الأمر فاق الاحتمال يا حكومة الدكتور حازم، المصريون نفد صبرهم، الجرائم الإرهابية ترتكب يومياً.. التفجيرات هنا وهناك – التظاهرات بالطوب وكسر الرخام والزجاجات المولوتوفية بمناسبة وبدون مناسبة – إرهاب طال الجامعات المصرية ولا استقرار لدرس أو علم حتى جامعة الأزهر التي من المفترض أن طلابها على علم بالدين الإسلامي الحنيف ومنهم من سيتخرج ليكون داعية أو إماماً للناس.. حتى هذه الجامعة العريقة طالتها الأيدي العابسة والفوضى غير الخلاقة، الإخوان المسلمون في كل مكان.. يجندون الشباب والصبية الفقراء ليضموهم إلى أعضائهم وأعوانهم.. وكله بالفلوس التي لم يتم رصد طرق وصولها إليهم إلى الآن سواء من الداخل أو الخارج.. إن الإخوان اللامسلمين فقدوا عقلهم ويتصرفون بلا خوف وبلا أي إحساس بالوطن أو المواطن المصري.. استفزتني بشدة وأحزنتني كما لم أحزن قبل ذلك الحادث الإجرامي الأخير للجماعة الفاشية أمام كنيسة العذراء في الوراق.. إنه عمل إجرامي لا يمت للإنسانية بصلة ولا للأخلاق التي يحثنا ديننا الحنيف عليها الذي وصف الله رسوله الكريم.. بأنه على خلق عظيم.. وعلى المسلمين الاقتداء به وهذا من أبسط الأمور. كيف تسنى لهؤلاء الوحشيين أن يقلبوا الفرحة والابتهاج بالعرس إلى مأتم كبير وحزن وأسى وإحباط؟ الحادث الإجرامي البشع في كنيسة العذراء بالوراق حيث كانت المعازيم تنتظر وصول العروس.. والفرحة عارمة.. تظهر فجأة طيور الظلام القبيحة بأجنحتها السوداء فتطفئ الفرحة وتنهي السعادة وتحزن وتدمي القلوب وتقتل أبرياء في بشاعة وقوة وبلا إنسانية.. وأنَّى لهم بالإنسانية وقد باعوها للشيطان عندما اعتنقوا الفكر التكفيري الغريب على شعب مصر الطيب.. حتى الصبيَّة الصغيرة ذات الأربعة عشر ربيعاً.. مريم الجميلة.. التي جاءت للفرح لتشهد العرس وتحلم لنفسها بيوم مماثل بعد سنوات لتكون عروساً وتزف لزوج سعيد.. اغتالتها الأيدي الآثمة التي تطيش رصاصاتها هنا وهناك بلا أي عقل أو تمييز إلا الجريمة والإرهاب وقتل الأبرياء.. ذكرتني مريم الصبية الضحية الآن بشيماء الصبية الضحية بالأمس والتي قتلتها نفس الأيادي السوداء لدى محاولتهم اغتيال عاطف صدقي رئيس وزراء مصر في التسعينيات.. إنه شيء بشع فاق حدود الصبر.. يا حكومة مصر.. أنت لست حكومة انتقالية.. أنت بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة أصبحت حكومة حرب.. ولابد أن يكون اقتناعك كذلك وأن تعملي بروح المحارب حتى تحمي مصر من الأعداء ومن الانهيار.. يا سيدي رئيس الدولة.. أنت الرئيس بدون إضافة كلمة مؤقت.. فهي كلمة سيئة ضررها أكبر من نفعها إن كان لها نفع.. لقد وضعتك الظروف أنت وحكومتك في مأزق خطير وحملتكم المقادير الأمانة الكبرى في ظرف من أسوأ فترات تاريخ مصر الحديث.. فإما أن تكونوا - الرئيس والحكومة معاً – علي قدر المسئولية أو تضيع مصر لا سمح الله. لابد من الردع.. لابد من سرعة القصاص العادل الناجز لكل من سفك الدماء أو روَّع المواطنين أو خرَّب أو دمَّر أو اغتال الأبرياء من الشعب ومن الجيش ومن الشرطة.. وأيضاً كل من نهب واستولى على ما ليس له من مال الشعب سواء كان نقداً أو منقولاً