اللهم انصر مصر وشعبها، هو الدعاء السائد بين الحجاج المصريين فى الأراضى المقدسة، فلا يوجد حاج سواء كان مثقفاً أو متعلماً أو بسيطاً إلا ويدعو الله سبحانه وتعالى بالنصر لمصر وحفظ أمنها واستقرارها. فى المدينةالمنورة عند رسول الله «صلى الله عليه وسلم» كانت الدموع تنهار على خدود الحجاج المصريين وهم يبتهلون إلى الله بالدعاء لعودة الاستقرار إلى البلاد، وكذلك الحال فى الكعبة المشرفة، يرفع المصريون الأكف إلى الله أن يحفظ البلاد من الإرهاب الذى تمارسه «جماعة الإخوان» وأتباعها وأنصارها الذين فقدوا صوابهم وضلوا الطريق. فى المشاعر المقدسة كانت تعلو هتافات الحجاج المصريين بالدعاء إلى المصريين والبلاد بأن يحفظها الله من كل سوء وشر وأن يسلمها الله من الغدر والخيانة التى تمارسها الجماعة، فهؤلاء امرأة عجوز وشاب ورجل طاعن فى السن يقفون أمام الكعبة مبتهلين إلى الله بأن تمر مصر من عثرتها دون إراقة الدماء، ودون المزيد من الخسائر، وفى هذا الجو الروحانى الرائع، لم ينس المصريون مصر واستقرارها وعبورها إلى بر الأمان، وأن تعود إليها ريادتها وثقلها.. لم أكن أتوقع أن يحدث ذلك فى أداء مناسك الحج، لكن حب مصر واستقرارها وسلامتها من كل سوء كان الغالب على مشاعر الحجاج، ولا أنسى أبداً هذا الرجل الطاعن فى السن من البحيرة الذى كان يرفع يديه فى صلاة الفجر داخل الكعبة وهو يقول «اللهم زلزل كل من يريد خراب مصر» ودموعه تسبق دعاءه... هؤلاء هم المصريون نسوا الدعاء لأنفسهم، وغلبت على أدعيتهم سلامة مصر وحفظ أمنها وعودة الاستقرار إليها وتطهيرها من المخربين والمدمرين الذين يريدون لها الهلاك وكيف تهلك مصر؟!.. والرسول يقول عنها.. إن بها جنداً فى رباط حتى يوم الدين. مصر الرابطة ستظل أبد الدهر صلبة مهما تعرضت للمحن والأزمات.. وتكفيها هذه الأدعية التى يرددها الحجاج الذين قصدوا الأراضى المقدسة لأداء شعيرة الحج.. وهل هناك مكان أقدس وأروع من الكعبة يدعون للبلاد بالاستقرار منه.. فالذين دفعوا الأموال وتركوا الديار ووجهوا أنفسهم إلى قبلة المسلمين بالدعاء، لابد وأن يستجيب الله لهم، ويحفظ البلاد من كل إرهاب يحاول أن ينال منها. وكنت أحسب أن الدعاء لمصر يختص فقط بالحجاج المصريين، لكن المفاجأة الجميلة أن الحجاج الذين التقيت بهم من جنسيات عربية وبلاد شرق آسيا ومسلمى أوروبا وأمريكا، كانوا ولا يزالون يدعون إلى مصر بالسلامة والأمان، وقالوا لى إن مصر قلعة العروبة والإسلام، لو أصابها مكروه أصاب الأمة الإسلامية كلها الضرر والسوء.. يعنى فإن العالم كله يدعو إلى مصر بالخير واليمن والبركات، وأن يسلمها من كل سوء ومن مخططات الصهيونية العالمية التى تريد تفتيت الأمة العربية، ولا يمكن أن يحدث لها ذلك إلا بضرب مصر.. فاللهم استجب لجموع الحجاج الذىن يدعون إلى البلاد بالسلامة.