وبدأ الهجوم على حكومة الدكتور الببلاوى ... وراح البعض يتصيد لها التصرف... والقرار... رغم أنها حكومة محظوظة... ومظلومة فى وقت واحد... فقد جاءت فى قمة المد الثورى... وتشكلت بعد عدة حكومات فاشلة.. . وتضم مجموعة من الخبرات المشهود لها. كل ذلك ليس ضمن اهتمامات الناس... فما يهم الناس هو ما تقدمه الحكومة لهم... ما تحله من مشكلات... وما ينعكس على حياتهم... لا يهم عموم الناس ما يطلقه المتخصصون من أسماء ولا أنواع... ومعظم الناس ينتظرون من الحكومة غير ما ينتظره السياسيون... والثوار... والنشطاء... الناس يريدون حكومة توقف الغلاء... لا تكتفى بالحديث عن جشع التجار... لكن تقاومه... وتقضى عليه... ولا تتحدث عن البلطجية... لكن تجمعهم حيث يجب أن يكونوا... ولا تشرح لهم عقبات العمل بقدر ما تذللها لهم... فيجد الباحث عن فرصة عمل ضالته... وتنحسر البطالة بمرور الوقت. ومنذ أن خرجت الملايين تنادى بالعيش... والحرية... والعدالة الاجتماعية ... لم تجد إلا فقراً... وكبتاً... وظلماً... وانشغلت كل الحكومات بأشياء ليس بينها مطالب الشعب... حكومات اهتمت بتسيير الأعمال... وأخرى انشغلت فى التمكين... وحكومات نادت بدولة القانون... وخالفته... وحكومات تمسحت بالنهضة... فأورثتنا الفقر والتخلف.... وحكومات نادت بالوحدة والمصالحة... ولم تحقق إلا الفرقة والتشرذم... مطلوب من الحكومة أن تكون حساسة تجاه الشعب... أن تشعر بمعاناة المواطنين... أن تداوى الأمراض التى تهددهم... وأن تجد لهم مأوى... لا بد أن يشعر رجل الشارع بوجود الحكومة فى حياته... أن يرى الناس أن حياتهم أصبحت أسهل... وأن مطالبهم باتت فى متناول أيديهم... أو حتى على مرمى البصر. وأظن أن حكومة الببلاوى تعى أن نجاحها مرتبط برضا الشعب... وليس برضا النخبة... ولن يرضى عنها المواطن إلا إذا شعر انها تعمل لحسابه... ولن يكتب لها الاستمرار إلا إذا ربطت مهامها بالناس... بلقمة العيش... وزحمة الشوارع... بالاقتصاد المتداعى... وبالمصانع المتوقفة... باستقرار سيناء... والقبض على كل من يهدد الأمن والأمان... مهما كان موقعه... الناس تريد من الحكومة أن تستعيد مصر... أن نرى سائحين فى الشوارع... أكثر من الاستماع إلى هتافات يسقط... يسقط... الناس وحشها هتاف يعيش يعيش... ويحيا يحيا. ... وأحسب أيضا أن الببلاوى بدأ خطواته فى اتجاه المواطن بقرب تطبيق الحدين الأدنى والأقصى... وبإعفاء تلاميذ المدارس من المصروفات ... وبدراسة إعفاء الفلاحين من الديون... كل هذا من مقدمات نجاح الحكومة ... المهم ... أن يترك لها النقاد فرصة العمل... وأن يتوقف مقاولو الهدم عن ضرب ما تصدره من قرارات. ولو نجحت حكومة الببلاوى فى تلبية مطالب الناس... فسيدخل كل أعضائها التاريخ من باب خرج منه غيرهم... وسيسمع رئيس الحكومة من الناس ما يرضيه... لو هو قدم لهم ما يرضيهم... ولن يلتفت أحد إلى نوع الحكومة... وانتماءات أعضائها... فكما أن الحكومات أنواع... فالحكومات أيضا حظوظ.