أنواع الدعاية للفيلم لاننا لو قمنا بحساب عدد صالات العرض وعدد الحفلات لن يجمع الفيلم خلال العيد إلا 5 ملايين جنيه، وذلك لان السينما مازالت هى أرخص المتع الموجودة عند الشعب المصرى. بجانب أن حصار حديقة الحيوان ومدينة نصر جعل الجمهور يتوافد على السينما لانه لم يعد هناك غيرها أمامه، وأرفض القول بأن السبكية انقذوا صناعة السينما لان السينما بوجودهم أو عدم وجودهم سوف تستمر لانه يجب إنتاج متوسط 30 فيلماً سينما سنوياً الدولة تدعمها. وأضاف نادر قائلاً: ونجاح محمد رمضان يذكرنى بنجاح «اللمبى» وإذا سألنا محللين نفسيين سوف تجد اننا بدأنا باللمبى وانتهينا بقلب الأسد، وما حدث فى الشارع المصرى الفترة الماضية كان من أكبر اسباب ظهور تلك النوعية من الشخصيات فى الشارع المصرى مما جعل فضول المواطن المصرى يهدف إلى معرفة حقيقة تلك الشخصيات التى تعترض طريقهم فى الشارع. وقال المنتج محمد حسن رمزي: أفلام العيد كلها ما عدا فيلم «هاتولي راجل» كلها للتجارة، وتحقيقها هذه الإيرادات الكثيرة يرجع إلي توقيت نزولها في موسم العيد الذي يبحث عن السينمات للتخفيف عن نفسه من الأحداث السياسية التي مر بها طوال تلك الفترة الماضية، فامتلأت السينمات بجمهور العشوائيات الذين يخرجون من الموسم للموسم ليدخلوا افلاماً تعبر عن حياتهم والبيئة التي يعيشوا فيها. وأضاف: لو وجد الجمهور أفلاماً أخري ذات محتوي يحترم عقلية المشاهد كان سينجح، وتأجيل فيلم مثل «الفيل الأزرق» كان لعدم ملاءمة محتوي العمل لذلك الجمهور خاصة وأنه فيلم يستوجب إعمال العقل، علي العكس من أفلام السبكي التي لا تتعدي تكلفتها ال3 ملايين جنيه، ويستطيع فيلمه ان يجنيهم خلال العيد فقط ، فلماذا يقوم بإنتاج نوعية أخري من الأفلام ويخسر، وليس معني ذلك انه لم يقدم نوع اخر بل فعل ولكنه لم يحصد ذلك الكم من الملايين مثل أفلام الهلس التي يقدمها بالعيد.