أبرزت صحيفة "جابان تايمز" اليابانية، في عددها الصادر اليوم الأحد، غرق مئات من اللاجئين في الآونة الأخيرة أثناء هجرتهم غير الشرعية إلى أوروبا عبر البحر المتوسط على متن قوارب متهالكة لا تصمد غالبًا في وجه أمواج البحر العاتية. وتحت عنوان "مقبرة المتوسط" تحدثت الصحيفة عن جزء من البحر المتوسط بين سواحل شمال إفريقيا وجزيرتين أوروبيتين قريبتين هما جزيرة لامبيدوسا و مالطا موضحة أنه في الأسابيع الأخيرة لقي كثير من المهاجرين حتفهم غرقا في المسافة بين السواحل التونسية و لامبيدوسا و التي لا تتجاوز 120 كيلومترا مثل عدد الذين ماتوا على الحدود الأمريكية المكسيكية في عام 2012. وذكرت الصحيفة أن المهاجرين الذين لقوا حتفهم على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة ماتوا من العطش في الصحراء لكن المهاجرين عبر البحر المتوسط ماتوا غرقا، مشيرة إلى أن المهاجرين يدفعون آلاف الدولارات للمهربين مقابل تهريبهم عبر البحر المتوسط إلى أوروبا في قوارب مكتظة بالركاب لكن المهربين يكتفون بتمهيد الطريق أمام المهاجرين دون السفر معهم . وأضافت "جابان تايمز" أن اللاجئين - الذين تتجاوز أعدادهم 32 ألفا ووصلوا إلى إيطاليا هذا العام من سوريا والصومال وإريتريا – ليس لديهم خبرة في البحار وعندما تتسرب المياه إلى قواربهم وينفد وقودها أو تتقطع بهم السبل لا يعرفون كيف يديرون الأمور وفي كثير من الحالات تنقلب القوارب عندما يهرع المهاجرون إلى جهة واحدة لطلب المساعدة من سفينة أو طائرة عابرة. وأردفت الصحيفة تقول إن المهاجرين ينتهي بهم الحال بالقفز في المياه دون سترات النجاة مشيرة إلى أنه في الفترة الأخيرة غرق 359 صوماليًا واريتريًا كانوا في قارب واحد ولم يكن لدى أي منهم هاتف متصل بالأقمار الصناعية لطلب المساعدة موضحة أن كل حادث غرق يجلب قصصا وحكايات عن آباء كان بوسعهم السباحة لكن كان عليهم الاختيار بين من يأخذونه من أبنائهم ومن يتركونه للمصير المشؤوم . وأوردت الصحيفة أن الإيطاليين يسمحون لغالبية المهاجرين بالبقاء مشيرة إلى أن ألمانيا اتهمت إيطاليا في مايو الماضي بتشجيع اللاجئين على السفر بإعطائهم 500 يورو وتأشيرة دخول منطقة شنجن التي تسمح لهم بالسفر إلى غالبية دول الاتحاد الأوروبي دون الحاجة إلى إظهار جوازات سفرهم. واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إن الحقيقة المؤلمة هي أنه كلما جعلت دول الاتحاد الأوروبي عبور البحر المتوسط أكثر أمنا كلما تدفق الناس عليها، مشيرة إلى أن حلول هذه المشكلة جميعها سيئة ولكن بعضها يمكن قبوله مثل تشجيع بزوغ حكومات مستقرة في تونس وليبيا تمنع القوارب من مغادرة شواطئها لكن هذا الأمر ؛من وجهة نظرها ، يتعذر تحقيقه في وقت قريب .
