لا يهم الناس كثيرا نوع الحكومة ... لن ينجذبوا إلى حكومة وحدة وطنية ... ولن ينفروا من حكومة ائتلافية ... لن يرضيهم أن تدير البلاد حكومة محاصصة ... ولن ينفرهم أن تكون الحكومة من تيار واحد ... كل المصطلحات تتهاوى أمام مطالب الحياة ... وكل التشكيلات الحكومية تفشل إن هى لم تشعر بالناس ... وتلبى احتياجات البسطاء منهم ... ما يهم الناس هو ما تقدمه الحكومة لهم ... ما تحله من مشكلات ... وما ينعكس على حياتهم ... لا يهم عموم الناس ما يطلقه المتخصصون من أسماء ولا أنواع ... ومعظم الناس ينتظرون من الحكومة غير ما ينتظره السياسيون ... والثوار ... والنشطاء ... الناس يريدون حكومة توقف الغلاء ... لا تكتفى بالحديث عن جشع التجار ... لكن تقاومه ... وتقضى عليه ... ولا تتحدث عن البلطجية ... لكن تجمعهم حيث يجب أن يكونوا ... ولا تشرح لهم عقبات العمل بقدر ما تذللها لهم ... فيجد الباحث عن فرصة عمل ضالته ... وتنحسر البطالة بمرور الوقت. ولا يخفى على أحد أن الناس منذ خرجت تنادى بالعيش ... والحرية ... والعدالة الاجتماعية... لم تجد إلا فقرا ... وكبتا ... وظلما ... وانشغلت كل الحكومات بأشياء ليس بينها مطالب الشعب... حكومات اهتمت بتسيير الأعمال... وأخرى انشغلت ... فى التمكين ... وحكومات نادت بدولة القانون ... وخالفته... وحكومات تمسحت بالنهضة فأورثتنا الفقر والتخلف ... وحكومات نادت بالوحدة والمصالحة ... ولم تحقق إلا الفرقة والتشرذم ... مطلوب من الحكومة أن تكون حساسة تجاه الشعب ... أن تشعر بمعاناة المواطنين ... أن تداوى الأمراض التى تهددهم ... وأن تجد لهم مأوى ... إن رجل الشارع يجب أن يشعر بوجود الحكومة فى حياته ... لا بد أن يشعر الناس أن حياتهم أصبحت أسهل ... وأن مطالبهم باتت فى متناول أيديهم ... أو حتى على مرمى البصر. لن تنجح حكومة الببلاوى بدون رضا الشعب ... كل الشعب ... ولن يرضى عنها المواطن إلا إذا شعر انها تعمل لحسابه ... ولن يكتب لها الاستمرار إلا إذا ربطت مهامها بالناس ... بلقمة العيش ... وزحمة الشوارع ... وانقطاع الكهرباء ... بالاقتصاد المتداعى ... وبالمصانع المتوقفة ... بالأمن العزيز... واستقرار سيناء ... والقبض على كل من يهدد الأمن والأمان ... مهما كان اسمه ... وأتباعه. الناس تريد من الحكومة أن تستعيد مصر ... أن نرى سائحين فى الشوارع ... وأن نستمع إلى الأغانى أكثر من الاستماع إلى هتافات يسقط... يسقط ... الناس وحشها هتاف يعيش يعيش ... ويحيا يحيا. ولو نجحت حكومة الببلاوى فى تلبية مطالب الناس ... فسيدخل كل أعضائها التاريخ من باب خرج منه غيرهم ... وسيسمع رئيس الحكومة من الناس ما يرضيه ... لو هو قدم لهم ما يرضيهم ... ولن يلتفت أحد إلى نوع الحكومة ... وانتماءات أعضائها ... فكما أن الحكومات أنواع ... فالحكومات أيضا حظوظ.