يشيع ظهر ألاثنين غد جثمان الفنان الكبير وديع الصافي بكاتدرائية ماري جرجس وسط العاصمة اللبنانية بيروت بحضور عدد كبير من الفنانين ورجال السياسة. وقد رحل وديع الصافي عن الدنيا مساء الجمعة الماضي عن عمر يناهز ال92 عاماً بعد مشوار طويل مع المرض وبعد حياة فنية حافلة بالعطاء الغزير، ولقب الراحل بصوت الجبل لقوة صوته وحلاوته في نفس الوقت. وأشاد الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب بصوت وديع الصافي في بداية شهرته في منتصف الخمسينيات. وكان الراحل عاشقاً لمصر وحصل علي الجنسية المصرية بجانب الجنسية الفرنسية والبرازيلية. وغني لمصر أهم وأشهر الأغاني الوطنية ومنها عظيمة يامصر في حقبة السبعينيات التي قاطعت فيها معظم الدول العربية مصر بعد زيارة السادات للقدس وتوقيع اتفاقية السلام. وغني وديع الصافي لبطل ملحمة أكتوبر والعبور والسلام بقوله «سادات المحبة بشير السلام، جمعت الحبايب في موكب سلام»، ولوديع الصافي مئات الروائع الغنائية لعل من أشهرها «ياعيني ع الصبر»، «دار يادار»، «علي رمش عيونها»، «طلوا الحبايب»، «يامهاجرين»، «ارجعوا»، «ع الدلعونة». لوين يامروان»، «عندك بحرية»، «لبنان يا قطعة من السما»، «جاروا الحبايب». يذكر أن وديع الصافي عاش مهاجراً سنوات طويلة بعد نشوب الحرب الأهلية اللبنانية 1975 في البرازيل وعدد من الدول الأوروبية. وعاد بعد غياب طويل ليقضي بقية حياته في وطنه لبنان، ولم يتوقف عن الغناء إلا في السنوات الأخيرة بعد أن اشتد عليه المرض، ورحل تاركاً ثروة هائلة من الغناء الأصيل ولتفقد الأغنية العربية أحد أهم رموزها الأصيلة.