شهداء الأمن المركزى

هل تعرف رشدى السيد، أو عماد عبدالحليم؟ ألا تعرف موسى حليم روفائيل وغنيمى صبحى وأشرف عبدالصادق؟ إنهم أشقاء وليد إبراهيم وعصام عبدالحميد، وكثيرين من إخوتى البسطاء، الذين التحقوا بالأمن المركزى لدفع ضريبة الوطن، فالتهم أرواحهم الإهمال والغدر، وتنكرنا لهم جميعا، ووضعنا جثامينهم فى نعوش وسلمناهم لأسرهم، كأننا لا نعرفهم ولا يعرفوننا.
والذين اغتالهم الإهمال فى قطار البدرشين، الغدر على حدود سيناء وكثير من وديانها، وغيرهم من الجنود الشهداء، الذين قدموا حياتهم أثناء تأدية رسالتهم.. لا يليق أبدا أن تكتفى الدولة بمنح أسرهم مكافأة هزيلة وتنساهم، لماذا لا يكون لهم معاش شهيد - طالما أن الوفاة بسبب تأدية الواجب - هل فرّقت رصاصات الغدر بين ضابط أو شرطى «العسكرى الغلبان»؟ لماذا نهتم بالشهداء من الضباط والأفراد، يصدر الوزير تعليماته ويكرر الرئيس توجيهاته بتوفير كل أوجه الرعاية لهم؟
أما الشهداء من «الجنود» فهم أولاد «البطة السوداء»، ألم يترك هؤلاء أبوين مكلومين ومنهم من ترك زوجة وأطفالا؟ ألا يستحق هؤلاء أن يصدر الرئيس قرارا باعتبارهم شهداء، أو أن نصوغ قانونا بهذا المعنى؟!
أعلم جيداً أن أموال الدنيا لا تساوى قطرة دم تسيل من عزيز، لكنها حقوق واجبة، لماذا نتعمد إغفالها؟ إن أسر هؤلاء الشهداء من المجندين هم الأولى بالرعاية، لأنهم جميعا - إلا قليلاً - من الذين يعيشون تحت كل خطوط الفقر، تخسر أسرهم بفقدانهم مصدرا للحياة، لأنهم من أصحاب الحرف وعمال الزراعة.
يا دكتور مرسى، يا وزير الداخلية، يا كل المسؤولين عن مقدرات هذا الوطن - لا أستثنى منكم أحدا - كفى ظلما لأسر الشهداء من جنود الأمن المركزى، لا تتعاملوا معهم كالذى يتعامل مع متسول، أمنحه «حسنة» ويذهب بعدها إلى الجحيم.
ألم يكف جنود الأمن المركزى ما يعانونه من معاملة وإعاشة غير آدمية طوال مدة خدمتهم.. ألم يقتلهم إهمال الدولة - كما فى قطار البدرشين - ويقتلهم غدر خونة ومهربين ومحترفى إجرام - كما فى المواجهات الأمنية - أم أن دماء هؤلاء رخيصة؟.. تصدق عليهم عبارة «الصول عفركوش» لأنه بورقة غير نظيفة يستطيع أن يأتى ب1000 عسكرى.
ولا أعنى فيما أعلاه أن تكريم الشهداء من الضباط والأفراد ورعاية أسرهم بدعة، إنهم يستحقون أن نحملهم على رؤوسنا طوال العمر، لأن الشهداء قدموا أرواحهم فداء لنا كى نعيش، وأنجبت أسرهم أعظم وأشرف الرجال.
■ رسالة
كل الحروب ضد الشر، لابد أن تسفر عن شهداء وخسائر، لذلك لابد أن تستمر الحملات القوية ضد كل بؤر الجريمة فى مصر، لأن هذه البؤر تتكاثر على طريقة السرطان.
omar_hsanen@hotmail.com