اللواء محمد نجيب قاد بخبرته وحنكته السياسية الانقلاب العسكرى في 23 يوليو 1952 برفقة الضباط الأحرار.. جمال عبدالناصر - عبدالحكيم عامر - زكريا محيي الدين - خالد محيي الدين - يوسف صديق - محمد أنور السادات - كمال الدين حسين - ونفر من ضباط القوات المسلحة لا يتسع المجال لكتابة أسمائهم ويحضرني في هذا المقام حديث لوالدى المرحوم محمد الصادق سرحان حول صداقته للواء محمد نجيب عندما كان مدرساً في العريش وكان نجيب في ذلك الوقت رئيسًا لنادي الضباط بالقوات المسلحة وأنه طلب لقاء والدى الذي كان يحظى بسمعة طيبة في تدريس اللغة العربية رغم أنه في الأصل مدرس للتربية الرياضية فألح عليه في التدريس لابنه على. لكن والدى رفض تماماً فأحضر له صديقه حامد صوان وعندما وافق الوالد طلب إليه نجيب أن ينضم إلي مثلث صداقتهم ولكن بشرط أن يقبل ابنه فاروق أيضاً علي حساب أخيه علي أي دون أن يدفع أجراً له فرد الوالد رحمة الله عليه بكرمه المعهود سأعطيها الدرس بالمجان. ينتقل والدى إلي مكان إقامة اللواء محمد نجيب ويقول دخلت عليه في حديقة منزله بالعريش وصديقي حامد صوان فوجدته يخيط سترته بيده فتعجبت وسأل الجندي الذي كان برفقته.. ماذا يفعل اللواء محمد نجيب، رد بسرعة هكذا هو يفعل كل شيء بنفسه ولا يشغل أحداً ولا يرهق أحداً- كانت الابتسامة لا تغيب عن وجهه وكان عاشقاً لتراب مصر. اختلف والدى مع اللورد الإنجليزى أثناء حفل أقيم بالعريش في ذلك الوقت بسبب هتاف اللورد أثناء تحية العلم.. عاش فاروق الأول ملك مصر!! فاحتج بشدة طالباً من اللورد أن يقول عاش فاروق الأول ملك مصر والسودان قناعة واحتراماً لمقولة الزعيم مصطفى النحاس.. يُفصل ذراعي عن جسدي ولا يفصل السودان عن مصر وتدخل اللواء محمد نجيب وفض الاشتباك بعودة اللورد الإنجليزي لاستكمال الهتاف - كان نجيب أول رئيس لمصر لأب مصري وأم سودانية - أحزنني قرار هدم قصر زينب هانم الوكيل زوجة زعيم الأمة النحاس باشا بالمرج والذي قضى فيه اللواء محمد نجيب أغلب سنوات عمره، ذلك القرار الذي صدر عن الوحدة المحلية، كان خالد محيي الدين زعيم حزب التجمع وأحد أبطال ثورة 23 يوليو التي كانت حركة ثم أيدها الشعب المصرى أراد أن يفتك بمجلس قيادة الثورة متضامناً مع محمد نجيب في إرساء قواعد الديمقراطية والعودة إلى الثكنات العسكرية لكنهم أبوا واعتقلوا اللواء محمد نجيب وخيروا خالد محيي الدين بين الذهاب سفيراً في الخارج أو ... فسافر إلي تشيكوسلوفاكيا، لكن نجيب رفض الصدام حفاظاً علي الدم المصرى، كما فعل فاروق عندما طُلب إليه ترك البلاد فطلب إلي الحرس الملكى عدم إطلاق طلقة واحدة وخرج فى هدوء، بعد نجاح الانقلاب العسكري في 1952 ذهب نجيب إلي النحاس باشا في منزله بجاردن سيتى وداعبه قائلاً: يا باشا أنا معي 20 ألف جندي، يقصد عدد الجيش في ذلك الوقت. رد عليه النحاس باشا وأنا معى 18 مليون مصرى أي الشعب كله والكلمة الأولى والأخيرة دائماً للشعب المصرى.