الجرام يسجل 4114 جنيها.. أسعار الذهب اليوم الإثنين 23 يونيو بالصاغة بعد الانخفاض الكبير    نيويورك تايمز: خامنئي في مخبأ سري والاتصال به برسائل مكتوبة    السعودية تؤكد وقوفها بجانب سوريا وتدين هجوما استهدف كنيسة في دمشق    ترتيب مجموعة الهلال السعودي بعد التعادل مع سالزبورج في كأس العالم للأندية    موعد مباراة بورتو والأهلي في كأس العالم للأندية والقناة الناقلة    مانشستر سيتي و"السيدة العجوز" إلى دور ال16.. وخروج عربي من مونديال الأندية    تشكيل بورتو المتوقع أمام الأهلي في كأس العالم للأندية    «خليتوا اللي ما يسواش يتكلم».. المنيسي يلوم على لاعبي الأهلي بعد تصريحات ميدو    شديد الحرارة وارتفاع نسبة الرطوبة.. بيان هام من الأرصاد يحذر من طقس اليوم «المحسوسة 41 درجة»    مصرع شخصين غرقا في الوادي الجديد    روبي بعد تصدر "ليه بيداري" الترند مجددًا: الجمهور بيحبها كأنها لسه نازلة امبارح!    أحمد الفيشاوي يعلن قراره المفاجئ: "عايز أعيش لوحدي.. كفاية خمس مرات"!    مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يصف الحفر الناجمة عن القصف الأمريكي لموقع فوردو الإيراني    دونجا: أداء الأهلي في كأس العالم للأندية سيئ.. والفريق يلعب بطريقة غير واضحة مع ريبيرو    التعليم: وصلنا لمرحلة من التكنولوجيا المرعبة في وسائل الغش بامتحانات الثانوية العامة    جمال عبد الحميد: كنت أتمنى بقاء الرمادي في تدريب الزمالك    أكسيوس نقلا عن مسؤول أمريكي: ويتكوف أكد لعراقجي أن واشنطن تريد الحل الدبلوماسي    نانسي عجرم تُشعل مهرجان موازين في المغرب بعودة مُبهرة بعد سنوات من الغياب    ثورة «الأزهرى».. كواليس غضب الوزير من مشاهير الأئمة.. وضغوط من "جميع الاتجاهات" لإلغاء قرارات النقل.. الأوقاف تنهى عصر التوازنات وتستعيد سلطاتها فى ضبط الدعوة    85% حد أدنى للشهادات المعادلة.. تنسيق برنامج تكنولوجيا تصنيع الملابس 2025    تنسيق الجامعات 2025.. كل ما تريد معرفته عن هندسة حلوان لطلاب الثانوية    «أكسيوس»: الهجوم على إيران كان عملية ترامب وليس البنتاجون    وزير الخارجية الإيراني يصل إلى موسكو للتشاور مع بوتين    طبيبة كفر الدوار تطعن على حكم إيقافها 6 أشهر في قضية إفشاء أسرار المرضى    مأساة في البحيرة.. طفلان خرجا للهروب من حرارة الصيف فعادا جثتين هامدتين    إصابة 5 أشخاص في حادث انقلاب ميكروباص بالصف    فاتورة التصعيد الإسرائيلى- الإيرانى.. اشتعال أسعار الطاقة وارتباك الأسواق واهتزاز استقرار الاقتصاد العربى.. توقعات بزيادة التضخم مجددا فى الأسواق الناشئة وإضراب في سلاسل الإمداد    رئيس «كهرباء القناة» يتابع سير العمل بمركز إصدار الفواتير وإدارة الأزمات    برواتب تصل إلى 13 ألف جنيه.. وزارة العمل تعلن عن وظائف جديدة للشباب    بالصور.. خطوبة نجل سامي العدل بحضور الأهل والأصدقاء    حقيقة تحديد 4 نوفمبر المقبل موعدا لافتتاح المتحف المصري الكبير    الأزهر للفتوى يحذر من الغش في الامتحانات: المُعاونة على الإثم إثم وشراكة في الجريمة    ما حكم تسمية المولود باسم من أسماء الله الحسنى؟.. أمين الفتوى يجيب    الدكتور علي جمعة: المواطنة هي