أو آثاراً، المحاكم السريعة الحاسمة والأحكام الرادعة بالإعدام أو السجن المشدد لكل من كانت دلائل جرمهم شاهد إثبات عليهم ولا تأخذكم فيهم رحمة.. لكن العدالة للأسف تمشي كالسلحفاة مما يزيد من طمع المفسدون في الأرض.. لكنهم لو رأوا أن كل من قتل وخرَّب ودمَّر البلاد وقد علقوا على أعواد المشانق أو نالهم حكم رادع لكان أن ارتدعوا وفكروا كثيرا قبل اقدامهم على ارتكاب جرائم جديدة في حق الشعب والوطن الذين لا يعيرونه أي حساب كما يعتنقون.. والله يقول.. «ولكم في القصاص حياة» صدق الله العظيم.. والمعنى واضح ومفهوم لأولي الألباب كما ذكر رب العزة في نفس الآية. لا يمكن السكوت أكثر من ذلك على هذه الفئة الباغية.. لابد من محاربتها في كل مكان على أرض مصر ولابد من المحاكمة السريعة للقتلة السفاحين المخربين لقد امتلأت السجون بهم.. ويتجدد حبسهم باستمرار دون أن نرى أو نسمع حكماً واحدا على أي منهم رغم كثرتهم وكثرة قضاياهم الخسيسة. للأسف الحكومة تعمل برد الفعل وهذا لا يجدي على هؤلاء.. لن أقول إن الحكومة نائمة في العسل كما يردد الناس وأن عدد وزرائها الذين يعملون بالفعل لا يزيدون على أصابع اليد الواحدة.. وأن بها من ينتمي فكريا للتيار الإرهابي والناس تتساءل من اختار هؤلاء الوزراء وكيف استمروا في مواقعهم إلى الآن مع كل الانتكاسات اليومية بمصر وشعبها وجيشها وشرطتها.. المسألة غريبة بالفعل!! تدعو في مجملها إلى العجب العجاب!!.. الناس تطلب تطهير الوزارة من بعض أعضائها فوراً ودون إبطاء لقد صبر الشعب المصري كثيراً وعانى ويعاني كثيراً.. لقد بلغ السيل الزبي كما يقال، نريد إنجازات على أرض الواقع المرير.. نريد حكومة تعمل بروح المحارب لا المدافع، تعمل بروح الإقدام لا التخاذل، تعمل بروح الجرأة لا الخوف، تعمل بروح الثورة والثوار لا بروح العواجيز مرتعشي الأيدي.. إن مصر أمانة في أعناقكم جميعاً ولسوف يذكر التاريخ يوماً هذه الفترة العصيبة فإما أن يحملكم على أعناقه ويعلي أسماءكم إلى عليين أو يخسف بها الأرض، وهذا مرهون بعملكم.. التراخي مرفوض ولا يصلح أبداً مع من يخرب الوطن ويقتل الشعب ويدمر آلياته ومقوماته.. الذين يفرحون لخراب مصر.. ولهزيمة مصر حتى على مستوى الكرة.. ليسوا مصريين.. بل هم أعداء.. ليس العدو هو الخارجي فقط.. بل إن العدو الداخلي أشد وأنكى فهو يعرف مواطن الضعف ويتصيدها وهو أخطر على الوطن من العدو الخارجي المعروف هويته ومواقعه وأهدافه.. أما العدو الداخلي الخسيس فيهاجمك في كل مكان ويضربك في كل موقع تتوقعه أو لا تتوقعه.. وقديما قيل إن طعنة القريب أو الصديق أشد من طعنة العدو البعيد وهي تدمي القلوب وترمل الأمهات وتيتم الأبناء والبنات وتهدم الآباء وتعيث في الأرض الفساد والإفساد.. ولديكم سيل الشهداء المقتولين على أيدي الفئة الباغية الفاشية من الشرطة ومن الجيش شبابهم وقياداتهم وقد طفح وزاد.. كفانا.. كفانا. أعملوا سيف العدالة البتار بكل قوة وحسم.. وحزم.. واقطعوا به رؤوس القتلة المخربين.. واعلموا أنه بغير ذلك لن يستقر أمن ولن يستتب الأمان.. ولن يستقر للوطن الجريح قرار.. اللهم قد بلغت.. اللهم فاشهد.