الأحداث المؤسفة، التي وقعت في الأيام القليلة الماضية، سواء من القتل أو الترويع أو قطع الطرق أو حرق الكنائس والمتاجر لإخوتنا الاقباط، بل واكثر من هذا، فقد تم قتل العديد من رجال الشرطة والجيش والتمثيل بجثثهم. مثل هذه الافعال لا يتصور أن تصدر من البني آدميين، إنما يمكن ان تصدر عن الشياطين. الذي اطلق علي الاخوان المسلمين عبارة الخرفان اخطأ في التعبير لمجرد تشبههم بالخرفان. الخرفان قد تتناطح مع بعضها البعض وربما تصيب بعضها. ولكن التناطح بين الخرفان لا يمكن ان يصل الي حد قتل الخراف بعضها البعض. وربما الذي اطلق هذا التعبير علي الإخوان كان يقصد منه انهم يساقون كالخراف بلا تبصر ولا بصيرة لانهم يتبعون كبشهم الأكبر في مسيرته والسير علي نهجه دون تفكير أو حتي النظر الي الطريق ونهايته. قطيع الخراف الذي يقوده الكبش الكبير هو منساق وراء هذا الكبش حتي لو قاده الي الهاوية ومات هو ومن معه من الخراف. لقد سبق لي اثناء عملي القضائي والقانوني، ان شاهدت وعاصرت عتاة المجرمين المتأصل فيهم الاجرام. ولكن لم اشاهد او اقرأ عن جرائم بشعة طوال فترة عملي مثل الجرائم التي ارتكبت في الايام القليلة الماضية. وعلي سبيل المثال إلقاء الأحياء من الأدوار العليا ليقتلوا أو سحل المشتبه فيهم وتقطيع أياديهم ثم صلبهم بحجة تنفيذ حد الحرابة فيهم، وكذا القتل ثم حرق الجثث والتمثيل بها أو إلقاء أحشائها لتنهشها الكلاب والضواري. كل هذه الجرائم البشعة لا تصدر أبداً عن انسان ولكنها تصدر عن الشياطين. أرجو ألا يفهم من كلامي هذا أني أقصد منه كل الإخوان المسلمين أو التيار الديني بصفة عامة. فهناك الكثير من هؤلاء – وأنا أعرف أشخاصاً عديدين منهم – مسلمون حقا ويؤمنون بالله صدقا ويعرفون الفارق بين الحرام والحلال والحق والباطل. ولكن ما قصدته، هؤلاء الشباب المغيب، الذي تم غسيل مخه وجعله منقادا، إلي حد أنه لا يناقش ولا يحاول أن يفهم. غالبية الإخوان المسلمين قد تربوا علي قسم السمع والطاعة لا أكثر ولا أقل، فكل دورهم هو أن يسمعوا ويطيعوا بلا أدني تفكير أو تدبير. هؤلاء المضللون الضالون المغلوبون علي أمرهم والمغيبون عن الحياة هم الضحية التي يلقي بها قادة الإخوان إلي التهلكة، لدرجة أن البعض منهم يذهب الي التظاهر أو الاعتصام وهو يعلم أنه معرض للقتل ولا يبالي، بل ويسعي لأن يقتل، دون أن يحاول دفع القتل عن نفسه، متصورا أنه بذلك سينال الشهادة ويدخل الجنة كما قيل له. هؤلاء هم فعلا الضحية لزمرة من المضللين، الذين استطاعوا أن يجندوا أمثال هؤلاء المغيبين لتنفيذ مخططهم وأغراضهم. المذبحة التي وقعت يوم الاثنين الماضي وراح ضحيتها 24 مجنداً في منطقة العريش مأساة حقيقية، لأن هؤلاء الشباب قد أنهوا فترة تجنيدهم وكانوا في طريقهم الي ذويهم ليسعدوا بحياتهم وصحبة أسرهم. ما ذنب هؤلاء الابرياء الذين أنهوا خدمتهم العسكرية وهم في طريقهم الي مساكنهم. لماذا يحرمون من الحياة ويقتلون هكذا كالذبائح؟؟ الجيش المصري يحاول منذ فترة القضاء علي الارهابيين في سيناء والبادي أن المسألة ليست سهلة لأن الارهابيين يختبئون في الجبال كالجرذان في الجحور والكهوف ولا يراهم أحد. تماما كما حدث ويحدث في اليمن، فالإرهابيون في حرب دائرة مع الجيش اليمني منذ سنوات ولاتزال الحرب مستعرة حتي يومنا هذا. والسؤال الآن، من أين جاء هؤلاء الارهابيون والجهاديون ورجال القاعدة والحمساويون الي سيناء؟؟ كيف جاءوا واستوطنوا هناك؟؟ هل الرئيس السابق هو الذي دعاهم وشجع توطنهم هناك حتي يكونوا خط دفاع ثانياً له أمام الجيش المصري؟؟ الجميع يعلم أن الرئيس السابق مرسي قد أصدر قرارات عديدة بالإفراج عن الجهاديين والمعتقلين في مصر، كما سمح بحضور البعض منهم من أفغانستان وباكستان، كما وافق علي دخول أعضاء حماس إلي سيناء ومصر ومنح بعضهم الجنسية المصرية. إذا صح هذا، فسيكون الرئيس السابق مرسي قد ارتكب جرما كبيرا في حق هذا الوطن ولابد من محاسبته عليه. (لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس) قالها الزعيم الكبير سعد زغلول، حين كان يناضل ويقاتل في سبيل استقلال مصر عن الاحتلال الإنجليزي، وها نحن الآن نعيد ترديدها في دفاعنا ونضالنا، ضد احتلال مصر من جماعة تريد محو الهوية المصرية وإعادة البلاد مئات السنين للوراء، بل وتقسيمها والقضاء علي هويتها. لقد كتب علينا القتال في سبيل بلدنا ووطننا وشعبنا، وسننتصر بإذن الله، بإرادة هذا الشعب، وجسارة هذا الجيش، ووطنية رجال الشرطة. عاشت مصر حرة مستقلة.