قالت صحيفة "لوس انجلوس تايمز" الأمريكية أنه هناك مخاوف لدى المخابرات الأمريكية من تصاعد حدة الإرهاب في سوريا وانتقال الجهاد المسلح إليها بعد اتخاذ "القاعدة" والجهاديين منها ملاذاً بعد باكستان وأفغانستان واليمن. فبالرغم من محدودية القتال في سوريا, إلا أن المخابرات اللأمريكية تتوقع أسوء السيناريوهات المحتملة، خاصة مع عدم القدرة على كبح جماح المتمردين المسلحين وعزمهم على إسقاط نظام "الأسد"، وسيطرة "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم "القاعدة" على الحدود الفاصلة بين سوريا والأردن بالقرب من مدينة "درعا" السورية. فهم يتوقعون مصير سوريا كمصير باكستان حيث الحكم القبلي الخاضع للإدارة الإتحادية (الفيدرالية), وتمركز "القاعدة" لشن هجماتها ضد الغرب وإفشال أهداف الولاياتالمتحدة الإستراتيجية. كما تشير الصحيفة إلى أن توجيه الأنظار الدولية نحو بؤرة الإرهاب الجديدة هذه, سيعمل على تفتيت الجهود الدولية بقيادة روسياوالولاياتالمتحدة بشأن تدمير أسلحة "الأسد" الكيميائية. فسوريا الآن أصبحت قبلة للإرهابيين من جميع أنحاء العالم خاصة بعد دخول حوالي 500 مقاتل أجنبي من دول أوروبية وعربية إلى سوريا, حتى شكلت الجماعات الجهادية المتطرفة 35% من المتمردين ضد النظام السوري. لذلك تبذل المخابرات الأمريكية الآن جهدها لمواجهة هذه الحركات الإرهابية من خلال قواعد سرية لها في الأردن, إلا أن هذه الجهود مازالت محدودة بالنسبة لقوة هذه الحركات من تدريب وأسلحة. فالمعضلة الآن أمام الإدارة الأمريكية تتمثل في كيفية القضاء على "الأسد" دون خلق مناخ جديد للمتطرفين.