محمد البلتاجي الذي يُعدُّ رمزًا من رموز الإخوان المسلمين بمصر, ولد في العام 1963 في مدينة كفر الدوار بمحافظة البحيرة، ويقيم في شبرا الخيمة، متزوج وله خمسة أولاد تعرف على دعوة تنظيم الإخوان المسلمين في أول المرحلة الثانوية بالإسكندرية سنة 1977م. وقد أمرت النيابة العامة في أغسطس 2013 بضبطه وإحضاره على خلفية اتهامات وبلاغات مقدمة بتعذيب عدد من المواطنين المعارضين لتنظيم جماعة الإخوان المسلمين في اعتصامه بمنطقة رابعة العدوية؛ للمطالبة بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي, كما له فيديو شهير يربط فيه بين توقف الهجمات في سيناء وقرنها بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي . واستمر البلتاجي في شحن أنصار جماعة الإخوان للتظاهر ضد الجيش المصري، وضد كافة تيارات الشعب المصري التي خرجت في 30 يونيو تنادي بإسقاط رئيس الإخوان محمد مرسي، فهو لم يكن إلا رئيسًا لجماعته فقط وليس للمصريين، ولما تحقق للمصريين حلمهم في إزاحة من لا يرونه يمثلهم. وقد اتجهت الجماعة إلى انتهاج العنف كأسلوب لعودة رئيسهم المعزول بواسطة الشعب المصري، ولما تساقطت قيادات الجماعة بقي البلتاجي مختبئًا يحرض أنصاره عن طريق الفيديوهات التي تذيعها له قناة الجزيرة القطرية على التظاهر ويحرضهم علي العنف، ومهاجمة المعارضين له بلغة لم تعرفها السياسة المصرية قبل ذلك بل وصل به التحريض إلى اتهام الجيش المصري بتدبير حاثة قتل جنود رفح0 ويعتبر البلتاجي السبب الرئيسي في سقوط وانتهاء تنظيم جماعة الإخوان المسلمين بعد ثمانين عامًا عاشتها الجماعة على أمل الوصول إلى حكم مصر، لتذهب هذه الآمال هباءً منثورًا عبر أفكاره التحريضية وتحريضه الدائم على الصدام مع كافة مؤسسات الدولة مرتديًا عباءة سيد قطب ملهم تنظيم جماعة الإخوان المسلمين الذي انتهي به الأمر بالإعدام شنقًا . وظن البلتاجي أنه سيظل بعيدًا عن يد العدالة، ولكن عين رجال الشرطة في مصر لا تنام ولا تغفل وضيقت الخناق على البلتاجي، ومن معه من قيادات أخرى إلى أن حانت لحظة سقوطه اليوم الخميس في يد رجال الشرطة في مدينة أبي النمرس التابعة لمحافظة الجيزة قبل مظاهرات دعا إليها هو بنفسه، ولعل سقوطه سوف يؤثر تأثيرًا شديدًا على هذه المظاهرات بالسلب، وقد يؤدي إلى عدم خروجها من الأساس. والجدير بالذكر, أن البلتاجي ظهر في آخر فيديو له نشرته قناة الجزيرة موجهًا رسالة إلى أسرته وأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي عبر قناة الجزيرة مباشر مصر، رثا فيها موت ابنته أسماء، وطالب أنصار مرسي بالصبر والصمود، كما تحدث عن احتجاز ابنه عمار، الذي تم الإفراج عنه في اليوم نفسه بعد ساعات من القبض عليه، مما يعني أن رسالة البلتاجي تم تسجيلها فى ذلك اليوم قبل الإفراج عن عمار. وقال البلتاجي في الفيديو:"أذكركم بأن اليأس ليس من شيم المؤمنين، بل الثقة في وعد ونصر الله في الدنيا قبل الآخرة، "أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا".. هذا موعدكم ثقوا في وعد الله تبارك، كونوا كما كان موسى عليه السلام أمام طغيان الفرعون، فالدنيا كلها ضدكم من أمن الدولة والقضاء والجيش والإعلام والدولة والصهاينة والأمريكان وأوروبيين ومخابرات وجيش والنيابة، الجميع ضدكم، لكن تذكرون ما قاله موسى حينما قالوا له إنا لمدركون، قال لهم:"كلا إن معي ربي سيهدين" وليكن هذا شعاركم جميعًا نثق في وعد الله". واختتم البلتاجى رسالته بالقول:" أذكرك أخي الحبيب وأخي الغالي أني في حاجة لأرائك وعمق تحليلاتك، وأكرر كلماتك التي كتبتها في رثاء أختك على حافة الخلود: قد كنت أمل أن أكون لي الفداء مما ألم فكنت أنت فدائيًا، أقول لأسماء ولعمار قد كنت أمل أن أكون لكما الفداء مما ألم فكنتما أنتما فدائي وتلقى البعداء بعد مودة صعب فكيف تفرق القرباء أدعو الله أن يربط على قلب أمكم وأن يثبت أخوتكم وابشروا والله لا أدمع حزنًا ولا وهنًا ولا ضعفًا ولكن فرحًا بموعود الله. السؤال الذي يطرح نفسه، ماذا لو كان البلتاجي يعلم أن هذا الفيديو هو الأخير له قبل القبض عليه، ترى هل كانت كلماته ستتغير؟.