الصيغة الأكثر عدلًا في مجتمع متعدد العقائد    بالأرقام.. ممثل منظمة الصحة العالمية: 50% من حالات السرطان يمكن الوقاية منها    نيللي كريم تكشف عن مواصفات فتى أحلامها المستقبلي (فيديو)    «الخدمات الطبية» تقدم فحصًا طبيًا ل312 حالة من العاملين بكهرباء جنوب القاهرة    تفاصيل القبض علي المتهم بقتل زوجته بعلقة موت في الدقهلية    رئاسة حى غرب المنصورة تواصل حملاتها المكبرة لرفع الإشغالات والتعديات على حرم الطريق    إصابة 6 أشخاص خلال مشاجرة ب الأسلحة البيضاء في المنوفية    وشهد شاهد من أهله .. شفيق طلبَ وساطة تل أبيب لدى واشنطن لإعلان فوزه أمام الرئيس مرسي!    «الشيوخ» ينتقد أوضاع كليات التربية.. ووزير التعليم العالى: لسنا بعيدين عن الموجود بالخارج    اعتماد نتيجة امتحانات الترم الثاني لمعاهد "رعاية" التمريضية بالأقصر.. تعرف على الأوائل    محافظ كفر الشيخ يشيد بحملات طرق الأبواب بالقرى لنشر خدمات الصحة الإنجابية    موعد افتتاح المتحف المصري الكبير    مندوب إيران بمجلس الأمن: أمريكا الوحيدة تاريخيا من استخدمت أسلحة نووية    لا تسمح لأحد بفرض رأيه عليك.. حظ برج الدلو اليوم 23 يونيو    18 يوليو.. هاني شاكر يلتقي جمهوره على مسرح البالون في حفل غنائي جديد    كورتوا ينتقد أسينسيو: كرر نفس الخطأ مرتين.. وعليه أن يكون أكثر ذكاءً    جامعة جزيرة الأمير إدوارد بالقاهرة تحتفل بتخريج دفعتها الرابعة لعام 2024/2025    ملخص وأهداف مباراة ريال مدريد ضد باتشوكا فى كأس العالم للأندية    سيناتور أمريكي: إدارة ترامب تكذب على الشعب الأمريكي    بعد ارتفاعه رسميًا.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 23 يونيو 2025    سعر الطماطم والبصل والخضار في الأسواق اليوم الاثنين 23 يونيو 2025    تقديم الخدمات الطبية ل1338 مواطناً فى قافلة مجانية بدسوق في كفر الشيخ    وداعًا لأرق الصيف.. 4 أعشاب تقضي على الأرق وتهدئ الأعصاب    هل يُغسل المتوفى المصاب بالحروق أم له رخصة شرعية بعدم تغسيله؟.. الإفتاء تجيب    محمد علي مهاجمًا محمد حسان بسبب إقامة عزاء لوالدته: تراجع عن ما أفتيت به الناس في الماضي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«مومياوات طُرة».. الزيارة بجنيه
نشر في الوفد يوم 05 - 06 - 2011


المعروف عن سيكولوجية اللص، أو هكذا تخيَّلتُ، أنه:
حذِرٌ يتخفَّى من أسباب اكتشافه ويتحاشى الظهور لئلا يكون مُريبًا ومثيرًا للشكوك.. طيّبٌ إذا تحسَّستَ فيه إنسانيتَه الضامرة.. ظريف مثل أحمد مظهر وعادل إمام.. قنوعٌ إذا وجد ما يكفيه من السرقة، بمنطق "خبطة العمر وبعدها أتوب".. حارسٌ يقظ لما يُؤتمَن عليه، تحقيقًا لمثل شعبي مصري لا يُعمل به كثيرًا، "مِن آمْنك لم تخونُه ولو كنت خاين".. نادمٌ غيرُ جحود إذا توفرت البيئة التي تنمّي فيه هذه المواهب.. رقيقُ القلب وشهمٌ لو صادف مسكينًا أكثر منه مسكنة.. فاشلٌ في تحقيق ذاته في الحياة، لذا يحاول أن يحقق نصرًا في منطقة أخرى من العالم.. يتميز بالنبل والترفع عن أكل "الميتة أو شبه الميتة"، ويمكنك التعرف على هذا المصطلح بالنظر لأي وجه مصري ممن هم تحت خط الحياة.. عبيد عند عصابتهم لا يُرزقون..
