أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن التحول الذى تشهده الدول العربية في سياساتها ضد السياسة الأمريكية في المنطقة, يرجع إلى الخبرة التاريخية الأليمة للدول العربية, بأن أى خطوة تقرر أمريكا أو إسرائيل أو إيران القيام بها, وأن أي علاقة بينهم سواء كانت تعاونية أو مواجهية, لابد أن يكون لها مردودها السلبي على الدول العربية, وامتداده إلى العالم بأسره. فقد انحازت الولاياتالمتحدة للجانب الإسرائيلى والإيرانى من قبل فى ستينيات وسبعينيات القرن الماضى على حساب الدول العربية, إلى أن قامت الثورة الإيرانية وما نتج عنها من اضطراب ودماء عانت منها جيرانها كلبنان والعراق وسوريا. كذلك الأمر الآن, حيث تخشى الدول العربية نتيجة المفاوضات بين الولاياتالمتحدةوإيران من أن تسفر عن تخلى إيران عن مشروعها النووى تاركة بذلك إسرائيل القوة النووية الوحيدة في المنطقة, كذلك رفع العقوبات الاقتصادية من عليها سيؤدى إلى تطور إيران اقتصاديًا. وتشير الصحيفة إلى أن ما يبدو من إنجازات دبلوماسية مع إيران, قد يكشف قريبًا عن أسوأ النتائج. وتوضح "نيويورك تاميز" أن التقارب بين أمريكاوإيران من شأنه أن يعمق الخلافات بين السعودية, وما تمثله من قطب سنى, وإيران بما تمثله من قطب شيعى, فينتج عن ذلك صراعات طائفية تنتشر فى المنطقة بأكملها ويمتد الانهيار من المنطقة إلى العالم بأسره, حيث انهيار تجارة البترول ومن ثم انهيار الاقتصاد العالمى.