"إحنا شعبين شعبين شعبين شوف الأول فين.. والتاني فين! و آدي الخط بين الاتنين بيفوت إنتم بعتوا الأرض ب فاسها ب ناسها في ميدان الدنيا فكيتوا لباسها بانت وش و ضهر .. بطن وصدر والريحة سبقت طلعت أنفاسها وإحنا ولاد الكلب .. الشعب إحنا بتوع الأجمل وطريق الصعب" هى كلمات عبر بيها الشاعر الكبير عبد الرحمن الابنودى عن حال المصر. إلا أننى اختلف معه فى الوقت الحالى لأننا أصبحنا ثلاثة شعوب داخل واطن واحد :من يؤيد النظام الحالى, ومن يؤيد النظام المعزول, والأخير من يشفق على الاثنين ويعيش فى كوكب الإنسانية وحده, لا يطالب بشيء غير الكف عن سيل بحور الدماء التى تسيل من الطرفين ايا كانت الاسباب. أبهرنا جميع دول العالم بجبروتنا وقوتنا فى وحدتنا, فتعجب زعماء العالم منا, وازداد انبهارهم عندما خرج الطفل قبل العجوز، والنساء قبل الرجال، فى مواجهة طوفان القنابل المسيلة للدموع بالإضافة إلى الرصاص بصدورهم العارية, ولم يعودوا إلى منازلهم إلا بعد "إسقاط النظام". لنعود مرة أخرى لنمحو انبهار العالم بنا, بتفرقنا وتشاجرونا على الغنائم لنظهر أسوأ ما عندنا من شهوة الانتقام والتصفية بل الإقصاء و الإبعاد عن المشهد السياسى , كل هذا بسبب كرسى الحكم الملعون, ونسينا آيات الله عز وجل فى قوله " واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ". بعد فشل الرئيس المعزول محمد مرسى فى إدارة شئون البلاد داخليا وخارجيا, خرج ثوار مصر بثورة ثانية ضد تيار الإخوان المسلمين الذين كانوا يعتبرونهم حلفاء الميدان والثورة، لكنهم الآن يعتبرون الإخوان أخطر أعداء الثورة، بل ووصل الحال ببعضهم إلى تشبيه الإخوان بالحزب الوطني بل وأسوأ من ذلك . نريد إن يعى الجيمع فى الوقت الحالى حديث الرسول صلى الله علية و سلم , " إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار، فقلت يا رسول الله: هذا القاتل فما بال المقتول، قال: إنه كان حريصًا على قتل صاحبه" صدق رسول الله , فالدنيا لا تستحق كل هذا الصراع على السلطة أو الكرسى الحكم , مقابل نقطة دماء واحدة تسيل من مصرى . وأيضا نريد أن يعلم الجميع , أنى أنا المواطن المصرى البسيط المتضرر الوحيد منكم و من صراعكم على السلطة .. أنا المواطن المصرى البسيط لا يهمنى من يحكم سواء إخوانى أو عسكرى .. أنا المواطن المصرى البسيط الذى صرخ فى وجه حكومات مبارك ومرسى , ويبكي الان أمام حكومة ببلاوى على حاله . أنا المواطن المصرى البسيط المتضرر الوحيد من قانون حظر التجوال, وأنا المواطن الذى يحاول الهرب من عنق الزجاجة فى مركب صغير بأحلام تكفى بحور, "أنا الواطن الذي يجلس على المقاهي ولم تكن هناك فائدة لتعلمي, أنا المواطن المصرى الذي يتمنى أن يصرخ فى الميدان بأعلى صوته "تعباااااااااان" .. كلمة على لسان كل مصرى, هذا والله لو أحسوا بكلامنا مرة واحدة وأدركوا كم تكون حياتنا مُرّة!!, بالتأكيد قلوبهم ستَحْنُو. مشكلتنا فى البداية، أننا بعدما أسقطانا نظام مبارك، عدنا إلى بيوتنا ولم نعد إلى عملنا, وبالمثل تماما في هذه المرة، عدنا إلى منازلنا بعد إسقاط نظام الإخوان ولم نعد إلى أيضا إلى عملنا وكفاحنا, وكأننا لم نتعلم شيء من الماضى, وكأن شيئا لم يحدث !! لتعلم جميع دول العالم أننا نصنع التاريخ ثم نهدمه بأيدنا. عدنا إلى منازلنا لنتابع على الفضائيات ما تبثه من مشاهد لبحور الدماء, فقد تعودنا على رائحته دون أن تحرك ساكنا في مشاعرنا.