من الأراضي المقدسة وفي أداء نسك الشعيرة المقدسة أدعو الله لي وللمصريين جميعاً وللأمة العربية والإسلامية في عيد الأضحي أن يمن الله علي الجميع بالخير والبركات.. وأن يطهر مصر من الأوباش الذين لا يفكرون إلا في التخريب وإيذاء البلاد والعباد... إنه السميع المجيب الذي لا يخيب رجاء لأحد في هذه البقعة الطاهرة في العالم.. قلبي يرتجف حزناً وأسي علي كل ضرر وقع بمصر، وفؤادي مشدوه إلي الله سبحانه وتعالي أن يحفظ الجميع بعنايته ورعايته.. ولست وحدي في هذا الصدد الذي تنتابه هذه المشاعر.. فكل الحجيج من المصريين وغيرهم يدعون إلي مصر قلب العروبة والإسلام أن يحفظها دوماً زخراً لباقي البلاد العربية. في أطهر بقعة علي الأرض ومن منطقة المشاعر المقدسة الكل يدعو لمصر أن تعبر إلي بر الأمان لتعود إليها ريادتها ودورها التاريخي المشهود.. لم أكن أتصور قط أن يكون هذا حديث غير المصريين من جنسيات مختلفة يشغلهم حال مصر أكثر من انشغالهم بحال بلادهم.. فلا حديث للحجيج في مني سوي النصر لمصر علي أعدائها الذين هم أعداء الأمة العربية والإسلامية.. ولم أكن أتوقع أن ينشغل الحجاج غير المصريين بمصر لهذه الدرجة، لكن يبدو أن أرض النيل لها في قلب كل عربي حب خاص.. لقد أجمع كثيرون علي أن نجاة مصر من محنتها هو نجاة للأمة العربية والإسلامية بأسرها. صحيح أن الحجيج لايشغلون بالهم بأمور السياسة وخلافها مما يفسد مناسك الحج، لكن قلوبهم متعلقة بمصر ويخشون عليها من المحن والمصائب، التي هي فعلاً تصيب الجميع بلا استثناء في سويداء القلب، وقلب العالم العربي النابض هو مصر فإذا أصيب بمكروه أصيبت الأمة العربية والإسلامية بالعجز.. وكما يقول أولاد البلد في تعبيرات، يارب يكون لمصر جانب من تحقيق أدعيتم للبلاد بالسلامة من كل مكروه.. وفي الأرض الطاهرة يستجيب الله لعباده وضيوفه الذين جاءوا شعثاً يرجون رحمته ومغفرته ورضوانه.. فاللهم احفظ مصر من الإرهاب وجنوده، وخذ بيدها لأن تعبر إلي بر الأمان، ورد كيد من أرادها بسوء إلي نحره إنك نعم المولي ونعم النصير.. اللهم طهر بلادي من الإرهاب والعجز والكسل وأنعم عليها بالخير واليمن والبركات و نجها من المفسدين والمخربين.