دعت الداعية الإسلامية هدى الكاشف - أستاذ القرآن الكريم وعضو المجمع العلمى لبحوث القرآن والسنة - إلى تخصيص جزء من الأموال التى تنفق على مقاومة الجريمة والإرهاب فى تغيير الخطاب الدينى حتى يتم على أساس متطلبات العصر وأدواته وحاجات وضروريات المسلم فيه. وأكدت الكاشف أنه على الداعية أن يراعى مقتضى حال من يدعوهم فلا يدعوهم فى وقت لا يحبون الاستماع فيه، وأن لا يطيل عليهم دعوته فى وقت يقتضى الإيجاز فلكل مقام مقال حتى لا يملوا الدعوة بسببه. وأكدت الكاشف أنه على الداعية أن يراعى المناسبه التى يتكلم فيها، وكذلك مراعاة حال المخاطبين فلا نجد من يوبخ المصلين على ترك الصلاة وهم أمامه يصلون، وكذلك فلا يدعوهم إلى فضيلة هم عليها ولا ينهاهم عن رذيلة هى أبعد ما تكون عنهم، فيجد فى ريف مصر من ينهى أهله عن الخروج للمصايف وهم لا يعرفون لهذا سبيل أو من ينهى فقراء عن عدم إخراج ذكاة المال وكنز المال والذهب . وأكدت الكاشف على عدم وجود تعارض بين العلم والمعرفة مستشهدة بقوله تعالى ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)، فالعبادة بمفهومها هنا لا تعنى إقامة الشعائر الدينية فقط؛ ولكن بمفهومها الواسع فتشمل كل عمل يقوم به الإنسان دينيًا أو دنيويًا بقصد وجه الله ونفع الناس ودفع الأذى عنهم، وحتى يتم ترسيخ هذا فى عقول البشر يجب أن يكون السبيل إلى الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة كما قال المولى عز وجل ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن ). وأشارت "الكاشف" إلى أن طريق الدعوة يحتاج إلى الصبر فسبحانه القائل لحبيبه المصطفى ( واصبر وما صبرك إلا بالله ) فنجده صلى الله عليه وسلم صبر على كفار قريش ثلاثة عشر عامًا فى مكة يدعوهم وهم يأذوه وأصحابه، ويصبر عليهم حتى أنه كان يصلى إلى جوار الكعبة وحولها وفوقها الأصنام، وحتى بعد هجرته أدى عمرة القضاء والأصنام على حالها ولم يحاول هدم صنم؛ ذلك لإن أوان هدمها لم يأتِ، وصبره على أهل الطائف الذين أذوه أشد الإيذاء ورفض هلاكهم من قبل ملك الجبال، مؤكدة أن هذا من حكمة الدعوة التى يجب أن يتعلمها الداعية. وقالت الكاشف:" إن مقاصد الشريعة الإسلامية حفظ النفس والدين والمال والنسل، كما أن هذه هى حقوق الإنسان العامة التى ينادى بها العصر الحديث، وإذا كان الإنسان فى حاجة إلى حفظ نفسه وحمايتها فإن حاجته إلى حفظ عقله لا تقل أهمية؛ لإنه بعقله يدرك الحقائق، ويتدبر الأمور ثم يأتى بالتبعية حفظ الدين والمال والنسل". وتابعت: كما أن حفظ النفس والعقل يتطلب العيش بكرامة لكل إنسان فقال تعالى ( ولقد كرمنا بنى آدم ) بلا استثناء بصرف النظر عن أجناسهم وألوانهم ومعتقداتهم، وهذا حق وهبه المولى عز وجل لكل إنسان، وبذلك يكون المتعدى عليه متعديًا على حقه عز وجل فى حمايته لخلقه.