أكدت دولة الكويت حرصها على دعم الجهود الإنسانية في العالم ومساعدة منظمات ومؤسسات العمل الإنساني على القيام بأعمالها الإنسانية في مساعدة المنكوبين من جراء الكوارث الطبيعية والأزمات الداخلية والحروب. جاء ذلك في كلمة ألقاها نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح في افتتاح المؤتمر السنوي الرابع حول (الشراكة الفعالة وإدارة المعلومات من أجل عمل إنساني) الذي تقيمه الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالتعاون مع مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية وجمعية العون المباشر. شدد الشيخ صباح الخالد الذي يقام المؤتمر تحت رعايته على دعم دولة الكويت للجهود الدولية في سوريا والذي يأتي من منطلق إيمانها الراسخ في مساعدة شعوب العالم المتضررة. وعبر عن تقديره لكافة المنظمات الدولية والإقليمية ومؤسسات المجتمع المدني المعنية بالعمل الإنساني على ما تقوم به من جهود مشهودة في هذا المجال، وأيضا تقديره للعمل الذي يقوم به مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الجهود الإنسانية والعمل على إيجاد قنوات وآليات تنفيذية مناسبة لإيصال المعونات والمساعدات الدولية لشعوب طالما انتظرت بارقة أمل تعينها على الحياة في ظروف لوجستية وتقنية عسيرة ومليئة بالتحديات أودت بحياة عدد من القائمين على هذا العمل الإنساني. وأوضح أن المكتب ساهم في تأطير الاستجابة الإنسانية الفورية للمجتمع الدولي في مجال المساعدات الإنسانية والإغاثية الطارئة من خلال جهود مشتركة مع مؤسسات ومنظمات دولية وغير دولية لمواجهة الكوارث الإنسانية المختلفة سعيا لتطوير بنية النظام الإنساني بشكل عام . وقال إن الشعب السوري الشقيق يعاني اليوم من كارثة إنسانية متفاقمة تجاوز عمرها السنتين سواء بأعداد القتلى التي فاقت المائة ألف قتيل وآلاف الجرحى والمصابين وتبعاتها الإنسانية من تشريد ونزوح خارجي وداخلي . وأشار إلى أنه ومنذ انتهاء المؤتمر السنوي الثالث في دولة الكويت في سبتمبر من العام الماضي وحتى هذه اللحظة ازدادت أعداد اللاجئين السوريين إلى أربعة أضعاف حيث يعاني حاليا مليونا شخص من وطأة التهجير القسري خارج بلادهم مقارنة بمائتين وستين ألفا خلال العام الماضي ، وأيضا تم تهجير أربعة ملايين و250 ألفا داخل الأراضي السورية مقارنة بمليون و200 ألف شخص في نفس الفترة من العام الماضي مما يعني أن حوالي ثلث الشعب السوري بات مرغما على ترك مدنه وقراه ومنازله مما يعكس حجم المعاناة الإنسانية التي يعانيها. وأعرب عن تطلعه في هذا الصدد إلى أن تستكمل دول العالم الإيفاء بتعهداتها التي أعلنتها خلال ذلك المؤتمر بما يلبي مقاصده النبيلة السامية. قال إن برنامج عمل المؤتمر يعكس المسئوليات الكبيرة للقطاع الأهلي ومؤسسات المجتمع المدني في القيام بأدوار رئيسية فاعلة وإيجابية لتخفيف المعاناة الناتجة عن الكوارث الطبيعية والأزمات الداخلية والحروب متطلعين للوقوف على رؤى وتجارب ونماذج مشرِّفة لما ينبغي أن يكون عليه التنسيق بين كافة الأطراف. بدوره قال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني إن الاجتماع يهدف إلى نصرة المحتاجين استجابة للإنسانية والمواثيق الدولية، مشيرا إلى أن الكويت أصبح لها باع طويل في العمل الإنساني وأصبح يضرب بها المثل بالجود والكرم. واكد الزياني حرص دول مجلس التعاون الخليجي على المستويين الرسمي والأهلي بالقيام بمسئولياتها الدولية والنهوض بدورها الإنساني. من جهته قال رئيس الهيئة الخيرية العالمية مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية الدكتور عبدالله المعتوق إن هذا المؤتمر يسعى إلى توثيق العمل الإنساني المشترك وفق المقاييس الإنسانية الدولية لاسيما في ظل تعاظم الاحتياجات الإنسانية في العالم. وأشار إلى ما يحدث في سوريا من تشرد وقتل وما يعانيه السودان من كوارث الفيضانات والسيول «مما جعلنا في الهيئة الخيرية بحكم عملنا الإنساني ورعايته لتقديم برامج إغاثة لكثير من الدول» وتدارك الحاجة الملحة لتمكين المنظمات الإنسانية وتشجيعها لصياغة برامج تعود على الإنسانية جمعاء.