جون ماكسويل كوتسى روائى انجليزى ولد فى جنوب افريقيا عام 1940 واشتغل بتدريس الأدب فى جامعات كيب تاون ونشر عشرات الروايات المبهرة حول افريقيا كان أبرزها: «المغضوب عليه»، «فى قلب هذا البلد»، و«العصر الحديدة». وفى عام 1983 حصل على جائزة البوكر، ثم حصل عليها مرة اخرى عام 1999 وأخيرا حصل على جائزة نوبل فى الأدب عام 2003. وقد كتب «كوتسى» سيرته الذاتية فى كتابين هما: «مشاهد من حياة شاب»، و «نحو سن الرجولة». ومن الروايات الممتعة لكوتسى «حياة وزمن مايكل ك» وهى رواية متوسطة الحجم تدور حول طفل ولد مشوها وتربى لدى إحدى دور الرعاية هربا من سخرية الناس، وحتى أمه كانت تزوره كل فترة ومعها قليل من الحلوى. ويعتاد مايكل على الوحدة والبعد عن المجتمع ، ويعيش خجلا متجنبا الظهور، ليهرب من مجتمع إلى آخر بتشوه وجهه. ويكبر مايكل ويعمل بستانيا فى ظل حياة بائسة وفقيرة وحروب وصراعات لا تنتهى وأعمال قمع متوحشة من جانب حكومات قبلية، وعندما يعلم بمرض أمه يذهب إليها لتطلب منه أن يذهب بها إلى قريتها فى الريف لتموت هناك، ويحاول السفر فتمنعه اللوائح والقوانين التى تقضى بضرورة الحصول على تصريح من السلطات. يحاول مايكل كثيرا المرور بشكل طبيعى لكنه يفشل، لذا فإنه يقرر السفر عبر الغابات، ويحمل أمه المريضة ليواجه أهوالاً ومخاوف غير معتادة. ومن أرض إلى ارض ومن مدينة إلى أخرى يفلت مايكل وأمه بصعوبة من أعداء قساة وجنود متوحشين وطبيعة بلا عواطف. كما يواجه مايكل أمراضا معتادة وغريبة عبر أسفاره. وتصور الرواية الحياة القاسية للمجتمع الأفريقى بقسوته وتناقضاته والظلم السائد لسلطات قمعية قاهرة لا تعترف بحقوق بشر. إنه يهرب من الخطر، ومن المجهول، ومن الناس، ومن نفسه أيضا. من هذا العالم الذى لا يرحم، ولا يساوى بين الناس ولا يطلق حريتهم. لا يجد «مايكل» مرفأ نهائيا ليستريح، يمر بمعسكرات كبارا وصغارا، أحرارا وعبيدا، رجالا ونساء، متعلمين وجهلاء، فتيات جميلات وقبيحات، وكأن العالم كله معسكر والناس جميعا سجناء. إنه يسأل نفسه فى اسى: لماذا أتى إلى هذه الدنيا؟ ولا يجد اجابة شافية.