مع اقتراب نهاية مسلسل انهيار جماعة الإخوان المسلمين التى عاثت فى مصر فساداً لأكثر من 80 عاماً، بدأت الجماعة فى الكشف عن وجهها الحقيقى فى الساعات الأخيرة لها فى عمر مصر فبعد أن قامت الإرادة الشعبية بلفظ الإخوان ورئيسهم خارج أسوار القصر الرئاسى، قامت الجماعة بتقديم نماذج فى العنف واللاسلمية للمطالبة بعودة الرئيس المعزول لتعلن بذلك عن بداية الحرب الأهلية فى مصر أسوة بشعار مبارك أنا أو الفوضى، الذى حذت الجماعة حذوه وقررت إشراك الجيش والشعب فى حالة حرب أهلية دائمة للضغط على مؤسسات الدولة حتى ترضخ لمطالبهم بحلم العودة للحكم الإخوانى مرة أخرى والذى يفشل مع كل خطوة تخطوها الجماعة أمام إرادة الشعب والقوات المسلحة. بدأ سيناريو الفوضى المنظمة تحت رعاية الإخوان ومن عاونهم من التيارات السلفية من خلال منصة اعتصام رابعة العدوية، وخرج علينا أشكال والوان من فتاوى الدعوة للجهاد على ألسنة شيوخ طالت لحاهم حتى صدورهم ونسوا مبادئ الإسلام القائمة على الرحمة والتسامح وزرعوا فى قلوب وعقول شباب الجماعة الفكر المنادى بالجهاد ضد كل من نزل فى الشوارع والميادين فى مظاهرات 30 يونية التى أسقطت الإخوان، ومن بعدها تكررت الاشتباكات بين أعضاء التنظيم والأمن فى الميادين العامة وذاعت الأخبار عن الحرائق والتفجيرات فى كل محافظات مصر لإرهاب الشعب والمطالبة بعودة الرئيس المعزول وكأنها هى المخرج الوحيد من حالة العنف السائدة والطريق للاستقرار. والأمر المثير للانتباه منذ بداية الأحداث هو اشتعال نيران الحرب الأهلية كلما خرج علينا قيادات الجماعة فى وسائل الإعلام أو على منصة رابعة مسبقاً للتنديد بأحداث العنف كما حدث أمام مقر الحرس الجمهورى, فبعدها مباشرة تبدأ مواجهات جديدة فى مكان آخر ويسقط خلالها ضحايا جدد، والتفسير الوحيد لهذا الأمر هو أنه لم يكن سوى محاولات يائسة لاستجداء تعاطف المصريين مع موقفهم، وناحية أخرى ستار لممارسة أعمال عنف أخرى حيث تقوم القيادات بدفع الشباب للنزول مرة أخرى وتودى بهم الى مواجهات مباشرة مع قوات الأمن وتصر على تحدى قرارات الدولة. وفى كل مرة تفشل فيها خطوات الإخوان لإشعال الموقف مرة أخرى، تظهر طريقة جديدة للضغط على الدولة بورقة الحشد والمسيرات والتى لم تعد تجدى نفعاً مع الشعب المصرى وأدرك الشعب هذه الافتراءات والتى كانت نهايتها فى مظاهرات الجمعة الماضية والتى دعت جماعة الإخوان المسلمين لها تحت عنوان جمعة «الشهداء» حيث أثبتت بالدليل ضعف موقف الجماعة وفشلها فى تحويل إراداة الشعب إلى تأييدهم مرة أخرى أو حتى التعاطف معها. بل على العكس تحول الموقف الآن إلى عداء شعبى للجماعة وظهر ذلك جلياً من خلال الاشتباكات التى دارت بين عناصر التنظيم والأهالي في مسيرات شبرا والدقي والزيتون والقطامية والعمرانية، بعد أن تسببت مسيراتهم في تعطيل المرور وتوقف الطرق بالرغم من عدم قدرة التنظيم على الحشد بالشكل المعهود بعد تخلى العديد من المؤيدين عنها بعدما انكشف موقفها فى فرض سطوتها على الشعب بالعنف واستخدام السلاح والهتافات ضد الجيش والمعارضة وسبهم علناً فى مسيراتهم والذى رفضه الأهالى من خلال رفع الأحذية فى وجه المتظاهرين والهتاف للجيش. وكانت آخر المحاولات التى دعت لها الإخوان عندما أعلنت حملة تحت عنوان «هنكسر السكوت.. بطريقتنا» عبر صفحتها على الفيس بوك عن الخروج في شرف منازلهم وعمل ضجة لمدة ربع ساعة على أواني الطهي «الحلل» وذلك اعتراضا على ما أسموه بالانقلاب العسكرى وتضامناً مع المعتقلين ولكنها أيضاً باءت بالفشل ولم تلق أى ترحيب من الشعب أو تعاطف مع الجماعة. عبد الغفار شكر، رئيس حزب التحالف الشعبى والقيادى بجبهة الإنقاذ, أكد أن الفوضى التى تمارسها جماعة الإخوان المسلمين فى الشارع الآن هى نتيجة تحول أعضاء الجماعة عن مواجهة أفراد الأمن من الشرطة والجيش الى عداء الشعب نفسه وذلك بعد أن ادركوا تماماً صعوبة الوقوف أمام القوات المسلحة مما دفعهم للعمل على التأثير على الشعب المصرى من خلال المسيرات والوقفات التى تنظمها الجماعة والتى لن تجدى نفعاً مع المواطنين طالما لم يتوقف العنف السائد فى تصرفات وسلوكيات أعضاء الإخوان. واضاف شكر أن على الجماعة أن تدرك أنها الآن مرفوضة من الكل وإذا أرادوا ان يعودوا الى الصف مرة أخرى،يجب عليهم أن يعيدوا النظر فى كل شىء يخص الجماعة للتمهيد لعودتها مرة أخرى وتقديمها بشكل جديد للشعب بداية من أفكار وتوجهات أفرادها الى الهيكل التنظيمى لها وقبل كل ذلك العمل على تطهيرها من القيادات التى تلوثت أيديها بالدماء وورطت أعضاءها فى حرب مع كافة عناصر الدولة، وانتخاب قيادات جديدة قادرة على إعادة الجماعة للمسار الصحيح والتأكيد على التزامها بالعمل السياسى السلمى، كل ذلك يجب أن يحدث قبل أن ينادوا بالمصالحة. وأكد القيادى بجبهة الإنقاذ رفضه التام لفكرة الجلوس مع القيادات الحالية للجماعة طالما لم يحدث لها تغيير كامل, مؤكداً ضرورة إجراء مصالحة وطنية فى المستقبل ولكن المصالحة يجب ان تكون مع أشخاص جديرين بتحمل مسئولية المشاركة فى العمل السياسى فى الفترة المقبلة. واستكمل شكر حديثه مؤكداً على انه مهما كانت محاولات جر مصر لحرب أهلية لن يكون هناك رجوع عن خارطة الطريق ولا بديل عن تنفيذها بكل خطواتها لأنها السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الراهنة، حيث تقوم القوات المسلحة بدورها فى حماية المدنيين فى مصر وتأمين الأوضاع بالتوازى مع دور الحكومة ومؤسسة الرئاسة فى تعديل الدستور وإجراء انتخابات مجلسى الشعب والشورى وبعدها يمكن لنا إجراء انتخابات رئاسية لاستكمال الهيكل الرئيسى للدولة.