تبرأت عائلة مذيعة قناة الجزيرة رولا ابراهيم من ابنتهم المذيعة بقناة الجزيرة لعدم تركها الجزيرة الحاقدة علي فخامة الرئيس »الأسد« وقبلها تبرأت عائلة الناشطة السورية طل الملوحي من ابنتهم لانتقاد فخامته تماماً كما تبرأت والدة السيد أبو العربي من ابنها قبل أن يجف دمه بعد أن قتله حراس مبارك وهكذا تكون النذالة وإلا فلا نذالة الحكام أعني ودونيتهم وجهلهم باختصار لانه لا رولا ولا طل الملوحي ولا أبو العربي فعلوا ما يدعو الي تبرؤ ولن يصدق عاقل ولا معتوه أن التبرؤ تم طوعاً لا كرهاً. لا أخفي كراهيتي لاكثر الحكام العرب رموز الذل بوجهيه يمارسونه في دور الفاعل مع الشعوب وفي دور المفعول به أمام العدو فأنت تري الواحد منهم محوطاً بمظاهر الابهة ومن حوله من يرجون الارض رجاً احتفاء بطلعته البهية بينما هو في أعماقه أذل من فأر وكلما تبدي أسداً علي شعبه، عكس مدي هوان وذل الفأر في أعماقه فالفأر هو الفأر سواء كان اسمه مبارك أو كان اسمه الاسد!. دأبت اسرائيل علي اهانة (الغضنفر السوري) فراحت مرة تلو مرة تضرب ضربة هنا وضربة هناك وبعضها قرب مخدع نومه وهو يبدي حكمة عظيمة تليق بفأر ولا تليق بأسد ومنذ نحو أربعين عاماً وسوريا تنظر اللحظة المناسبة لكي تطهر الجولان من عار الاحتلال وقد هرمنا حقاً في انتظار دخول الدبابات السورية الي الجولان فلم تدخل ولكنها وجدت أن الطريق الي درعا أكثر أمناً فدخلت واحتلت وقتلت وروعت بينما بوق الاعلام يمارس مهامه بسذاجة مقززة عن الحاقدين علي سوريا والمتآمرين ضدها رغم علم سكان زحل ان اسرائيل واقعة في غرام أسدنا الغراب أو يرحل أسدنا الذي يذكرنا بمجد الاسد الاب الذي قصف حماة جواً وبراً ودمرها تدميراً »تاريخياً« في ربيع العام ألف وستمائة واثنين وثمانين وارتكب مجزرة في كل حي مخلفاً نحو ثلاثين ألف شهيد ومثلهم من المفقودين ليومنا ووصف الصحفي »شارل بوبت« مراسل صحيفة »الليبيراسيون« وقائع المذبحة كأنما يصف بعض أهوال يوم القيامة حتي ان مئات من السكان احتموا بمسجد حي الشرقية فتم تفجيره وقتلهم جميعاً ناهيك عن التمثيل بالجثث وبقر بطون النساء الحوامل ويكفي أن نعدد القوات المشتركة في المجزرة لنعرف انها كانت حرباً فقد اشتركت الفرقة الثالثة ولواء مدرعات ولواء دبابات وفوج انزال جوي وفوج مدفعية ميدان وعشرات الطائرات وقوات الامن العسكري والامن السياسي وأمن الدولة والقوات الخاصة! وختم المشهد بكلمات كتبت علي أنقاض بناء تقول »لا إله إلا الوطن ولا نبي إلا البعث«!. وأما القذافي فهو درة تاج عصره الفريدة بدءاً بملابسه التي تليق ببهلوان لا برئيس دولة ومروراً بحرسه النسائي من العذاري وخيمته التي يحملها أينما حل كأنها تميمته وبتصريحاته الفكاهية حتي انه عتب علي بطرس غالي أن يكون أميناً للامم المتحدة وتساءل عن راتبه الشهري عارضاً أن يعطيه إياه ليترك عمله!. والقذافي عميد الدمويين العرب وعميد المضحكين أيضاً ومن درر إبداعاته وصفه للثوار فقد قال ان الواحد منهم يكون عبداً من عباد الله الاسوياء لا له ولا عليه وفجأة يناوله أحد الاشرار الحاقدين عقار هلوسة فيجري في الشوارع صارخاً كمن مسه جن هاتفاً ضد الزعيم الذي هو التاريخ والمجد، كما يقول عن نفسه معدداً أفضاله ومنها زوال الخلط بين ليبيا وليبيريا ولبنان! ومن فكاهات الزعيم المناضل لفت انتباه اسرائيل الي أن الثورة في ليبيا تضرها! ولفت انتباه أمريكا أن الثورة تأتي بتنظيم القاعدة ثم إعلانه حرباً جهادية علي الغرب الكافر وبلغت قمة الملهاة ذروتها لما أتي بأحد السحرة عبر التليفزيون ليقول كلاماً من نوع (حاكش باكش فرنتاكش) منتهياً الي تهديد أعداء الزعيم بالموت الزؤام علي يد »شمهورش وسنجهير وسكان القبور والمردة التائهين« ولا أدري لم أغفل التهديد »بأبي رجل مسلوخة« زيادة في ترويع أمريكا وحلف الاطلسي بما يطير النوم من عيونهم!. كلما شاهدت شين العابدين بن علي (بالشين) ومخلوعنا ومن يحل دورهم تذكرت مشهداً عاينته في طفولي فرحاً واليوم أعاينه أشد فرحاً ولكن أكثر من جسد المشهد الممتع هو علي صالح بجحوظ عينيه عند الغضب ولمعانهما وقدحهما الشرر وتحشرج صوته واحتقان وجهه كأنه يلفظ آخر أنفاسه كنت بطفولتي أري الاسماك بعد صيدها بقليل توضع حية في الفرن لتشوي كانت تتقافز بشدة ثم تبدأ في الخمود الي أن تنتهي حركتها تماماً مستسلمة لقدرها ولسان حالها يقول »فهمتكم«!. وبرغم ألمي الشديد علي أنهار الدم الجاري فاني أستمتع بمشاهد حيتاننا المتوحشة وكل حوت منها يقدم فقراته المتتالية بدءاً من تعييرنا بأفضاله ومروراً »بفهمتكم« وانتهاء بفراره مذعوراً وبكسر مليون زير من خلفه ثم التفرغ لحصر منهوباته في أرجاء المعمورة! لكن الوحيد الذي لم أتمتع بعد بفقراته هو الاسد ابن الاسد فمازال قادراً علي القتل والضحك معاً وهو يكيدني ليس فقط لانه يضحك والدماء أنهار بل لان طريقته في الضحك تستفزني ومازلت أمني نفسي بمتعة تقافزات »الأسد« والكلمة الرائعة منه ومن باقي حكام العار »فهمتكم«!!.