تمرض مصر ولا تموت، نمر بظروف لا نتمناها لأحد من أشقائنا، ولكن قدرنا نعيشها، وسنخرج منها بحول الله أكثر قوة، بعد أن نجفف منابع الإرهاب الأسود الذي تشنه جماعة الاخوان الإرهابية في محاولة بائسة لحرق مصر، وهو مشهد صعب، لكنه يجعلنا أكثر تصميماً ووقوفاً خلف الجيش والشرطة لرد كيد الكائدين، وتنفيذ خارطة الطريق. لن تكون أيدينا مرتعشة، الأيادي المرتعشة لا تقوي علي البناء، وستظل مصر قوية رغم أنف كل حاقد أو حاسد، ورغم ما تواجهه من ردود فعل غربية مستفزة غمت عيونها عما يحدث في شرق البلاد وغربها من جرائم ارتكبها الإرهابيون من قتل وحرق وتدمير، هؤلاء الذين زعموا أنهم مسلمون كشفوا أنهم مصاصو دماء، وأصبح القرآن عندهم ذكريات، والسنة ترانيم، وخرجوا علي دروس الرسول الكريم التي كان يدعو فيها الصحابة بالرفق مع الكفار حيث قال لهم إياكم والمثلي ولو بالكلب العقور، وكما قال ولا تغلوا ولا تقتلوا ولا تقطعوا شجرة، فما بال الاخوان المتأسلمين الذين يقتلون المسلمين ويمثلون بجثثهم ويمنعون العلاج عن المصابين ويحرقون منشآت الدولة، ويصرون علي تفجير مصر أو أن يحكموها بالقوة. مصر عازمة علي التصدي لهذا العدوان، وستكسره رغم أنف الذين مدوا أصابع السوء وحاولوا اشعال نار الفتنة في مصر، وساعدوا الإرهاب مادياً ومعنوياً وسيعود عليهم ذلك باللائمة ويكتوون بنار الإرهاب. هذا الوطن لن ينكسر، وسيظل آمناً، لأن الله كفل له الأمن عندما قال: ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين. وإذا كانت بعض الدول الغربية قد أدارت ظهرها لمصر وهذا متوقع منها فإن هناك دولا عربية شقيقة قدمت الدعم لمصر. ونوجه الشكر للعروبي الشريف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، علي اعلانه وقوف المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً الي جانب شقيقتها مصر في محنتها، وقال انها تتعرض لكيد الحاقدين والكارهين في محاولة لضرب وحدتها واستقرارها. ورفض ملك السعودية التدخل في شئون مصر الداخلية. وأيدت دولة الإمارات العربية الموقف السعودي المشرف مع الأوضاع في مصر. وهناك دول عربية كثيرة اتخذت هذا الموقف مثل الكويت والأردن. ومطلوب من باقي الدول العربية أن تأخذ هذا الموقف الداعم لمصر. لقد اتخذت مصر قرارها من صلبها، بمواجهة الإرهاب، وتعلم أنه قرار صعب، ولكنها ستخوضه حتي النهاية وستنتصر وتقيم دولة القانون ليكون الوطن للجميع والدين لله، ولا مكان فيها للطائفية والعنصرية والفصيل الواحد. كنا نعلم نحن ملايين الشعب الذي فوض جيشه في التصدي للإرهاب أننا نخوض حرباً قذرة ضد فصيل ينفذ أجندات غربية لتقسيم مصر إلي دويلات في إطار خطة لإضعاف العالم العربي والإسلامي تبدأ بدول الربيع العربي وكشفت لنا هذه المحنة أن الخائن ليس هو الذي حمل السلاح لقتل بني وطنه أو حرق منشأة أو هرب سلاحاً ولكن اكتشفنا خونة من نوع آخر كانوا يرتدون ملابس الوطنية، هم نوع أخطر من الذين صارحوا مصر بكرههم ورفعوا في وجهها السلاح فهؤلاء يسهل التعامل معهم، ولكننا اكتشفنا خونة، من فصيلة تتلون وتتسرب وتنتشر وتجري مجري الدم في الوريد هؤلاء الخونة تنكروا لمصريتهم وهو في الحقيقة ليس تنكراً ولكنه اعتراف بواقع، بعد أن ذرفوا الدموع الزائفة عليها أمام الكاميرات وأمطروها بالقبلات وهي متعطرة وبصقوا عليها وهي تفوح منها رائحة العرق مجهدة في أزمتها وحربها ضد الإرهاب نقول لهم مركب الوطن لن يغرق ولكنكم لا تجيدون العوم إلا في الماء الوسخ فهولاء قلوا أو كثروا تخجل منهم مصر ولا يشرفها حملهم لجنسيتها فليذهبوا الي أسيادهم الذين كانوا يعتقدون أننا لا نري سجودهم تحت أقدامهم.