إلى كل المشككين في الموقف الامريكي والمدعين ان واشنطن هي من وافقت على إزاحة مرسي.. إلى كل الاخوان الذين يصرخون بان امريكا هي من أتت بالسيسي حتى لا يعم الاسلام الارض على يد الشيخ مرسي.. إلى كل المغيبين.. والمؤكدين ان دولة الاخوان هي التي أرعبت امريكا فسارع البنتاجون «لتحريك» قادة جيش مصر العظيم لإسقاط اول نظام اسلامي ديموقراطي في التاريخ.. إلى كل هؤلاء واولئك: هل تبين لكم الآن الخيط الابيض من الخيط الاسود؟.. هل علمتم من يستقوي بالامريكان ضد إرادة شعب مصر؟.. وهل خبرتم من يستميت الامريكان في الدفاع عنه وعن وجوده في السلطة للحفاظ على استثماراتهم فيه؟.. الداعية المبجل صفوت حجازي - الذي مازال الاخوان يصرون على انه ليس اخوانيا!! - يقول نعم سنستدعي امريكا وغير امريكا لاستعادة الشرعية؟!.. أليست «امريكا» هي شيطانكم الاكبر؟.. أليست امريكا هي الداعم الاول والاب الروحي والحليف الاستراتيجي الأكبر لعدوتكم اسرائيل؟! أليست امريكا هي اول المعترفين بالقدس عاصمة لإسرائيل؟. .. نعم «القدس» التي يتاجر الاخوان بتحريرها حينما يودون «دغدغة» مشاعر الجماهير، فيصرخ «الداعية» المبجل نفسه «ع القدس رايحين.. شهدا بالملايين».. ثم ينقضي عام كامل من حكمهم، لم يذكروا فيه القدس حتى في خطاب الرئيس المعزول إلى «صديقه العزيز بيريز»! ألم يطرح شباب الإخوان على أنفسهم سؤالاً بسيطاً: هل يدعم الأمريكان الإخوان لأنهم يريدون بمصر خيراً؟ ويسعون إلى بزوغ فجر مصر القوية الشامخة؟ هل جون ماكين جاء إلى مصر ليحقق عدالة السماء ويعيد «تمكين» الإخوان، وينشر العدل على الأرض؟… ولماذا أرسلت واشنطن «ماكين» بالذات، وهم يعلمون تماماً ما يمكن أن يصنعه هذا العجوز غير المتسق التفكير ولا المنطق، وكيف يكون تفكيره متزناً بعد أن عانى صنوف العذاب على يد الفيتناميين، الذين أسروه عقب نجاته من طائرته المحطمة في 26 أكتوبر 1967 وحبسه في حفرة قذرة قبل نقله إلى سجن «هوالو» أو الجحيم الذي أسماه الأسرى الأمريكيون «هانوي هيلتون» ولم يخرج منه أسير سليم العقل أو الجسد. ألم يقارن شباب الإخوان بين موقف قادة الجماعة الذين استنجدوا بواشنطن، وموقف بابا المسيحيين تواضروس الذي قال «لو أن ثمن رفع الظلم عن أقباط مصر هو التدخل الخارجي، فليبق الظلم ولا نستدعي الغرب للتدخل في مصر أبداً»؟.. هل قادة الإخوان أقل وطنية من البابا؟!.. أم أن الدين لا وطن له، فليأت الغزاة وليذهب الوطن إلى الجحيم شريطة أن يبقى للإخوان جزء يحكمونه ويصبح ولاية ضمن دولة الخلافة الإسلامية؟!.. لا أتمنى، ولا يوجد مصري وطني عاقل يتمنى إراقة نقطة دم واحدة، فالدم كله حرام، سواء كان دم «اخواني» او سلفي او مسيحي.. او حتى يهودي مصري. وايضاً لم يكن يكفي ان تستهجن الرئاسة التصريحات السخيفة للسيناتور العجوز، ولا ان تصفها «بالخرقاء المرفوضة جملة وتفصيلاً»، بل كان ينبغي «طرده» فوراً واتهامه بالتدخل في الشأن الداخلي المصري، وتزييف الحقائق، حتى تفهم «واشنطن» بجلاء ووضوح ان مصر لم تعد «تابعة» لأحد. وتأكدوا ان الأمريكيين سيغضبون لكنهم سيحترمونكم، فهم لا يحترمون سوى الأقوياء. أما مصر فلها الله يحمي شعبها من الفتن والضلال، رب العزة الذي ندعوه قانتين: اللهم بعزتك وجلالك طهر مصر من الخائنين والمتآمرين والمفسدين الظالمين. .. اللهم ادخل العيد على بلادنا وهي سالمة منصورة على كل من يريد بها شراً يا ارحم الراحمين.. .. اللهم أبطل كيد الكائدين ومكر الماكرين وانصر عبادك الصالحين واجعل ايام عيد الفطر برداً وسلاماً على مصر والمصريين. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء. twitter@hossamfathy66