كانت هذه تصوّراتي عن اللص، لكنني استيقظتُ من نومي صباحًا لأرى كل هذه التصورات محض خيال وأمنيات، تنهار كلها حين أكتشف نوعًا جديدًا من اللصوص، ليسوا ظرفاء ولا طيبين ولا يتمتعون بأي نٌبل، إنساني أو حيواني، إذ إنني كنت أوقن فيما مضى أن بداخل كل لص إنسانًا مشوّهًا، يحاول أن يداري هذا التشوّه الذي أصابه كلما وجد الفرصة سانحة أمامه.
أمَّا أن يصل التشويه إلى حدٍّ يصبح تركيبة إجرامية فطرية متكاملة تسبب لصاحبها متعة وتباهيا، بدلا من أن تكون جزءًا من معاناته وعيبًا يخفيه عن البشر، فهذا هو ما تميز به لصوص مصر، في مزرعة طرة وخارجها..
لصوص ليسوا حذرين بالمرة بل إن وشوشهم مكشوفة.. يظهرون على الناس في شاشات التليفزيون ويعامَلون كنجوم هوليود.. أسياد مبهرون في أزيائهم المنمقة.. جشعون لدرجة مَرضيَّة تحتاج إلى استئصال اليد والقلب واللسان.. لا يثيرون شفقتك كسعيد مهران في رواية محفوظ، لكنهم يثيرون فيك غريزة القرَف، وما يزيدك قرفًا هؤلاء الذين يحمونهم من خارج الأسوار، حُرََّاس الحرامية، الساهرون على راحتهم وإطعامهم من أفخم الفنادق.. ولصوصنا غير نادمين على شيء، لأنهم "لا يخطئون"، ولأن التاريخ، والتاريخ فقط، "هو الذي يعرف إنجازاتهم في تحسين أوضاع الشعب المصري"، هذا الشعب "ابن النمرود".
لصوص طرة، غير الأعزاء، فُرجة نادرة ولا في الأحلام، ولا بد من الانتفاع بهذه الندرة التي وصلوا إليها، لذا شغلني التفكير في كيفية استثمارهم، مثلما يستثمر علماء الأرض مكتشفاتهم من الهياكل العظمية والحفائر التي تزودهم بمعلومات عن عصر من عصور التاريخ المبهمة..
وتوصَّلت إلى هذا الاقتراح لاستثمار مجرمي طرة.. فماذا سيحدث لو جعلنا من طرة متحفًا كبيرًا، بدلا من المتحف الكبير، الذي شحتنا عليه من طوب الأرض لنبنيه بجوار الأهرامات؟
ستكون الواجهة حاملة لصور العصابة ورئيسهم، لو دخل المزرعة، ويُبنى لكل مجرمٍ من رواد وقاطني المكان علبة زجاجية متسعة لكي يتمشَّى فيها على راحته، على أن نجعل الأرضية من الخشب، حتى لا تزعج طرقات أحذية زائري المكان آذان الحفائر.
وكل علبة زجاجية قد تتحول بعد آلاف السنين إلى مقابر هرمية لدفن المومياء، اللص سابقًا، والتي عاشت في مصر بالقرنين العشرين والحادي والعشرين، ولن ننسى أن نغطي منطقة "طرة" بأنظمة مراقبة دقيقة، لتمنع لصوص المومياوات من السطو على تاريخنا التليد.. أنظمة مراقبة لا تتعطل مثل تلك التي تعطلت في متحف محمد محمود خليل في بدايات القرن الحادي والعشرين وتحديدا في أغسطس 2010، مما أسفر عن سرقة لوحة "زهرة الخشخاش" للفنان الهولندي العالمي فان جوخ، الذي عاش في القرن التاسع عشر.
وأرجو أن أُطمئن زائر "طرة" إلى أنه لن يتكلف في زيارته إلا جنيها واحدًا، ويمكنه اصطحاب كاميرا شخصية لالتقاط صور مع مومياواتنا اللصوص للذكرى، بالإضافة إلى أن هذه الزيارة ستكون في ميزان حسنات الزائر يوم القيامة، حيث إنه بهذا الجنيه سيسهم في "إنْ عاش الاقتصاد المصري".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.