انهالت دموعي حارة داخل المسجد الحرام.. وامام باب الملتزم.. كان دعائي امام الكعبة الشريفة اغلبه لمصر ان يزيح الله عنها الغمة ويحميها من كيد الكائدين وحقد الحاقدين.. وان يلهم أهلها الصواب وان يجعلها سخاء رخاء وان يمتعها الله بالأمن والاستقرار. ودعائي أمام الكعبة ان يوفق ولاة امور مصر لما فيه خير البلاد والعباد.. وان تكتمل المرحلة الثالثة من الانتخابات بهدوء وألا يعقبها مظاهرات ولا اعتصامات ولا اشتباكات بين المتظاهرين والامن كما حدث في الجولتين السابقتين.. حتي ان الصورة الجميلة للانتخابات التي اجريت بحرية وديمقراطية اصابها التشويه وكأن من يحاولون اثارة الفوضي لا يريدون ان تظهر مصر في صورة رائعة ولابد من تشويه اي انجاز. دعائي إلي الله سبحانه وتعالي ان يعيد إلي مصر الاخلاق التي ضاعت فلا الكبير يعطف علي الصغير.. ولا الصغير يوقر الكبير.. ولا القوي يرحم الضعيف بل اصبحنا في غابة يسيطر عليها الاقوياء ويعصفون بالضعفاء ولا مخرج لنا من هذه الازمة سوي ان نتحلي بمكارم الاخلاق كما كنا من قبل.. وان تعود الينا السكينة والهدوء. دعوت الله ان تنصلح احوال الاقتصاد.. وألا نضطر للاقتراض من صندوق النقد ولا البنك الدولي.. وألا نجبر علي الرضوخ لشروطهم.. وان يرزق ابناء مصر حب العمل والانتاج فنزرع ما نأكل.. ونغزل ما نلبس.. ونصنع ما نتداوي به.. وان نعمق فينا حب العمل لانه عبادة. بل ومن افضل العبادات. طلبت من الله ألا يطغي اصحاب الاغلبية البرلمانية بأغلبيتهم وأن يكون مجلس الشعب منبرا ديمقراطيا لمناقشة كل ما يهم العباد وان تستمع الاغلبية لرأي المعارضة دون تسفيه ولا تهوين.. وان تخرج التشريعات من المجلس الموقر وقد درسها النواب المحترمون بعمق وشفافية في آن واحد حتي لا يخرج التشريع معيبا أو لمصلحة فئة علي حساب فئة اخري. تضرعت إلي المولي عز وجل ان يرزق مصر برئيس في حزم وورع عمر بن الخطاب وعدله.. رئيس خادم للشعب لا يعطل مصالحه كلما جاء أو راح رئيس يرعي الله في شعبه.. يعمل بقول الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم:» كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته«.. مدركا للمقولة الشهيرة لسيدنا عمر بن الخطاب:»لو عثرت بغلة في العراق لخشيت ان يسألني الله عنها يوم القيامة لِمَ لم تمهد لها الطريق يا عمر«. سألت رب العزة جل وعلا ان يعود الحب والوئام إلي جموع الشعب وان يعلم الجميع انهم مصريون.. يعيشون علي هذه الارض معا.. يشربون من نيلها ويأكلون من خيراتها.. وسالت دماؤهم علي ارضها دفاعا عن شرفها.. وألا يستمعوا إلي داعي الفتنة التي تقوض بناء المجتمع.. اللهم استجب.. اللهم استجب.. اللهم استجب انك سميع قريب مجيب الدعاء يارب العالمين.