سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هشام قاسم: تصريحات «ماكين» صادمة ومؤذية و«أوباما» سيستغلها لإبعاده نهائياً عن المشهد الأمريكى الخبير فى العلاقات الدولية: علاقة «ماكين» بمصر انتهت.. ولا مساس بالمعونة الأمريكية
قال هشام قاسم، الناشط الحقوقى والخبير فى العلاقات الدولية، إنه مصدوم من تصريحات جون ماكين، السيناتور الأمريكى، الأخيرة، والتى تدل على أنه لا يمتلك أى خلفية، أو فهم لتوازن القوى فى مصر، لافتاً فى حواره مع «الوطن»، إلى أن زيارة «ماكين» لم تكن بدعوة من الحكومة، وأن تصريحاته حول المعونة متضاربة بين قطعها ورفض قطعها، لكنه بالتأكيد أنهى علاقته بعد تلك التصريحات «المؤذية» بمصر. وأوضح قاسم أن تصريحات ماكين، كانت لها تأثيرات سلبية على كافة المستويات، وستنعكس داخلياً، على الشعب المصرى وستصيبه بحالة إحباط، وعلى المستوى الخارجى، فإن بعض الدوائر الدولية التى كانت تفكر فى الاستثمار داخل البلاد خلال الفترة المقبلة ستتأخر، مشيراً إلى أن «أوباما» استغل تلك التصريحات لإبعاد ماكين نهائياً عن السياسة الخارجية. * بداية.. ما رأيك فى تصريحات جون ماكين وليندس جراهام خلال زيارتهما الأخيرة لمصر؟ - أنا مصدوم بالفعل فى جون ماكين وأشك أنه «خرف» فتصريحاته إلى cbs نيوز عن أنه بعد أسابيع أو أيام ستكون فى مصر بحور دم، شىء مخز، ومن غير المعقول أن يخرج من سياسى محنك مثل «ماكين»، كما أن جميع مقابلاته ولقاءاته تدل على أنه لا يمتلك خلفية عما يحدث فى مصر، ويعمل وفقاً للانطباعات، والتقديرات الشخصية لقيادات تنظيم الإخوان، وكأن «الزن فى الدماغ» هو سبب تلك التصريحات، ومن الواضح أنه لم يقرأ حتى تقارير الأجهزة الأمنية، ليتفهم توازن القوى فى مصر. * ما السر وراء زيارته وهل كانت بدعوة من الحكومة؟ - لا أعتقد ذلك، وإنما هى بمبادرة من «ماكين وجراهام»، ولم يتم الإفصاح عن أن الحكومة المصرية هى من وجهت الدعوة إليهما كما فعلت مع «كاترين أشتون»، لأن زيارة أشتون جاءت بحكم منصبها فى الاتحاد الأوروبى، لكن الأوضاع الآن لا تستدعى «عزومة» هذا وذاك. * ولكن ماكين قال إنه ضد قطع المعونة؟ - لا، لا بد أن نتذكر مقالة له فى «الواشطن بوست» منذ 3 أسابيع ألمح فيها إلى قطع المعونة عن مصر، وعندما وصل إلى القاهرة، قال إنه ضد قطع المعونة، ما يؤكد أن معلوماته غير دقيقة، وأن لديه سوء تقدير للموقف. * ما توابع هذه الزيارة على العلاقات المصرية الأمريكية؟ - بالطبع «ماكين» بتصريحاته قضى على علاقته بمصر، سواء حكومة أو معارضة، وجراهام أيضاً سيؤخذ بذنبه، ولا نستطيع أن ننكر أن الزيارة والتصريحات كانت «مؤذية»، على كافه المستويات، فداخلياً كان لها انعكاس سلبى على الشعب المصرى، بعد الحديث عن بحور الدماء التى تنتظر البلاد، الأمر الذى أصاب المصريين بالإحباط، وعلى المستوى الخارجى، فبعض الدوائر الدولية التى كانت تفكر فى الاستثمار فى مصر خلال الفترة المقبلة ستتأخر فترة. * ما رأيك فى تعليق أوباما على تصريحات ماكين؟ - أوباما رد على تصريحات ماكين أنه على اختلاف مع السيناتور الجمهورى فى مجال السياسة، ومازحه عبر شاشة التليفزيون، بأنه شخص نزيه، ولا يعلم إن كان فى صالحه الثناء على رئيس مصر، فأوباما يستغل الموقف لمصلحته ومصلحة حزبه، ويسعى للتخلص من ماكين فى الانتخابات المقبلة، ونقطة الضعف عند أوباما وحزبه، السياسة الخارجية، وأرى أنه يستغل هذا الموقف لإبعاد ماكين نهائياً عن المشهد فى أمريكا. * هل يمكن أن تؤثر مثل تلك التصريحات على المعونة الأمريكية لمصر؟ - المعونة الأمريكية لمصر «لن تمس»، لأن الانفاق العسكرى الأمريكى 700 مليار دولار، نصيب المنطقة منه 100 مليار جنيه، ومصر تحصل على مليار و300 ألف جنيه، مقابل أن يكون هناك منظومة تسليح شفافة، وإسرائيل لديها «بارانويا» فى موضوع الأسلحة والمخاطر، فتوقفت المعونة إلى مصر يؤدى إلى تنوع مصادر السلاح، ويجعل مصر بالنسبة لإسرائيل منظومة ضبابية، وفى هذه الحالة سيكون على إسرائيل مضاعفة الإنفاق العسكرى، ودخلنا على سباق تسليح ينتهى بحرب أو إفلاس طرف وهو ما يشكل التهديد الوجودى لإسرائيل.