برغم كرهي الشديد لمحمد البلتاجي الذي يطلق عليه الكثيرون «لمبي» الإخوان، وبرغم أني أتخيل الشيطان متجسداً في صورته الكريهة وأحاديثه التي تحفل بكل حقد وكراهية وتحريض علي القتل والحرق والدمار وبرغم علمي أن هذا الشيطان تسبب هو وباقي زملاؤه من تجار الدم والدين في قتل المئات من ضحاياهم من المخطوفين ذهنياً - حسب وصف البيان الأمني للداخلية. برغم كل ذلك ويشهد الله أن قلبي انفطر حزناً على رحيل أسماء البلتاجي بنت السفاح الشهير محمد البلتاجي، فعلى الرغم من كل جرائم أبيها، إلا أنني تخيلت هذه الفتاة المسكينة والتي لم يتعد عمرها السبعة عشر ربيعاً بمثابة ابنتي، أو ابنة أي أحد فيكم.. وشعرت بأن هذه الفتاة الصغيرة هي ضحية لأبيها ذلك السفاح الذي استحل الدماء وعذب الأبرياء في سلخانة رابعة العدوية ونهضة مصر حتى أني لا أتخيل الرجل إلا في صورة دراكولا مصاص الدماء بأنيابه البارزة والدم يسيل من فمه، فما ارتكبه الرجل ومعه صفوت حجازي وعصام العريان وباقي المتحدثين الرسميين باسم الشيطان هو جريمة خيانة عظمى بكل ما تعنيه الكلمة من معان.. لم يترك معنى أو رمزاً إلا ولوثوه من الجيش العظيم الذي حاولوا زرع الفتنة بين رجاله بتقديم مجموعة من «الكومبارس» على منصة رابعة على أنهم ضباط جيش وجنود ويعدمونهم على أنهم منشقون عن الجيش المصري وحتى القضاء وشيخ الأزهر رائد الاستنارة في العالم الإسلامي، مروراً بالفريق أول عبد الفتاح السيسي الذي منحوه أعظم وسام في العالم بسبه كل دقيقة وثانية من أعلى منصتهم حتى احترفت الكذب والتضليل!! ومع كل هذه الجرائم التي ارتكبوها - ومازال يرتكبها - السفاح بلتاجي إلا أنني لم أكن أتمنى أبداً أن يبتليه الله في ابنته الصغيرة التي لا ذنب لها إلا لأنها ولدت كابنة لإنسان بلا ذمة ولا ضمير ولا دين.. ضللها كما ضلل الآلاف، وحرضها كما حرض الآلاف، حتى أصبح الموت عند هؤلاء أولى من الحياة والغريب في الأمر أن الإنسان يكون أقرب ما يكون لربه عند لحظات الموت، وخاصة اذا ما كان المتوفي حبيباً ومقرباً للنفس، فما بالكم بمن فقد ابنته أغلى وأعز ما لديه. كنت أتصور أن الرجل أن الرجل سيعود الى بشريته وإنسانيته المفقودة أمام هذا الحدث الجلل، فلا واعظ للإنسان أكبر من عظة الموت، ومع كل هذا فوجئت بالرجل يقف ناعياً ابنته الحبيب وهو يواصل كذبه وتضليله ويقول إن اسماء صعدت للسماء من أجل الشرعية ومن أجل كرامة الوطن المسلوب!! خسئت يا رجل حتى أمام جلال الموت وفقدان أعز الأحباب لا تتخلى عن وحشيتك وكذبك وتضليلك، اعلم والله أيها السفاح أن اسماء ابنتك هى أول ضحاياك وذنبها في رقبتك ورغم علمي أنها لن تكون الأخيرة، لأنك كل يوم جديد تدفع المضللين والمعتوهين من أنصاركم للموت طمعاً في الشهادة المزيفة، برغم تأكدي من عدم وجود الإنسانية والرحمة عند أمثالك من قتلة الشعب إلا أن حزني على «أسماء» وكل أمثالها يدمي قلبي، فلا سامح الله أمثالك من تجار الدين وتجار الدم وحسبنا الله ونعم الوكيل.