لماذا لا نخصص مادة فى الدستور لتكريم شهدائنا؟، لماذا يشمل الدستور على حقوق لجميع الفئات ولا يتضمن مادة واحدة لحقوق من قدموا أرواحهم من أجل مصر وشعبها؟. هذه المقالة أوجهها إلى كل مواطن مصرى شريف، وإلى لجنة الخمسين المكلفة بوضع دستور ثورة 30 يونية، وإلى رئيس الجمهورية المستشار عدلى منصور، وإلى رئيس الحكومة د. الببلاوى، وإلى وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وإلى وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، أوجهها لجميع المصريين وأسألهم جميعا: لماذا يغيب الشهيد عن مواد الدستور؟، لماذا تتذكر مواد الدستور المرأة والفلاحين والعمال ورجال الأعمال والقضاة والفنانين والصحفيين ورجال الشرطة والقوات المسلحة والشعب، حتى المجرم تناولت مواد الدستور حقوقه فى محاكمة عادلة؟! لماذا تتذكر مواد الدستور جميع هؤلاء وتنسى من قدم حياته من أجل الوطن والمواطنين؟، لماذا تخصص مادة أو أكثر لتكريم شهدائنا وتتناول حقوق أسرهم فى التعليم والعلاج والسكن والمعاش الكريم؟، لماذا لا تخصص مادة لمنحهم أعلى رتبة كان من الممكن ان يصلوا إليها فى حياتهم بمخصصاتها المادية؟، لماذا لا تتناول المواد منحهم أعلى أوسمة مصر؟، إذا كانت الدولة تمنح الأوسمة والقلائد لبعض من قدموا خدمات فى العلم او الأدب او الفن أو السياسة او الحياة الاجتماعية، فلماذا تبخل الدولة بأوسمتها وقلائدها الرفيعة على أولادها الذين قدموا حياتهم من أجل مصر؟، لماذا تضن مصر بأوسمتها على أولادها فى القوات المسلحة والشرطة من المجندين وصف الضابط وأمناء الشرطة والضباط الذين ضحوا بأرواحهم فى محاربة الجريمة والإرهاب والدفاع عن الوطن؟، هل من يحصلون على هذه الأوسمة والقلائد قدموا لمصر أغلى وأنفس مما قدم هؤلاء الأبرار؟، الله عز وجل كرمهم بالحياة وأعلى مراتبهم فى الجنة ونحن نضن عليهم بقلادة أو وسام؟، هل الأعمال الأدبية أو الفنية أو العلمية أو الاجتماعية أو السياسية أو الخدمية التى يقدمها البعض أفضل من الحياة التي يقدمها الشهيد؟. هذا الاقتراح أضعه أمام جميع كتاب ومفكري وسياسي ومواطني مصر، وأطالب أولادنا فى القوات المسلحة وفى وزارة الداخلية من ضباط وجنود وصف ضابط بأن يرفعوا مذكرة إلى رئيس الجمهورية وإلى لجنة الخمسين، تطالبهم بتخصيص مادة او أكثر بالشهداء الذين يسقطون خلال محاربة الجريمة والإرهاب والدفاع عن حدود الوطن، ويطالبون بمنحهم أعلى أوسمة وقلائد الدولة بنص الدستور، وأقترح أن يسعى رئيس الدولة ووزيرا الدفاع والداخلية لإعداد مواد الشهيد لكى تدرج فى دستور ثورة يونية. وأقترح أيضا أن تقدم مصر جزءًا ولو بسيطًا مما قدمه هؤلاء، وأرى أن نكرمهم ونكرم أسرهم بالشكل الذي يليق، وأقترح التالى: أولا: أن يرقى الضابط الشهيد إلى رتبة لواء، ويرقى صف الضابط أو الأمين إلى الرتبة والدرجة التى يصل لها قبل تقاعده فى سن الستين، ويحصل الجندي على رتبة ودرجة مناسبة لو ظل فى الخدمة حتى التقاعد، ثانيا: أن تصرف أسرة الضابط الشهيد معاش لواء، وصف الضابط وأمين الشرطة معاش الدرجة والرتبة التى يصلها وهو فى الخدمة عند بلوغه سن التقاعد ونقترح ان تكون رتبة عقيد، والمندوب والمجند يصرفان معاش رتبة رائد، ثالثا: أن تتحمل الدولة نفقات علاج وتعليم أسرهم، رابعا: أن تستفيد أسرة الشهيد من جميع المميزات التى يستفيد منها الضابط وصف الضابط والأمين والمجند طوال فترة خدمته، ويتعامل المجند معاملة صف الضابط العامل، وذلك من خدمات بيع سلع مخفضة، تخصيص شقق، رحلات عمرة وحج، خامسا: أن تكون لأولاده الأولوية فى التعيين بوظائف الحكومة ونسبة من وظائف القطاع العام والخاص، سادسا: أن تكرم أسماء الشهداء بإطلاقها على الشوارع والمدارس والميادين والمساجد والكنائس، سابعا: أن يخصص ميدان للشهداء وتحفر أسماؤهم وتواريخ ووقائع استشهادهم على حائط بالميدان مع صورة للشهيد تخليدا وتكريما وعرفانا بما قدمه. هؤلاء الشباب او الرجال الذين ضحوا بأرواحهم من أجل حمايتنا من المجرمين والإرهابيين والمتطرفين يجب أن تقوم مصر ممثلة فى حكومتها وشعبها بتكريم أرواحهم فى أسرهم، ويجب ان تمنحهم أعلى وسام بالدولة، هؤلاء الشهداء أفضل بكثير من العلماء والأدباء والفنانين وغيرهم الذين يكرمون بحصولهم على أوسمة الدولة المختلفة، اسم الشهيد الجندى «م» أو «ع» أو «ز» أو «ص» أكرم بكثير من اسم فنان أو أديب أو سياسي أو عالم، فالإنسان لا يمتلك أغلى من حياته لكى يقدمها، وهؤلاء قدموا حياتهم لكي نعيش نحن فى أمان. من هنا أطالب رئيس الدولة المستشار عدلي منصور بأن يمنح أسماء الذين استشهدوا خلال اشتباكات مع إرهابيين ومتطرفين نجمة مصر أو قلادة النيل، وأطالب رئيس الحكومة د. الببلاوى، ووزير الدفاع الفريق أول السيسى، ووزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم بأن يحصوا اسماء شهدائهم من الجنود وصف الضابط والضباط ورفعها إلى رئيس الجمهورية لتكريمهم، كما أطالب لجنة الخمسين بأن تخصص مادة للشهداء فى الدستور، تتناول تكريمهم ماديا وأدبيا هم وأسرهم. مصر بعد ثورة 30 يونية مطالبة بأن تضع أولادها فى مقام ودرجة تتناسب وما قدموه لها، وعلى مصر والمصريين أن يرفعوا الشهداء إلى أعلى مرتبة فى الدولة، خاصة أن الله عز وجل قد كرمهم ومنحهم أفضل وأعلى درجة فى الجنة مقابل حياتهم التى قدموها لحماية الأرض والعرض والعقيدة.