نعترف بأن بشار الأسد يرتكب جريمة عظمي ضد شعبه وبلاده.. وأنه تفوق علي والده حافظ الأسد في جرائمه علي ابناء شمال سوريا.. وإذا كان ضحايا الأب يصل عددهم إلي 20 ألف سوري.. فإن ضحايا الابن طبيب العيون بشار الأسد تتجاوز مئات الألوف.. إذ فقدت سوريا حتي الآن حوالي 200 الف شهيد و250 الف معاق.. وملايين من اللاجئين هربوا من سوريا بما عليهم فقط من ملابس.. وهذا يزيد علي كل من فقدتهم سوريا طوال معاركها علي مدي قرن كامل.. ولكن هذا كله كوم.. وكل ما تنتظره سوريا في الأيام القادمة كوم آخر!! كيف؟! ذلك أن بريطانيا بإيعاذ من أمريكا اقترحت توجيه ضربة عسكرية لسوريا بحجة سقوط ضحايا نتيجة استخدام الأسلحة الكيماوية.. وهذا يذكرنا بما حدث للعراق بالضبط.. وللأسف كان الدكتور محمد البرادعي وقتها هو السلم الذي ركبته أمريكا لكي تدمر العراق.. وهكذا نجحت أمريكا في تدمير الجيش العراقي الذي كان واحداً من أكبر الجيوش في المنطقة رغم ما عاناه خلال 8 سنوات من الحرب ضد إيران من عام 1980 إلي 1988 ثم ما حدث نتيجة جريمته الكبري ضد الكويت في مثل هذه الايام من عام 1990.. ورغم ذلك بقي الجيش العراقي قوياً.. وبقي العراق نفسه متماسكاً كدولة ذات كيان قوي.. وهذا لم يعجب أمريكا التي تخشي دائماً علي إسرائيل وسلامة إسرائيل.. فكان لابد من الاجهاز علي العراق وعلي جيش العراق فتم تمزيق العراق إلي عدة قري وعشائر وقوميات ومذاهب دينية وسياسية، وهكذا خرجت العراق من مجموع القوة العربية.. ضد إسرائيل.. وهذا هدف.. الآن جاء الدور علي سوريا.. وهي بدورها قوة إقليمية عظمي.. حتي قيل لا حرب في المنطقة دون سوريا.. ولا سلام دون مصر.. وتحت دعوي وجود أسلحة كيماوية يمكن أن تتعرض سوريا لضربة من الغرب لا تقل عن ضربة العراق.. ونحن نرفض ذلك بكل قوة.. حتي لو تمت هذه الضربة تحت مظلة مجلس الأمن كما صرح بان كي مون سكرتير عام الأممالمتحدة منذ ساعات في لاهاي بهولندا.. وهذه الضربة تضع مصر وجيشها في موضع شديد الصعوبة والحساسية وكأن المطلوب - الآن - هو الإجهاز علي الجيش المصري بينما هو مشغول بمشاكله الداخلية ضد الارهاب في سيناء.. وضد العنف في كل مصر.. أي أن الهدف هو إجهاد هذا الجيش واستنزاف قوته بمعارك خارجية.. رغم معاركه الداخلية.. وكل ذلك - أيضاً في صالح إسرائيل.. حتي تظل إسرائيل الدولة الوحيدة الآمنة في المنطقة دون وجود من يتصدي لها من أبنائها.. أي من العراق ومن سوريا.. وأخيراً من مصر.. فهل نسمح للغرب بذلك؟ نقول إن هذا هو المخطط الغربي الذي زرع إسرائيل في المنطقة علي أيدي انجلترا.. ثم عاشت علي الدعم الامريكي بعد ذلك، وحتي الآن.. وببساطة هذا المخطط يهدف إلي تقسيم الدول الكبري في المنطقة لتتحول كل دولة إلي عدة دول.. السودان، والعراق، وليبيا، ومصر.. وسوريا.. والسعودية أيضاً.. والمخطط الغربي لتقسيم سوريا.. مخطط قديم.. في البداية تم فصل جبل لبنان عن سوريا ليصبح دولة أخري.. وتم انشاء دويلات أخري صغيرة في سوريا هي حلب ودمشق واللاذقية.. ولكن تحت الضغط الشعبي الموحد لكل الشعب السوري اضطرت الحكومة الفرنسية التي كانت تحكم المنطقة السورية إلي تشكيل حكومة وطنية واحدة برئاسة تاج الدين الحسيني عام 1928 وتشكيل جمعية تأسيسية برئاسة هاشم الاتاسي.. وان سلمت الحكومة الفرنسية - المنتدبة علي سوريا - اقليم أو لواء الإسكندرونة شمال غرب سوريا إلي تركيا عام 1939 ومازال تحت الاحتلال التركي حتي الآن.. ولكن الأهم أن عروبة الشعب السوري أفشلت المخطط الغربي بتقسيم سوريا إلي أربع دول هي دمشق وحلب وجبل العلويين وجبل الدروز، بعد أن فصلت لبنان عن سوريا.. ومن المؤكد أن الضربة العسكرية الغربية المتوقعة سوف تحيي فكرة تقسيم سوريا إلي عدة دويلات بهدف إضعاف خطوط الدفاع العربية ضد إسرائيل.. هنا ننبه إلي خطورة ذلك ليس علي سوريا وحدها.. ولكن علي مصر أيضاً.. وبذلك يتم كسر كماشة الدفاع العربية حول إسرائيل.. وهذا هو الهدف الأكبر للضربة الغربية المتوقعة.. والوقت الحالي .. وظروف مصر.. وأحلام تركيا في سوريا كلها يجب أن توضع أمام عيون كل العرب.. لأن سوريا ليست هي الهدف الأبعد.. بل هم كل العرب.. وكل الدول العربية..